أقلام وأراء
الأربعاء 10 أبريل 2024 11:42 صباحًا - بتوقيت القدس
إسرائيل وسقوط القناع
تلخيص
في أعوام بعيدة مضت، في الستينات والسبعينات من القرن الماضي، كنا شباباً، وكانت رحلات مركبات الفضاء تستهوينا لجِدَّتها. وكلما سمعنا عن إطلاق مركبة إلى الفضاء -أميركية كانت أو سوفياتية- كنا نتحلق حول شاشات التلفزيون لمشاهدة عملية الإطلاق إلى الفضاء الخارجي الذي كان يمثل عالماً مجهولاً للبشرية.
كان إطلاق المركبات، وقتذاك، شيئاً مثيراً للخيال والعقل معاً. الذروة في الإثارة تبدأ حين يتم تجهيز المركبة للانطلاق، ويأخذ المهندس المشرف على فريق الرحلة في عملية العدِّ العكسي. وحين يصل العدُّ إلى صفر، تنطلق المركبة عالياً إلى السماء. ربما لهذا السبب، ولسنوات عديدة، ارتبط العد العكسي، لدي ولدى كثيرين ربما، بصعود شيء ما إلى أعلى، وبشكل إيجابي.
لكن عالم الفضاء ومركباته وتقاليده وعلماءه لا تربطهم علاقة بعالم السياسة وسراديبه ومؤامرته. لذلك السبب، اكتسب العدُّ العكسي في السياسة معنى مخالفاً. فحين نقرأ مثلاً أو نسمع أنَّ عداً عكسياً قد بدأ لواحد من الساسة، نعرف وقتياً أنَّه سقوط إلى هاوية النسيان. وأن وقت مغادرته لخشبة المسرح قد أزف، وربما إلى الأبد.
خلال الأشهر الستة الأخيرة التي شهدت حرب إبادة إسرائيلية متعمدة ضد الفلسطينيين من سكان قطاع غزة، لا يكاد يخلو أسبوع من قراءة أو سماع تقارير إعلامية، غربية وعربية، تؤكد أن العدَّ العكسي لرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو قد بدأ. وهم بذلك يعنون أن مغادرته النهائية لخشبة مسرح احتلها كممثل رئيسي لسنوات طويلة نسبياً وشيكة. تلك التقارير، في رأيي، أقرب ما تكون إلى الصحة في قراءاتها للحدث، ونتائجه المتوقعة. وما يحدث على أرض الواقع والفعل اليومي يؤكد ذلك بقوة، ويعزز بشدة من صحة التنبؤ، بأن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، ليس فقط في طريقه إلى مغادرة المسرح؛ بل والأرجح إلى المثول متهماً أمام القضاء في إسرائيل وفي ساحات قضائية دولية، بارتكاب جرائم فساد وتهاون في الأولى، وجرائم ضد الإنسانية في الثانية.
ما ينشر في تلك التقارير الإعلامية، وما يدور من نقاشات في البرامج الإخبارية في مختلف القنوات التلفزيونية في إسرائيل وخارجها، لا يغيب عن نظر رئيس الحكومة الإسرائيلية. وهو لذلك السبب -كما يقول معلقون- يريد للحرب التي شنَّها ضد حركة «حماس» والسكان المدنيين في القطاع الاستمرار، لكنه، بعد 6 أشهر، لم يستطع رؤية بقعة ضوء في النفق المظلم الذي دخله بعينين مفتوحتين وعلى عجل.
المثل الشعبي الذي يؤكد أن دخول الحمام ليس مثل خروجه، ينطبق على وضعية نتنياهو، إذ باتفاق المعلقين ليس بإمكان إسرائيل القضاء على حركة مقاومة للاحتلال، آيديولوجية عقائدية، مثل حركة «حماس»، كما وعد نتنياهو. والمظاهرات الهائلة التي نشاهدها هذه الأيام تُبث على الشاشات في شوارع تل أبيب، تؤكد أن الإسرائيليين أنفسهم لم يعودوا يصدقون رئيس الحكومة، ولا الائتلاف الحاكم، وكل ما يريدونه هو عودة الأسرى المخطوفين سالمين إلى أهاليهم، ووقف الحرب.
يقول مثل أميركي: «إن أردت أن تشرب حساء لحم النمر، فعليك أن تصطاد نمراً أولاً»، والنمر المقصود، في الحالة الإسرائيلية الراهنة، مختلف، ومن فصيلة نادرة، ومن الصعوبة بمكان العثور عليه، فما بالك باصطياده وأكل لحمه. وإذا كان العد العكسي قد بدأ لرئيس الحكومة الإسرائيلية، كما يؤكد المعلقون في إسرائيل وخارجها، فهذا يعني أن تداعيات خروجه من المسرح وما يرافقها على المستويين المحلي والدولي سوف تترك آثاراً سياسية ليس من السهولة محوها سريعاً. أهمها اللطخة السوداء التي شوهت الصورة التي عملت إسرائيل على إقناع العالم بها طيلة سبعين عاماً وأزيد، وهي أنها تعيش في غابة، ومحاصرة بوحوش يبتغون افتراسها. وهذا يعني سقوط القناع. قناع الفريسة/ الضحية، انمحى في 6 أشهر، ومكانه بان واضحاً بوجه آخر قبيح؛ لكنه حقيقي، لن تنجح كل أقنعة العالم في إخفائه.
دلالات
المزيد في أقلام وأراء
كيف سيغير ترامب العالم
ترجمة بواسطة القدس دوت كوم
لقد عاد: ثلاثة عشر كاتب عمود يتحدثون عن أكثر ما يقلقهم بشأن عودة ترامب- وأسباب تفاؤلهم
ترجمة بواسطة القدس دوت كوم
تصاعد وتيرة العدوان على الضفة الغربية
حديث القدس
ماذا بعد إلغاء اتفاقية وكالة الأونروا؟
مناضل حنني
هاريس دعمت الإبادة وترامب تفوح منه رائحة صفقة القرن الجديدة
عريب الرنتاوي
الموقف الدولي ومواجهة حظر عمل "الأونروا"
سري القدوة
إلى متى استمرار القتل والتدمير المتعمد؟
حمادة فراعنة
الانتخابات التي تشغل العالم... لا تشغلنا
بهاء رحال
الوضع المتأزم بصراع الصواريخ فوق الشرق العربي إلى أين؟
كريستين حنا نصر
حتى لا نطلق النار على رأس مشروعنا الوطني
جمال زقوت
هاريس وترامب وجهان لعملة واحدة
حديث القدس
ماذا لو فاز ترامب؟ وماذا لو فازت هاريس؟
هاني المصري
أين ترقد الجامعة العربية؟
عقل صلاح
إذا فاز ترامب فسيقول له نتنياهو ما قاله شارون لبوش: لقد فازت المبادئ
حمدي فراج
انتخابات الرئيس الأمريكي
حمادة فراعنة
سياسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط.. هل تتغير؟
جيمس زغبي
سياسة إسرائيلية منسقة لتدمير النظام الصحي الفلسطيني
حديث القدس
ما الذي سيتغير بعد الانتخابات الأمريكية؟
راسم عبيدات
نتنياهو وزيف الجبروت المزعوم
مصطفى البرغوثي
قبل يوم من الانتخابات الأمريكية
بهاء رحال
الأكثر تعليقاً
الرئيس عباس يصل مصر في زيارة رسمية
مسؤولية المملكة المتحدة بعد قرن من بلفور
مستوطنون يحرقون 20 مركبة ويخطون شعارات عنصرية في رام الله
25 شهيداً في قصف الاحتلال منزلاً في بيت لاهيا شمال قطاع غزة
الرئيس يهنئ الرئيس ترمب بفوزه بانتخابات الرئاسة الأميركية
البرلمان العربي يدعو ترمب إلى تصحيح موقف بلاده ورفع الظلم عن الشعب الفلسطيني
إسرائيل: اعتقال 4 أشخاص في قضية التسريبات
الأكثر قراءة
إسرائيل: اعتقال 4 أشخاص في قضية التسريبات
بقرارها السماح للبنوك باقتطاع كامل القروض.. هل فقدت سلطة النقد سلطتها؟
تقديرات إسرائيلية: إدارة بايدن ستضغط لإنهاء الحرب بغزة
مسؤولية المملكة المتحدة بعد قرن من بلفور
التوافق الوطني بين "فتح" و"حماس".. ضرورة مُلحة لنزع الذرائع وسد الثغرات
كيف ننهي الحرب في غزة
عشية "الثلاثاء الكبير".. ما السيناريوهات المتوقعة في حال فوز أيٍّ من الغريمَين؟
أسعار العملات
الأربعاء 06 نوفمبر 2024 3:48 مساءً
دولار / شيكل
بيع 3.75
شراء 3.74
دينار / شيكل
بيع 5.28
شراء 5.26
يورو / شيكل
بيع 4.01
شراء 4.0
من سيفوز في انتخابات الرئاسة الأمريكية؟
%59
%41
(مجموع المصوتين 73)
شارك برأيك
إسرائيل وسقوط القناع