قال الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الأميركية ، ماثيو ميلر، أن إدارة الرئيس الأميركي حذرت إسرائيل بأنها لا اريد أن ترى المواطنين الفلسطينيين يجبرون على النزوح القسري في شمال غزة.

وقال ميلر في إطار رده على سؤال مراسل القدس بشأن التقارير التي عن تنفيذ إسرائيل تنفذ التطهير العرقي للفلسطينيين من شمال غزة، سعيا وراء خلق منطقة عازلة أو إعادة احتلال المنطقة لأغراض استيطانية : "أعتقد أنك تتحدث هنا عن ما يسمى بخطة الجنرال؛ دعني أقول أن الوزير أنثوني بلينكن أثار هذه المسألة مباشرة مع رئيس الوزراء (الإسرائيلي بنيامين نتنياهو) عندما كنا هناك قبل أسبوعين. وقال رئيس الوزراء (نتنياهو) إن هذه ليست خطتنا، وليست ما ننفذه: يمكنهم  (الإسرائيليون)أن يتحدثوا عن أنفسهم؛ أنا فقط أنقل ما قالوه لنا".

وقال ميلر "لقد أوضح الوزير (بلينكن) بشكل خاص وعلني أننا سنرفض بشدة أي خطة من هذا القبيل. وقد رأيتمونا ندفع باتجاه توسيع نطاق الوصول الإنساني إلى المناطق التي يدور فيها القتال، بما في ذلك هذه المناطق المحظورة.

 وكما أشرت للتو، فقد رأينا اليوم لأول مرة منذ عدة أسابيع قافلة من المساعدات الإنسانية تدخل بالفعل إلى بيت حانون. ومن المهم أن يستمر تسليم المساعدات الإنسانية إلى هؤلاء المدنيين الموجودين في - حتى في منطقة تدور فيها المعارك".

وأضاف ميلر: "ما نوضحه لحكومة إسرائيل هو أننا لا نريد أن نرى الناس نازحين من منازلهم. الآن، انظروا، إذا كان هناك قتال في منطقة ما، وكان الإخلاء أمر مناسب ، فإن سياية الحكومة الأميركية ، وسياسة حكومات أخرى منذ فترة طويلة، إذا كانت الحكومة تعمل عسكريًا في منطقة يلجأ إليها المدنيون، وأنت تريد أن ترى المدنيين قادرين على إخلاء منازلهم حتى يتمكنوا من الانتقال إلى مكان آمن، فنحن نتفهم ذلك، ولكن في نهاية القتال، نريد أن نراهم يعودون إلى منازلهم، ونريد أن نراهم يعودون إلى أحيائهم، ويكون لديهم القدرة على إعادة بناء منازلهم - مع العلم أنه، بالطبع، في العديد من هذه المناطق، تم تدمير منازلهم، وتدمير أحيائهم بالكامل".

وفي تقرير نشرته صحيفة هآرتس الإسرائيلية يوم الأربعاء، تم تفصيل الوضع في بيت لاهيا، وهي مدينة تقع في شمال غزة بالقرب من الحدود الإسرائيلية حيث تنفذ القوات الإسرائيلية حملة تطهير عرقي وفق ما يقوله المراقبون.

وفي بداية شهر تشرين الأول، أمرت إسرائيل مئات الآلاف من الفلسطينيين الذين يعيشون في شمال غزة بالتوجه جنوباً. وتجاهل كثيرون الأمر لأنه لم يكن هناك مكان آمن يمكنهم الذهاب إليه، وركز الجيش الإسرائيلي هجومه المتجدد على الشمال على بيت لاهيا وبيت حانون وجباليا المجاورتين، حيث فرض حصاراً كاملاً لتجويع المدنيين.

وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي إنه طرد بالقوة 55 ألف فلسطيني من مخيم جباليا للاجئين، ولا ينوي السماح لهم بالعودة. ووفقاً لصحيفة هآرتس، لم يتبق سوى بضعة آلاف من المدنيين في بيت لاهيا وبيت حانون.

وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي العميد إيتسيك كوهين للصحفيين يوم الثلاثاء: "لا توجد نية للسماح لسكان شمال قطاع غزة بالعودة إلى منازلهم".

ونأى الجيش الإسرائيلي بنفسه عن التعليقات التي أدلى بها العميد إيتسيك كوهين بأن القوات البرية تقترب من "الإخلاء الكامل" لشمال قطاع غزة ولن يُسمح للسكان بالعودة إلى ديارهم.

وقال خبراء القانون الإنساني الدولي إن مثل هذه الإجراءات ترقى إلى جرائم حرب تتمثل في النقل القسري واستخدام الغذاء كسلاح.

ونفت إسرائيل مراراً وتكراراً محاولتها إجبار السكان المتبقين في شمال غزة على الفرار إلى مكان آمن نسبياً في الجنوب أثناء الهجوم الذي دخل الآن شهره الثاني.

 وتقول إسرائيل إن هذا الضغط ضروري لمحاربة خلايا حركة حماس المعاد تنظيمها.