أقلام وأراء

الأحد 21 يناير 2024 10:10 صباحًا - بتوقيت القدس

التضامن الأردني

نتباهى بمظاهرات شعبنا الأردني التضامنية مع معاناة شعبنا في فلسطين، دعماً لتطلعاته نحو دحر الاحتلال ونيل الحرية والاستقلال.


نتباهى بالأنفعال على قاعدة الشراكة من قبل شعبنا على إمتداد خارطة بلدنا من مدن الشمال وقراه حتى مدن الجنوب وبواديه، تعبيراً عما في داخلنا من أحاسيس الواجب والتقدير والانحياز أمام حجم معاناة أهالي غزة وبسالة مقاومتهم، وأمام ما يتعرض له أهالي الضفة الفلسطينية من قمع وأدوات قتل، أسوة بما يجري في مدن قطاع غزة، من وجع وألم وقتل وتدمير.


وحشية الاحتلال وأدواته، غير مسبوقة بهذه القسوة المتعمدة، المقصودة بالقتل والتصفية بشرياً، ومادياً، بهدف جعل مدن قطاع غزة غير قابلة للحياة، ودفع أهلها نحو الرحيل القسري والتشريد واللجوء.


الصراع في فلسطين، وعلى أرضها صراع يشمل مفردتين: الأرض والبشر، وقد نجح المشروع الاستعماري التوسعي إلى الآن احتلال كامل الأرض، ولكنه فشل استراتيجياً بطرد كل الشعب الفلسطيني وتشريده، إذ بقي على كامل خارطة فلسطين أكثر من سبعة ملايين عربي فلسطيني، وهذا يحول دون إقامة "دولة يهودية" على كامل أرض فلسطين، ولذلك يعملون على تحقيق الشرط الثاني لنجاح مشروعهم الاستعماري، بعد نجاحهم في التمكن من الشرط الأول وهو احتلال كامل أرض فلسطين، فيعملوا على تحقيق الشرط الثاني وهو إنهاء الوجود البشري الديمغرافي الفلسطيني من أرض فلسطين، وجعلهم أقلية محدودة.


القتل والتدمير وجعل الأرض طاردة لأهلها وشعبها الفلسطيني، برنامج مقصود منهجي، بات مكشوفاً عارياً أمام العالم، مما يتطلب أوسع مظاهر التضامن والدعم والاسناد للشعب الفلسطيني، بهدف البقاء والصمود على أرضه، ومن هنا أهمية مظاهر تضامن شعبنا الأردني بكافة شرائحه مع صمود الفلسطينيين ونضالهم.


مظاهرات وإحتجاجات الأردنيين الشعبية حارة مُتدفقة، تعكس وعي الأردنيين لأهمية حماية الأمن الوطني لبلدنا من محاولات المستعمرة إعادة رمي القضية الفلسطينية خارج وطنها إلى لبنان وسوريا والأردن كما حصل عام 1948.


الفريق الحاكم لدى المستعمرة المكون من تحالف أحزاب اليمين السياسي المتطرف، مع الأحزاب الدينية اليهودية المشددة، يعمل مرة أخرى على إعادة رمي القضية الفلسطينية من غزة إلى مصر ومن الضفة إلى الأردن، ولهذا لنا مصلحة وطنية وقومية ببقاء وصمود الفلسطينيين على أرضهم ومواصلة نضالهم حتى ينتزعوا حقوقهم الكاملة غير المنقوصة على أرض وطنهم فلسطين، حيث لا وطن لهم غيره.


لقد عمل الأردن على إحباط مشروع المستعمرة الهادف إلى إيجاد قيادة فلسطينية بديلة، وتنصيبها على قطاع غزة وفق المرحلة الثالثة لخطة يؤاف جالنت، وتم ذلك بمظاهر وتحركات بارزة متتالية بدأت بجولة رأس الدولة الأردنية جلالة الملك إلى أوروبا يوم 14 تشرين أول 2023، شملت لقاءات مع قادة بريطانيا وايطاليا والمانيا وفرنسا على التوالي: ريشي سوناك، وجورجيا ميلوني، وأولاف شولتز، والفرنسي ايمانويل ماكرون، وذلك على خلفية البيان الخماسي الذي أصدرته البلدان الأربعة مع الولايات المتحدة يوم 8 تشرين أول أكتوبر، حيث شكل هذا البيان غطاء سياسياً لحرب المستعمرة على قطاع غزة.


وفي يوم 7 تشرين الثاني نوفمبر 2023 زار جلالة الملك بروكسل وعقد لقاءات مع قيادات الإتحاد الأوروبي، وحلف شمال الأطلسي، رداً على صدور البيان الخماسي الثاني للبلدان الأوروبية مع واشنطن.


وقد سبق لقاء بروكسل عقد اجتماع وزاري في عمان يوم 4 تشرين الثاني نوفمبر 2023، بين وزراء خارجية البلدان العربية الخمسة : السعودية، مصر، قطر، الإمارات، والأردن، بحضور ومشاركة ممثل اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير مع وزير الخارجية الأميركي بلينكن، تأكيداً نحو التوجه الأردني في التمثيل الفلسطيني.


وقد تُوجت هذه التوجهات الأردنية يوم 10 كانون الثاني يناير 2024، عقد القمة الثلاثية المصرية الفلسطينية الأردنية في العقبة، تأكيداً على مكانة الرئيس الفلسطيني كعنوان تمثيلي للشعب الفلسطيني ورفض محاولات المس بالمؤسسة الفلسطينية وعدم إيجاد قيادة بديلة، والتصدي للخطط الإسرائيلية لتهجير الفلسطينيين خارج وطنهم.

دلالات

شارك برأيك

التضامن الأردني

المزيد في أقلام وأراء

هناك خطة للغد

غيرشون باسكن

إسرائيل تصارع اوهام النصر

حديث القدس

الاحتلال الإسرائيلي بين «الذكاء الاصطناعي» و«الغباء الفطري»

عماد شقور

المفاوضات بين حماس والمستعمرة

حمادة فراعنة

المحاكم.. مكان لاختبار الصبر!

سمر هواش

تأملات-- النساء الفاضلات كثيرات

جابر سعادة / عابود

هل هو تنازع على من يخدم إسرائيل أكثر؟

فتحي أحمد

التعافي من الفاقد التعليمي واستقرار منظومة التعليم

ثروت زيد الكيلاني

اليابان: غزة والشرق الوسط

دلال صائب عريقات

شكراً تونس

رمزي عودة

تأثير الحرب على التعليم.. دمار شامل بغزة وصعوبات كبيرة بالضفة

رحاب العامور

إسرائيل تحاول التنصل من جرائمها

حديث القدس

الفعل وليس القرارات ما هو مطلوب

حمادة فراعنة

حراك الجامعات في مواجهة ألة القمع الإسرائيلية

زاهي علاوي

استكشاف هندسة الأوامر: الابتكار والتطور والتأثير على المستقبل

صدقي أبو ضهير

‏ الحكومة الجديدة وأهمية دعم القطاع الزراعي

عقل أبو قرع

معاداة السامية" ... سلاح ظلم وبغي

عطية الجبارين

القادمون من السراديب والذاهبون إليها

حمدي فراج

القمة العربية ما بين الوقائع والاستحقاقات اللازمة

مروان أميل طوباسي

أمريكا وحروب الإبادة: سجل حافل بالصناعة أو التورط

صبحي حديدي

أسعار العملات

الجمعة 17 مايو 2024 12:34 مساءً

دولار / شيكل

بيع 3.71

شراء 3.7

يورو / شيكل

بيع 4.02

شراء 4.0

دينار / شيكل

بيع 5.24

شراء 5.2

بعد سبعة أشهر، هل اقتربت إسرائيل من القضاء على حماس؟

%8

%92

(مجموع المصوتين 76)

القدس حالة الطقس