أقلام وأراء

الثّلاثاء 19 سبتمبر 2023 9:17 صباحًا - بتوقيت القدس

بعد 41 سنة على المجزرة .. رحل الموثق

في الذكرى الحادية و الأربعين على مجزرة صبرا و شاتيلا التي تصادف هذه الأيام ، و التي استمر ارتكابها بدم فاشي قذر على مدار ثلاثة أيام أيلولية ، قتلا وبطشا واغتصابا وتقطيعا للاوصال ، وصولا لبقر بطون الحوامل ، تأكدا من القضاء على الأجنة ، يأتي السؤال ، لماذا ؟ لماذا هذه المجزرة بحق أبرياء هجروا من وطنهم قبل حوالي ثلاثين سنة ، يعيشون في ظروف غاية في الصعوبة و الفقر و الجوع و البطالة ، تشرف على اغاثتهم و حمايتهم وكالة أممية ؟ ليسوا على ارض فلسطين لكي ينافسوا القادمين الجدد من أوروبا و أمريكا ، ليسوا في بلاطة او العروب او الدهيشة او جنين ، لكي يشكل قتلهم و جزرهم على تلك الشاكلة ، عظة لغيرهم بأن يحملوا أنفسهم و يرحلوا الى الأردن "البديل" و القريب ؟


تذكرت انني سألت هذا السؤال للمفكر الأمريكي التقدمي رالف شونمان ، الذي طرق باب بيتي بعد حوالي ثلاثة اشهر من ارتكاب المجزرة ، كان يحمل في جعبته "سلايدات" مصورة لفظائع المجزرة بعيد ساعات من ارتكابها ، قام هو و قرينته "مايا شون" بتصويرها في المخيمين المنكوبين ، و يريد أن اساعده في عرضها على الناس ، رأيت مشاهد لا يستطيع الانسان تحملها ، ولا تصديق ان انسانا اخر ارتكبها بحق أخيه مهما كانت جريمته او جريرته ، فهمت بعد مشاهدتها ، لماذا كانت بعض القنوات الامريكية المحلية تحذر الحوامل و ضعاف القلوب من مشاهدتها . و خلال أسبوع ، عرضنا هذه الشرائح في غالبية مخيمات الضفة و مخيمات غزة و بعض القرى العربية في الجليل .


تواصلت علاقتي برالف و مايا ، الذي بدأ يعد لمسيرة كبرى في الذكرى الأولى على المجزرة ، دعا اليها مئة شخصية أمريكية اعتبارية ، من ضمنهم وزير العدل الأمريكي رامزي كلارك في حكومة جونسون ، و أندرو يانغ ممثل الحكومة في مجلس الامن في حكومة كارتر و القس جيسي جاكسون مرشح الرئاسة الامريكية عامي 1984 و 1988 ، و لكن إسرائيل منعته و احتجزته في المطار و اعادته في اول طائرة مغادرة .


في عام 1988 وضع كتابه النوعي "التاريخ المخفي للصهيونية" الذي لا يستقيم بدون ارتكاب المجازر ، و ان "صبرا و شاتيلا" لن تكون المجزرة الأخيرة . في زيارته الثانية لفلسطين عام 2005 كشف لي انه عمل سكرتيرا خاصا للفيلسوف الإنجليزي برتراند راسل ( 1872- 1970) و انه تعلم منه كيف يجب على الثوريين ان بعيشوا طويلا ، كما كشف انه اعتقل في بوليفيا على خلفية مقتل تشي جيفارا عام 1967 بتهمة انه احد افراد مجموعته.


قبل حوالي 50 يوما ، رحل رالف شونمان عن عمر ناهز 87 سنة ، و بمناسبة مرور أربعين يوما على رحيله نظمت قرينته "مايا" حفلا تأبينيا على "الزووم" شارك فيه العديد من أصدقائه و رفاق دربه الطويل في عدد من دول العالم ، و كنت من ضمن المتشرفين بتقديم مداخلة قصيرة "خمس دقائق" ، تذكرت سؤالي إياه قبل أربعين سنة ، عن : لماذا مجزرة صبرا و شاتيلا ، اجابني يومها : التخلص من الشعب الفلسطيني فسيولوجيا ، و دفع نصف مليون فلسطيني في جنوب لبنان "شمال إسرائيل" الى سوريا او ما هو أبعد من سوريا .

دلالات

شارك برأيك

بعد 41 سنة على المجزرة .. رحل الموثق

المزيد في أقلام وأراء

القضاء على الشعب الفلسطيني

حديث القدس

النكبة مستمرة

حمادة فراعنة

"إسرائيل" عالقة بين معادلتي العجز في التقدم والعجز في التراجع

راسم عبيدات

في ذكرى النكبة 76.. غزة تعيد الصراع للمربع الأول

وسام رفيدي

حِراك طلبة الجامعات.. وشبابنا العاطل!

المتوكل طه

أصغيتُ، شاهدتُ، فتعلمت فأيقنت

غسان عبد الله

النكبة الفلسطينية نزيف مستمر وشاهد على عجز الأمم المتحدة

عبد الله توفيق كنعان

ماذا يحدث في الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة وفي الجبهة الشمالية؟

أنطوان شلحت

لماذا تستميت أميركا لتطبيع سعودي مع إسرائيل؟

لميس أندوني

الكتابة بين الجثث.. قُبلة على جبين غزة في الذكرى الـ 76 للنكبة

عيسى قراقـع

مقارنة بين نكبتين.. من الطنطورة إلى الشابورة

إبراهيم ملحم

لاجئ وحتما عائد

حديث القدس

ذكرى النكبة محطة العودة

حمادة فراعنة

حق العودة بعد السابع من أكتوبر

عصري فياض

في يوم أوروبا.. بين مواقفها والوقائع بعد ٧٦ عاماً من جريمة النكبة

مروان إميل طوباسي

استقلالهم ونكبتنا

بهاء رحال

فلسطين و "إسرائيل".. من الهولوكوست اليهودي إلى الهولوكوست الفلسطيني

إبراهيم أبراش

عن القدس في ظل حرب الإبادة

يونس العموري

جبل غزة الذي لا ينحني….

محمد دراغمة

أقل الكلام

إبراهيم ملحم

أسعار العملات

الأربعاء 15 مايو 2024 9:44 مساءً

دولار / شيكل

بيع 3.67

شراء 3.65

يورو / شيكل

بيع 3.99

شراء 3.97

يورو / شيكل

بيع 5.18

شراء 5.15

بعد سبعة أشهر، هل اقتربت إسرائيل من القضاء على حماس؟

%2

%98

(مجموع المصوتين 57)

القدس حالة الطقس