عربي ودولي

السّبت 11 يونيو 2022 9:42 مساءً - بتوقيت القدس

العقوبات الأمريكية تطال " الوردة الدمشقية"

دمشق- (شينخوا)- في كل عام يحتفل أهالي قرية المراح بالريف الشمالي لدمشق بموسم قطاف الوردة الدمشقية أو ما يطلق عليها بـ" الوردة الشامية " ضمن احتفالية تعكس اهتمام الناس بهذه الوردة وأهميتها الاقتصادية والجمالية والتي تزرع بكثافة على سفوح جبال تلك القرية التي ذاع صيتها بعد زراعة تلك الوردة.


وبالرغم من كل هذا الطقس الاحتفالي الذي يحدث في تلك القرية ، والتحديات التي تعانيها تلك الزراعة من ظروف جوية صعبة ومعارك شهدتها المناطق التي تشتهر بزراعتها إلا أن هذه الوردة التي اشتهرت على مستوى العالم باتت مهددة بالعقوبات الأمريكية التي فرضت على سوريا .



وطوال 11 عاما من الحرب في سوريا ، بذل المزارعون في قرية المراح ، التي يعتقد أنها مسقط رأس تلك الوردة الدمشقية الأصلية في سفوح جبال القلمون شمال دمشق ، جهودا كبيرة للحفاظ على الوردة ، التي تشتهر حول العالم وتعتبر من المنتجات الوطنية لسوريا


وفي مرحلة معينة من العامين الأولين من الأزمة التي اندلعت في سوريا في مارس 2011 ، تأثرت تلك الوردة الدمشقية لأن حقول زراعة تلك الورود في قرية المرح أصبحت مناطق عسكرية للجيش لملاحقة الفصائل المسلحة التي كانت تسلل إلى دمشق عبر بلدات مجاورة ومنعهم من الوصول الى العاصمة دمشق.


ولكن بعد أن قام الجيش السوري بتأمين المنطقة في عام 2015 ، عاد المزارعون لإحياء زراعة الوردة الدمشقية ، التي يعود تاريخها إلى الوقت الذي قيل إن الرومان جلبوا الوردة إلى إنجلترا من هذه المنطقة.


وتعتبر شجيرة الورد الدمشقي نوعا مهما من الورود القديمة ، وهي شجيرة صغيرة طولها مترين ، تزرع كل عام في شهري يناير وفبراير والحصاد يكون في شهري مايو و يونيو ، ساقها يحمل أشواكا ناعمة لتحميها وأوراقها ريشية الشكل.


وبعد تحرير القلمون من سيطرة المسلحين ، كان المزارعون متفائلون بإنقاذ الوردة والاستمرار في إرث آبائهم وأجدادهم ، ومع ذلك ، لم تكن البنادق والنيران هي الأشياء الوحيدة التي أثرت على الوردة ، حيث كان للعقوبات الأمريكية "تأثير سلبي طويل الأمد على تلك الوردة" ، التي تشتهر برائحتها الزكية الخاصة ، والزيت العطري المستخرج منها إذ أن كل جرام واحد من زيتها ، يباع في الولايات المتحدة الأمريكية بحوالي 60 دولارا أمريكيا.


وقال محمد جمال عباس الستيني بالعمر ، وهو مزارع قديم للوردة الدمشقية من قرية المراح الموطن الأصلي لها ، لوكالة أنباء ((شينخوا)) ، إن الطقس هذا العام كان سيئًا مع عدم هطول كميات كبيرة من الأمطار أو تساقط الثلوج في بلدتهم.


وأشار إلى أن العقوبات الأمريكية حرمت الفلاحين كذلك من تصدير الزيت المستخرج والكريمات وغيرها من المنتجات المشتقة من الورد.


وحذر عباس كذلك من أن مهنة صناعة المنتجات من الورد الدمشقي يمكن أن تنقرض لأن المزارعين يعملون في الوقت الحاضر ولكن دون أي ربح ، فقط خسائر.


وقال "أنا لا أعرف إلى أين نحن ذاهبون ، لقد ارتفعت تكاليف الإنتاج وتأثر إلى حد كبير بالعقوبات الأمريكية " ، مؤكدا عند إجراء الحسابات في نهاية الموسم ، وجدنا أننا تأثرنا بشدة بالعقوبات الأمريكية ، مبينا أن التأثير ليس ضئيلا.


وأضاف أن الناس قد يتساءلون كيف يمكن للعقوبات أن تؤثر على الوردة الدمشقية ، مؤكدا أن الناس الأكثر تضررا من العقوبات لأنها حرمتهم من الوصول إلى الأسواق الخارجية أو حتى من امتلاك آلات جديدة لمساعدتهم على معالجة مختلف منتجات الورد.


وبالقرب من المزرعة التي يمتلكها الرجل هناك مكان كبير ، حيث توجد بعض الآلات المؤقتة والأجهزة القديمة لعصر الوردة واستخراج الزيت والماء منها.


وقال عباس إنه لو توفرت واردات لشراء الآلات الجديدة لكان من الممكن أن يوفر عليهم الوقت والجهد ويرفع الإنتاج إلى مستويات أعلى.


وتابع يقول " لقد منعتنا العقوبات من تصدير منتجاتنا، والتجار الذين اعتادوا الشراء منا توقفوا عن الشراء خلال الأزمة ، الآن نعتمد فقط على الأسواق المحلية لبيع منتجاتنا ، لكن الطلب ضئيل للغاية ، لذا فإننا نعاني من ضعف في التسويق ".


ومع ذلك ، لم يظهر الرجل أي احتمال لمغادرة مزرعته أو وروده أو تركها ، قائلاً إن الوردة ساعدته في تكوين أسرة ناجحة ، ويفخر بنفسه بتعليم جميع أبنائه من عائدات الوردة على مر السنين ، حيث تخرجت ابنته مؤخرا من كلية الكيمياء وبدأت في مساعدة والدها في تطوير منتجات جديدة مثل الشامبو الجديد وكريمات الوجه من الوردة.


وقال عباس "لا يمكننا المغادرة لأن هذه النبتة تشبه أطفالنا وعلينا الاستمرار في العمل مهما حدث، وعلينا الحفاظ عليها ، بالنسبة لي ، أعيش من انتاج هذه الوردة لأنه ليس لدي أي مهنة أخرى، ظللت أعتني بمزرعتي التي لم أغادرها من قبل ، في الوقت الذي غادر الكثير من أصحاب المزارع المناطق عندما كانت الحرب مستعرة ، لكنني لم أفعل ذلك ".


كان عباس يأمل في أن تستعيد الوردة الدمشقية ألقها ومجدها وأن ترفع العقوبات الأمريكية حتى يتمكن هو والمزارعون الآخرون من الوصول إلى الأسواق الخارجية ، الأمر الذي سينعكس إيجابًا على زراعة الوردة وانتشار منتجاتها الطبيعية، في جميع أنحاء العالم.


ومن جانبه أكد أمين بيطار رئيس جمعية الوردة الشامية في القلمون أن العقوبات الأمريكية أثرت سلبا على مزارعي الوردة الشامية ، لافتا إلى أنهم لم يعد لديهم القدرة على تصدير منتجات الوردة إلى الأسواق الخارجية ، إضافة إلى عرقلة وصول المعدات الخاصة بمعالجة الوردة.

دلالات

شارك برأيك

العقوبات الأمريكية تطال " الوردة الدمشقية"

المزيد في عربي ودولي

أسعار العملات

الجمعة 17 مايو 2024 12:34 مساءً

دولار / شيكل

بيع 3.71

شراء 3.7

يورو / شيكل

بيع 4.02

شراء 4.0

دينار / شيكل

بيع 5.24

شراء 5.2

بعد سبعة أشهر، هل اقتربت إسرائيل من القضاء على حماس؟

%8

%92

(مجموع المصوتين 75)

القدس حالة الطقس