حديث القدس
دعت الأمم المتحدة، مرة اخرى، الى الحفاظ على الوضع الراهن للاماكن المقدسة في مدينة القدس، وعدم القيام بأية افعال استفزازية، وذلك ردا على قيام مجموعات يهودية كبيرة باقتحام ساحات المسجد الاقصى واقامة صلوات تلمودية في رحابه.
كذلك دعا مكتب الاتحاد الاوروبي بالقدس، اسرائيل كقوة احتلال، الى حماية الفلسطينيين وليس تهجيرهم وذلك تعقيبا على رفض المحكمة العليا الاسرائيلية الالتماس المقدم من 12 تجمعا سكانيا في منطقة مسافر يطا ضد قرار الاحتلال اعلانها مناطق «اطلاق نار» مما يعني هدمها وتهجير ما يقارب اربعة الاف مواطن من سكانها.
وفي مواجهة هذا الموقف الدولي والاوروبي، رفع مستوطنون العلم الاسرائيلي فوق الحرم الابراهيمي وجدرانه وشرعوا ببناء بؤرة استيطانية جديدة، كما اقتحموا عدة مناطق في انحاء مختلفة من الضفة واعتدوا على المزارعين وممتلكاتهم، واعلنت سلطات الاحتلال الاستيلاء على الاف الدونمات جنوبي اريحا، وكذلك اقتحم مئات المستوطنين ساحات المسجد الاقصى تلبية لدعوات اطلقتها جماعات متطرفة من انصار «الهيكل» المزعوم والائتلاف الحاكم واعضاء كنيست وذلك بمناسبة ذكرى الاعلان عن قيام دولة الاحتلال، كما اصيب ما لا يقل عن 12 شخصا بالرصاص المعدني والعشرات بالاختناق وتم اعتقال عدد من المصلين الذين تصدوا لهذه الانتهاكات الاسرائيلية.
والأسوأ في هذه الممارسات هو قيام اسرائيل والولايات المتحدة بمنع سفر حقوقيين فلسطينيين للمشاركة في مؤتمر دولي تنظمه في المكسيك منظمات المجتمع المدني وقد تم قرار المنع في مطار اللد وعند معبر اللنبي مما يدل على مدى حقارة هذه المواقف الاسرائيلية والامريكية في هذا السياق لأن واشنطن ابلغت المحامية سحر فرنسيس انها لن تتمكن من الصعود الى الرحلة الجوية المتجهة للولايات المتحدة في طريقها الى المؤتمر الدولي المذكور.
واضح ان الاحتلال يتجاهل كل المؤتمرات الحقوقية ولن يهتم لقراراتها وتدعمه في ذلك الولايات المتحدة، ولكن العالم يدرك ما يقوم به الاحتلال وهو يكتفي حاليا بالادانة اللفظية غير الكافية والمطلوب اتخاذ قرارات فعلية مؤثرة، تردع الاحتلال وتضع حدا لممارساته، ويظل شعبنا الصامد الصابر والمدافع عن حقوقه هو القوة الحقيقية لمواجهة الاحتلال بكل انتهاكاته والمنتصر بالتأكيد سواء طال الزمان ام قصر ...!!