أقلام وأراء

الإثنين 18 أبريل 2022 9:56 صباحًا - بتوقيت القدس

فلسطين الأقصى الوجع والظلم

بقلم:امان السائح

في رمضان تنتهك كل التفاصيل في فلسطين، في رمضان يدنس المسجد ويقتحم الأقصى، ويضرب المصلون، في جمعة رمضان تحول ساحات الدعاء والصلوات، والتكبيرات، والركوع والسجود، الى حرب صهيونية، تحول الصراع السياسي الى حرب دينية، ونذير خطير واستفزاز للمشاعر، واستباحة لحقوق الفلسطيني أن يصلي في أقصاه المبارك، ويرفع أيدي الدعاء الى رب العالمين، بانهاء زلزال احتلال بغيض، يرتكب جرائم حرب سياسية وانسانية ودينية، في عمق رمضان، وفي عمق الدين والتاريخ والبشرية..
في رمضان فلسطين، تختلف المشاعر والصور، وتختلف صورة الحياة الفلسطينينة والدينية، ففي رمضان فلسطين وأقصانا جميعا، يقتحم الصهانية، وينتهك جنودهم كل معالم الحياة، فيقيد أبطالنا شيوخنا ونسائنا، وشبابنا وكل أفرادنا المرابطين، وهم يوجهون الى قبلتهم الاولى نحو المسجد الأقصى وقبة الصخرة..
في فلسطين وفي عمق الشهر الفضيل، تغيب كل معالم الإنسانية في جيش وحكومة وكيان ظالم محتل، يستبد الحق بالصلاة، والحق بالدعاء، ويستباح المسن والطفل والمرأة، وهم يتوجهون الى أداء صلواتهم المباحة والمشروعة، في حرم ورحم الأقصى قبلة المسلمين، أينما ولوا وجوههم..
في فلسطين تنتهك التفاصيل وصدى صرخاتهم نداءاتهم لا يصل للعالم، في ظل صمت مقصود ومتعمد، يصب عاطفته نحو تلك الوجهة، ويتجاهل فلسطين، التي تعتبر بوصلة العالم في احتلال هو الأطول والأكثر ظلما في التاريخ والجغرافية العالم بأسره..
في فلسطين وعند ساعات الفجر يتراكم الصهاينة ويقتحمون الأقصى في عنجهية ووحشية، أمام مواطن مقدسي ومسن فلسطينين، يوجهون قلوبهم نحو رب العالمين، عزٌل مسالمين، لا يحملون في جعبتهم سوى سجادة صلاة، ومسبحة ودعاء صادق من القلب، سرعان ما جاءت بنادقهم البالية، وخوذهم الجبانه، الاٌ وداست حرمة المكان والبشر بحجج واهية أنهم رموهم بالحجارة، ليطيحوا بهم أرضا ورعبا وظلما..
أرض الاقصى يا سادتي، أرض الاسراء والمعراج يا أيها العالم الصامت، الخجول أمام سلطة وسطوة احتلال بغيض يستقوي على شعب أعزل، وسيدة صامدة، وطفل جاب ساعات من الفجر ليصلي الجمعة، في حرم أقصى هو قبلة المسلمين ووجهتهم وعيونهم التي ترحل اليه كل يوم وفي كل ساعة..إنهم المرابطون يا سادتي، إنهم المعتقلون، إنهم الجرحى والمصابون، ولم تمس من كرامتهم وعنفوانهم، وروحهم النضالية، لا بل زادتهم ايمانا وتمسكا، وانتفاضة ورفضا لكل ما يقوم به جنود جبناء القلب والقالب، فالحجر أمامهم بندقية ورصاص وقنابل تدوي المكان، إذا لمحوا طفل السنوات الثلاث ربما أو الاربع يضع يديه خلف ظهره..
إنها فلسطين يا سادتنا، انهم شعب الصبر والقهر والظلم، والبطولات التي لا تنتهي، إنهم الأبطال، التي يقف الاحتلال بكل مكوناته يرتجف أمام بوابة مخيماتها، الذين يولودون الابطال المرابطين في وجه أي جندي يفكر أن يقتحم ساحاتهم..
انها فلسطين، أم الأسير الطفل الشاب «أحمد المناصرة» الذي دخل زنازينها طفلا ونظر الى وجه أمه لأول مرة وجاهيا وهو في عمر العشرين عاما، بعينين يتوهجان ظلما وقهرا ورغبة بالانتقام، من سنوات حرمان من أهله وشوارع بيته، وكتبه المدرسية، فأي ظلم هذا بعد وجه «المناصرة» الذي أوجعنا جميعا. في أيام فضيلة، وهي التي تلد طفلا، فيزلزل العالم نضالا مع صوت صرخاته، لأن أمهات فلسطين لا يلدن أطفالا، بل أبطالا..
أين نحن من فلسطين يا سادتنا! وأين فلسطين والأقصى من مفرداتنا وكلماتنا! أين الأقصى من صلواتنا بالقيام والسجود والركوع! أين هي فلسطين مما نشاهد من قبح وقهر وظلم، والابن والام والاخ والجد والجدة يتلقون صفعات الظلم والاعتقال والضرب بلا توقف، وبذنب واحد أنهم يؤدون مناسك صلاة ممنوع أن تكون تحت حرابهم!.
فلسطين هي أم القضايا صبرا ونضالا وقوة، وهي التي تدير دفة السياسة نحو التغيير، ونحو محور لمحاور الحياة السياسية والاجتماعية والانسانية بكل ما فيها من قضايا..
فلسطين هي الماضي والحاضر والمستقبل وسنسجد جميعنا على أبواب الأقصى وبوابات قبة الصخرة ونجوب ساحات الحرم وبوابات القدس، ونشتري من «حجات باب العامود» من خير فلسطين وخضارها ورائحة كعك القدس، وحبة الفلافل التي لا تشبه غيرها بالدنيا..
ستعود، فإرادة هذا الشعب الجبّار باقية، وجعكم يزيد العالم وجعا، فلا نملك يا سادة العالم سوى دعاء صادق وقلب مؤمن بكل ما فيكم، ودموع تعتصر الموقف.
فكل حكايات الدنيا تختصرها صورة امراة تقاوم وهي تلتحم مع الأرض وجندي يجرها «كسرت يداه» من كتفها، وطفل «مرعب» كما يرونه، يزج بعينيه كل دباباتهم وبساطيرهم الورقية، ومسُن يدافع عن حقه بالصلاة وهو يكاد يرى الطريق ومخافة الله فقط بين عينيه، أصل حكاياتنا وأوجاعنا وقهرنا أنتم. عن "الدستور الاردنية"

شارك برأيك

فلسطين الأقصى الوجع والظلم

المزيد في أقلام وأراء

تبقى ( القدس) منارة لكل الصحف

حديث القدس

أيها المناضلون الفلسطينيون اقرؤوا تاريخكم!

توفيق أبو شومر

"إسرائيل "جابت الدّب لكرمها"...جدل وترقب"

سماح خليفة

يختلفون على آليات إبادة شعبنا

وسام رفيدي

ملفات فلسطينية أردنية

حمادة فراعنة

لا تغير استراتيجي في الموقف الأمريكي

راسم عبيدات

( شالوم )

يونس العموري

فلسطين وحدت العالم

المطران عطالله حنا

خلاف داخل الائتلاف والدم الفلسطيني في طليعة الاهداف

حديث القدس

ستة أشهر .. و النصر ليس بمن يقتل أكثر

حمدي فراج

انتصرت إسرائيل في حربها على المستشفيات

بهاء رحال

ملتقى جريدة السفير .. مقهى الذين نحبهم

حمزة البشتاوي

المؤسسة الدينية ودورها في إعلاء معايير السماء

القس سامر عازر

مستجدات الموقف الأميركي

حمادة فراعنة

عملية "كروكوس سيتي"الإرهابية أكثر من رسالة

راسم عبيدات

مفاوضات للتغطية على الحرب المستمرة‎

هاني المصري

لن تهزموا إنسانيتنا

جمال زقوت

ترحيب دولي وعربي وفلسطيني بقرار مجلس الامن ولكن !!

حديث القدس

كيف تخذل أهلَ الخندق خذلاناً عظيماً!

أسامة الاشقر

الحرب والاستيطان في الأغوار وتحدي الإرادة الدولية

سري القدوة

أسعار العملات

الخميس 28 مارس 2024 9:50 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.69

شراء 3.68

دينار / شيكل

بيع 5.21

شراء 5.19

يورو / شيكل

بيع 4.03

شراء 3.97

هل تستطيع أميركا وإسرائيل استبدال حكم حماس في غزة؟

%15

%82

%3

(مجموع المصوتين 306)

القدس حالة الطقس