أقلام وأراء
الأربعاء 11 ديسمبر 2024 8:52 صباحًا - بتوقيت القدس
إسرائيل تواصل العبث بالشرق الأوسط
تواصل إسرائيل العبث ونشر الفوضى في الشرق الأوسط، دون رقيبٍ أو حسيب، وبدعم واضح من الولايات المتحدة الأميركية، للوصول إلى معادلة التغيير التي هدد بها رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو منذ اليوم الثاني للحرب على قطاع غزة عندما قال (سنغير الشرق الأوسط).
من الواضح أن العبث بسيادة الدول مخطط اسرائيلي لتوسيع الرقعة الجغرافية للكيان المحتل، انطلاقاً من قطاع غزة حيث المناطق العازلة والاحتلال والضم والتوسيع، وفي الضفة الغربية والاستيطان والتهديد بفرض السيادة عليها، والتوسع شمالاً في لبنان واقتطاع أجزاء من أراضي بلاد الأرز، واليوم نتابع على أرض الواقع احتلالاً جديداً لأراضٍ ومراكز حيوية على الحدود السورية الفلسطينية، والتعمق لمسافة ٢٥ كيلومتراً داخل سوريا، حيث أصبح الجيش الإسرائيلي على بعد ٢٠ كيلومتراً من العاصمة دمشق، بعد استكمال عملية السيطرة على ما تبقى من جبل الشيخ وهضبة الجولان، بادعاء أن إسرائيل تسعى لخلق جدار وغطاء سميك حولها لتوفير الأمن لمستوطنيها في الشمال، وكل هذا يضاف إلى تدمير القدرات العسكرية السورية بالكامل من دبابات وطائرات وموانئ وسفن ومراكز عسكرية وذخيرة وسلاح كيميائي.
والسؤال الذي يطرح نفسه هو: طالما ادعى نتنياهو أنه أسقط نظام بشار الأسد وطرده من سوريا، فلماذا تتم مهاجمة سوريا؟ وهل بدر من قوى المعارضة اي تهديد لإسرائيل حتى يذهب وزير الجيش الاسرائيلي يسرائيل كاتس لتهديدها؟ وما هو المبرر الذي دفع إسرائيل لتدمير كل قوة سوريا العسكرية؟
إنه سلوك عدواني إسرائيلي على دولة عربية عريقة، ولها حضور كبير في الشرق الأوسط، ولها حدود سياسية وجغرافية، ويكشف هذا السلوك حتماً السياسة الاستعمارية والعدوانية للاحتلال نحو دولة عربية.
وإذا فهمنا بشكل واضح أنه لا يوجد أي مبرر لإسرائيل ولا حجج أمنية لديها لتقدمها كأسباب لهذا الاحتلال، لأجزاء واسعة من الأراضي السورية، فإنه من غير المفهوم وغير الواضح بالنسبة لنا هذا الصمت العربي وهذا الهوان والذل والخنوع، دون أي تحرك عربي لإدانة أو استنكار ما تقوم به إسرائيل من اعتداءات على سوريا، الأمر الذي يثير العديد من الاسئلة والتكهنات حول الدور العربي المستسلم تماماً لإسرائيل، التي تقوم بدور الشرطي الذي يسعى لمزيد من التقسيم،وابقاء الشرق الأوسط في حالة نزاع نحو التشرد والتفتت والحروب الأهلية والاقتتالات الداخلية، وكل ذلك بموافقة الولايات المتحدة التي لا تستطيع الأنظمة العربية معارضة سياساتها، لتحصل إسرائيل بذلك على ضوء أخضر أميركي لمواصلة اعتداءاتها الشيطانيّة على شعوب منطقتنا، الأمر الذي يشير إلى ان الدور قادم على دول اخرى قد تكون عربية او إسلامية في القريب العاجل.
إسرائيل تقوم بعملية هندسة جديدة لواقع الشرق الأوسط، وتسعى لتغييب القضية الفلسطينية تماماً عن المشهد السياسي، والعرب لا يقاومون ذلك على الإطلاق، وكل ما يجري من مفاوضات وإمكانية طرح حلول دبلوماسية، ما هي إلا مسرحيات وتمثيليات، تسعى من خلالها إسرائيل بقيادة نتنياهو لاشعار الرأي العام الإسرائيلي وعائلات المحتجزين أنها مهتمة بالصفقة، وفي حقيقة الأمر فإنها غير مهتمة إلا بمواصلة حرب الانتقام من شعبنا في قطاع غزة، ومواصلة تنفيذ تصورها الأيديولوجي والسياسي وتغذية الخطوة الصهيونية التي تدعو لمواصلة فرض وقائع عسكرية جديدة بحق قطاع غزة من تقسيم ومناطق عازلة واحتلال وغيرها.
وعليه يبدو أن مفاوضات وقف اطلاق النار في غزة تهدف لكسب مزيد من الوقت لافشال المقترحات، ومن هنا قد تتوجه إسرائيل لصفقة جزئية فقط لمحاولة إطلاق عدد من المحتجزين، وضمان العودة إلى القتال وبالتالي مواصلة العدوان على شعبنا، إضافة لاستمرار مخططات إسرائيل العبثية والفوضوية في عموم منطقة الشرق الأوسط.
دلالات
المزيد في أقلام وأراء
معوِّقات مرحلة الانتقال السياسي السلس في سوريا بقيادة أحمد الشرع
كريستين حنا نصر
الاستعداد لاستقبال الأسرى المحررين: الرعاية النفسية واجب وطني وإنساني
بقلم: د. سماح جبر، استشارية الطب النفسي
وداعاً كارتر أهلاً ترامب
د. دلال صائب عريقات
مقياس النصر والهزيمة في المعارك غير المتكافئة.. طوفان الأقصى نموذجاً
محمد النوباني
بعد الهدنة.. يجب محاسبة مجرمي الإبادة
مجدي الشوملي
الإنجاز الحمساوي
حمادة فراعنة
لحظة ما بعد العدوان
عزام عبد الكريم رشدي الشوا
رأفت صالحة يجسد رسالة الهيئة وروح غزة التي لا تنكسر
د. عمار الدويك
الأمل الأخير للأسرى الأمنيين من فلسطينيي 48
إبراهيم عبدالله صرصور
دروس "الطوفان" وارتداداته(3) انكشاف "الدولة" العربية
د. اياد البرغوثي
ليس بعد الليل إلا فجر مجدٍ يتسامى!
ابراهيم ملحم
"الوظائف الأسرع نموًا بحلول 2030: مستقبل المجالات الأكثر طلبًا"
بقلم : صدقي ابوضهير باحث ومستشار بالاعلام والتسويق الرقمي
كيف نحمي أطفالنا من إدمان الذكاء الاصطناعي؟
بقلم: عبد الرحمن الخطيب - مختص بتقنيات الذكاء الاصطناعي
التحدي الأكبر خلال الهدنة: استعادة مكانة القضية الفلسطينية باعتبارها قضية سياسية، ومنع الاحتلال من العودة لتنفيذ مخططاته في الابادة والتهجير
وليد العوض
رحلة الجسر تُكلِّف عائلة مقدسيّة ألف دولار
داود كُتّاب
غدر الاحتلال
حديث القدس
هذه الحرب التي تقترب من نهايتها.. ماذا قالت وماذا كشفت؟
راسم عبيدات
كفى تكراراً للأخطاء والعبث بمصير الشعب الفلسطيني
إياد أبو روك
انبعاث الفينيق ودموع فرح الناجين في غزة
مروان أميل طوباسي
خطاب النصر
حسام أبو النصر
الأكثر تعليقاً
قائمة بأسماء الأسرى المشمولين بصفقة التبادل
دروس "الطوفان" وارتداداته(3) انكشاف "الدولة" العربية
"هآرتس" تكشف تفاصيل عن الأسرى الفلسطينيين المُفرج عنهم ضمن الصفقة
خلال 15 شهراً من الإبادة.. حسابات الربح والخسارة
كيف نحمي أطفالنا من إدمان الذكاء الاصطناعي؟
نتنياهو: "حماس" تتراجع عن بعض تفاصيل اتفاق غزة
"الخارجية القطرية": وقف إطلاق النار بغزة يبدأ غداً الساعة الثامنة والنصف صباحاً
الأكثر قراءة
دروس "الطوفان" وارتداداته(3) انكشاف "الدولة" العربية
مصدر إسرائيلي: موظفو السلطة بلباسهم الرسمي "سيستلمون" المعابر
الصحة العالمية: إعادة بناء النظام الصحي في غزة تتطلب 10 مليارات دولار
مصادر: إطلاق 1740 أسيرا خلال المرحلة الأولى للصفقة
مصادر لـ “القدس”: الإفراج عن خمس قيادات بينهم مروان البرغوثي خلال المرحلة الثانية
"هآرتس" تكشف تفاصيل عن الأسرى الفلسطينيين المُفرج عنهم ضمن الصفقة
قائمة بأسماء الأسرى المشمولين بصفقة التبادل
أسعار العملات
الأحد 19 يناير 2025 8:46 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.59
شراء 3.58
دينار / شيكل
بيع 5.09
شراء 5.08
يورو / شيكل
بيع 3.71
شراء 3.7
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%56
%44
(مجموع المصوتين 455)
شارك برأيك
إسرائيل تواصل العبث بالشرق الأوسط