استخدمت الولايات المتحدة، في 29 شباط، حق النقض (الفيتو) ضد بيان صادر عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة كان من شأنه أن يدين إسرائيل بسبب القتل الجماعي لأكثر من 100 مدني فلسطيني كانوا ينتظرون تسليم المساعدات الإنسانية في مدينة غزة.

وقال نائب السفير الأميركي لدى الأمم المتحدة روبرت وود للصحفيين يوم الخميس: "ليس لدينا كل الحقائق على الأرض – هذه هي المشكلة".

ثم ادعى أن هناك "تقارير متناقضة" حول المذبحة الأخيرة التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي، وشدد على أن واشنطن تركز على إيجاد "لغة يمكن للجميع الاتفاق عليها".

واستخدام حق النقض يوم الخميس هو المرة الخامسة التي تمنع فيها واشنطن إصدار بيان لمجلس الأمن الدولي أو قرار لوقف إطلاق النار من شأنه أن يحاسب إسرائيل على الفظائع التي ارتكبتها في غزة.

وبحسب رياض منصور، سفير فلسطين لدى الأمم المتحدة، فإن 14 من أعضاء المجلس الخمسة عشر أيدوا البيان الذي تقدمت به الجزائر.

قُتل ما لا يقل عن 112 فلسطينيًا وأصيب أكثر من 750 آخرين بعد أن فتحت القوات الإسرائيلية نيران مدافعها الرشاشة الثقيلة والمدفعية على الآلاف الذين كانوا ينتظرون الطعام في شارع الرشيد بغزة، فيما يمثل أول تسليم للطعام إلى شمال غزة منذ عدة أسابيع.

وبحسب مراسل الجزيرة من مكان الحادث: "بعد إطلاق النار تقدمت الدبابات الإسرائيلية ودهست العديد من جثث القتلى والجرحى".

"لقد جئنا إلى هنا للحصول على بعض المساعدات. لقد كنت أنتظر منذ ظهر أمس. وفي حوالي الساعة 4:30 صباحًا، بدأت الشاحنات بالوصول. أطلق الإسرائيليون النار عشوائيًا علينا كما لو كان فخًا. وقال شاهد في مكان الحادث لقناة الجزيرة: "بمجرد اقترابنا من شاحنات المساعدات، بدأت الدبابات والطائرات الحربية الإسرائيلية بإطلاق النار علينا".

وقال شخص آخر في المنطقة لوسائل الإعلام القطرية: "كنا سنحضر الطحين... ثم أطلق القناصة الإسرائيليون النار علينا". "لقد أطلقوا النار على ساقي. وأضاف: "أنا غير قادر على الوقوف".

وغيرت تل أبيب قصتها عدة مرات يوم الخميس، وادعت في البداية أن غالبية الضحايا قتلوا بسبب التدافع، ثم قالت في وقت لاحق إن الجنود لم يفتحوا النار إلا بعد شعورهم “بالتهديد”. ولم يشرح المسؤولون بعد كيف تشكل حشود المدنيين الذين يعانون من نقص التغذية والنازحين أي تهديد لهم.