أقلام وأراء

الأحد 08 أكتوبر 2023 9:36 صباحًا - بتوقيت القدس

الانتصار بالمفاجأة

مبادرة كفاحية غير مسبوقة، ضد المستعمرة الإسرائيلية، حققتها حركة حماس مع باقي فصائل المقاومة من قطاع غزة.


مبادرة هجومية، تخترق حواجز وترسانات وخطوط العدو المحصنة، برياً وجوياً وبحرياً، أذهلت الإسرائيليين وأربكت صفوفهم، وجعلتهم أسرى المفاجأة والضربات الموجعة، حيث العزيمة والرغبة والوعي والاستعداد العالي للتضحية لدى المقاتلين الفلسطينيين، الذين إنخرطوا في تفاصيل المبادرة محققين ما خططوا وسعوا له.


العشرات من القتلى الإسرائيليين، والعشرات من الأسرى، وتدمير مصفحات وخطف سيارات عسكرية ونقلها إلى قطاع غزة.


هذا الإنجاز الذي تحقق بفعل المبادرة الفلسطينية، لم يكن وليدة اللحظة، بل من المؤكد أنها مسبوقة بالتخطيط والتدريب ومراكمة الخبرة، تحضيراً لفعلها المنظم، مع اختيار توقيت ملائم يوم السبت لتكتمل عوامل المفاجأة محققة الغرض والهدف.


الشيء المؤكد أن ردة الفعل لدى قادة المستعمرة سيكون عبر استعمال التفوق وتوظيف سلاح الجو ليكون الأثر موجعاً على أهالي ومؤسسات ومدنيي قطاع غزة.


الفلسطينيون في قطاع غزة عاشوا ودفعوا أثماناً باهظة خلال الاجتياحات والقصف، من قبل قوات المستعمرة، وسقوط الشهداء وتدمير البيوت وحراثة الطرق والأبنية نتيجة الاستهداف المتعمد، ولذلك لن يضيف الإسرائيليون جديداً على سلسلة جرائمهم بحق أهل القطاع، بل بإضافة أعداداً جديدة من الخسائر البشرية والمادية، ولكن مبادرة الهجوم الفلسطيني، هي التي ستترك أثراً معنوياً ومادياً على الإسرائيليين، تُعيد لهم اليقظة أن التنسيق الأمني بين رام الله وتل أبيب، والتهدئة الأمنية بين غزة وتل أبيب لن تحميهم من تطلعات الفلسطينيين نحو الحرية والاستقلال، ونحو إنهاء الاحتلال، ونحو التخطيط المنهجي لتوجيه ضربات موجعة لمفاصل مؤسسات المستعمرة وجيشها.


معنويات الفلسطينيين لن يكون لها حدود، رداً على التجويع والقتل والوجع الذي يتعرضون له، وأن مبادرتهم ستفتح بوابات على القدرة الفلسطينية حينما تتوفر الإرادة، وها هي مبادرة هجومهم باختراق صفوف المستعمرة ومواقعها العسكرية، تعكس قدرتها وإرادتها، محققة الإنجاز والانتصار التكتيكي على العدو.


معركة فلسطين لن تحسم بهجوم ومعركة وأيام، بل هي مسار تدريجي تراكمي، لن يكون الانتصار فيها وخلالها إلا لصاحب الحق والعدل، في مواجهة الظلم والاحتلال، وهو ما تجسده المستعمرة بمشروعها الاستعماري التوسعي على أرض فلسطين.


مبادرة حماس تعيد لنفسها الألق والمكانة الرفيعة التي سبق وحققتها لنفسها أولاً من خلال عملياتها في التسعينيات، ودفعت الثمن باغتيال واستشهاد خيرة قياداتها وثانياً نتائج انتخابات المجلس التشريعي عام 2006، ولكن قرار "حسمها العسكري" في حزيران 2007 أفقدها مكانتها المرموقة حتى وهي تنفرد بإدارة قطاع غزة وحدها.


طوفان الأقصى، سيعيد لحركة حماس ما تستحقه من احترام وهيبة، مع الإدراك أن أهالي غزة سيدفعون أثماناً باهظة بقرار إسرائيلي مقصود في محاولة لتعويض خسارتهم المعنوية.


معركة مبادرة طوفان الأقصى وأكتوبر سيكون لها ما تتباهى به ويختلف عما كان عليه الوضع الفلسطيني.

دلالات

شارك برأيك

الانتصار بالمفاجأة

المزيد في أقلام وأراء

القضاء على الشعب الفلسطيني

حديث القدس

النكبة مستمرة

حمادة فراعنة

"إسرائيل" عالقة بين معادلتي العجز في التقدم والعجز في التراجع

راسم عبيدات

في ذكرى النكبة 76.. غزة تعيد الصراع للمربع الأول

وسام رفيدي

حِراك طلبة الجامعات.. وشبابنا العاطل!

المتوكل طه

أصغيتُ، شاهدتُ، فتعلمت فأيقنت

غسان عبد الله

النكبة الفلسطينية نزيف مستمر وشاهد على عجز الأمم المتحدة

عبد الله توفيق كنعان

ماذا يحدث في الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة وفي الجبهة الشمالية؟

أنطوان شلحت

لماذا تستميت أميركا لتطبيع سعودي مع إسرائيل؟

لميس أندوني

الكتابة بين الجثث.. قُبلة على جبين غزة في الذكرى الـ 76 للنكبة

عيسى قراقـع

مقارنة بين نكبتين.. من الطنطورة إلى الشابورة

إبراهيم ملحم

لاجئ وحتما عائد

حديث القدس

ذكرى النكبة محطة العودة

حمادة فراعنة

حق العودة بعد السابع من أكتوبر

عصري فياض

في يوم أوروبا.. بين مواقفها والوقائع بعد ٧٦ عاماً من جريمة النكبة

مروان إميل طوباسي

استقلالهم ونكبتنا

بهاء رحال

فلسطين و "إسرائيل".. من الهولوكوست اليهودي إلى الهولوكوست الفلسطيني

إبراهيم أبراش

عن القدس في ظل حرب الإبادة

يونس العموري

جبل غزة الذي لا ينحني….

محمد دراغمة

أقل الكلام

إبراهيم ملحم

أسعار العملات

الأربعاء 15 مايو 2024 9:44 مساءً

دولار / شيكل

بيع 3.67

شراء 3.65

يورو / شيكل

بيع 3.99

شراء 3.97

يورو / شيكل

بيع 5.18

شراء 5.15

بعد سبعة أشهر، هل اقتربت إسرائيل من القضاء على حماس؟

%3

%97

(مجموع المصوتين 64)

القدس حالة الطقس