لا  يكاد يمر يوم دون ان يقوم الاحتلال والمستوطنون بالمقدمة، بالاستيلاء على الارض وتوسعة المستوطنات والتضييق على أبناء شعبنا الصابر الصامد، وفي المقابل فإن أكثر ما نسمعه من ردود الفعل العربية الرسمية، هو الادانة والاستنكار، بانتظار استيطان جديد وتكرار هذه الادانات، وتظل كل هذه الملايين العربية والاراضي العظيمة الاتساع والثروات الهائلة، كمن لا حول له ولا قوة.

المتطرفون اليهود يقتحمون المسجد الاقصى المبارك بشكل متكرر ودائم، وهو اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، ومع هذا فإن الردود العربية والاسلامية عموماً، لا تتجاوز الادانة والاستنكار، ويظل أبناء شعبنا والسيدات الفاضلات بالمقدمة، يدافعون بكل امكاناتهم وقدراتهم عن مقدساتهم وارضهم وحقوقهم ومستقبلهم.

بالأمس اقتحم مئات المتطرفين اليهود المسجد الاقصى بقيادة شديد التطرف والعنصرية غليك، وذلك بمناسبة الاحتفال بثالث أيام ما يسمونه «عيد العرش» وقامت الشرطة الاسرائيلية بالاعتداء على المرابطين والمرابطات في باب السلسلة واعتقلت عدداً منهم، وهم الذين حاولوا بكل قدراتهم الدفاع عن الاقصى وساحاته، وعن الارض والمستقبل.

وقد قال رئيس الوزراء د. محمد اشتية ان هناك محاولة اسرائيلية لضم المناطق المسماة (ج) مع انها جزء لا يتجزأ من الاراضي الفلسطينية، ولكن هذا المبرر لن يمنع الاحتلال من الاستيلاء عليها، لأن القدس الشرقية وكل انحاء الضفة الغربية هي اراض فلسطينية ومع هذا فإن الاحتلال والتهويد أعمال استعمارية لا تتوقف.

وقد شكلت الحكومة لجنة وزارية لتجسيد السيادة على المنطقة (ج) وخصصت 100 مليون شيكل لصالح مستشفيات القدس من خلال تمويل الشركاء الدوليين، وهذه اللجنة ستبحث متابعة قضايا الاستثمار في فلسطين خاصة في الاراضي الحكومية واستقطاب الفلسطينيين عموماً والمهاجرين منهم بصورة خاصة لهذه الغاية.

ان الصمود الفلسطيني هام ومؤثر جداً، ولكنه يظل أقل من المطلوب، لأن امكاناته المالية محدودة، خاصة مع الصعوبات الكثيرة التي يمارسها الاحتلال، ويظل الدور العربي بكل الامكانات المالية والقدرات الاجتماعية والمواقع الجغرافية الهائلة هو العامل الاول والفعال والمؤثر، ويظل صمودنا هو سلاحنا الاقوى في كل الاحوال ونحن صامدون ومتمسكون بالحقوق كلها ..!!