دائماً ما نؤكد بأن الرهان من أجل تحقيق الحقوق الوطنية العربية والاسلامية وفي مقدمتها حق شعبنا الفلسطيني في الحرية والاستقلال الناجزين، على شعوب الامة العربية والاسلامية، لأن الشعوب هي دائماً المنتصرة والتي لا يمكن هزيمتها خاصة عندما يكون لهذه الشعوب تاريخ من العطاء والمساهمة في تطوير الحضارة الانسانية كالشعوب العربية والاسلامية التي وضعت حجر الأساس للتطور العلمي والاجتماعي.
ان خروج الشعب الليبي في مظاهرات عارمة احتجاجاً على لقاء وزيرة الخارجية الليبية مع وزير خارجية الاحتلال واضطرار وزيرة الخارجية للهرب الى تركيا، هو دليل واضح على ان شعوب الامة العربية والاسلامية مع القضية الفلسطينية وضد التطبيع مع دولة الاحتلال على حساب قضية العرب الاولى والرئيسية وهي قضية الشعب الفلسطيني. الذي هو جزء لا يتجزأ من الامة العربية والاسلامية وان قضيته هي من أهم القضايا للامة العربية والاسلامية ممثلة بشعوب هذه الامة، مهما كثرت المؤامرات والتحديات التي تواجهها.
فالدول التي دخلت عملية التطبيع كان هذا التطبيع ضد ارادة شعوبها التي أكدت وما زالت وستبقى مؤيدة وداعمة ومشاركة في النضال الوطني الفلسطيني من أجل دحر الاحتلال واستعادة الشعب الفلسطيني لكامل حقوقه الوطنية الثابتة في العودة وتقرير المصير واقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
فالشعب الذي الذي لا تربطه أية حدود مع دولة الاحتلال، عندما يخرج بمظاهرات عارمة وفي مختلف أنحاء ليبيا ضد وزيرة الخارجية وضد التطبيع، هو شعب أصيل ينتمي للأمة العربية ويؤمن بأن فلسطين هي جزء من الارض العربية وان الاحتلال الى زوال وان الشعوب العربية رغم معاناتها من الاوضاع الداخلية التي تعيشها، فإن القضية الفلسطينية هي قضيتها الاولى، وانه لا بد أن يأتي اليوم الذي ستشارك فيه كافة الشعوب العربية والاسلامية من أجل دحر الاحتلال واستعادة القدس وبقية الارض الفلسطينية المحتلة.
وحتى الدول التي وقعت اتفاقيات سلام مع دولة الاحتلال واستعادت أراضيها المحتلة، فإن شعوب هذه الدول لا تزال ترفض إقامة أية علاقات مع دولة الاحتلال بل وان النقابات والقوى والاحزاب تحاسب كل من يؤيد التطبيع أو يقوم بزيارة دولة الاحتلال.
وهنا لا بد لنا من الترحيب بقرار الحكومة الليبية التي استجابت لرفض الشعب الليبي للقاء والتطبيع، وقامت بإيقاف وزيرة الخارجية عن العمل وإحالتها للتحقيق، وهو إجراء يؤكد على أن القضية الفلسطينية لا زالت حية لدى العديد من الدول العربية.
وان تتجاوب الحكومة الليبية مع الشعب، رغم ما تعانيه ليبيا من أوضاع صعبة بسبب التدخلات الخارجية، فهذا يعني ان القضية الفلسطينية لها أولوية.
فالتحية كل التحية للشعب الليبي الاصيل ولشعوب الامة العربية وللحكومة الليبية على قرارها المتجاوب مع مظاهرات شعبها.
شارك برأيك
تحية للشعب الليبي الأصيل