منذ زمن بعيد ونحن نحذر ونقول ان القدس المدينة والمقدسات والتاريخ في خطر حقيقي حيث عمليات تزوير الواقع وعمليات التهويد والأسرلة وتغيير المعالم وتحويلها الى معالم يهودية ، الى جانب الاستيطان وعمليات الهدم والتطهير العرقي والمس بالمقدسات وفي مقدمتها المسجد الاقصى المبارك وكنيسة القيامة وغيرها من الممارسات والانتهاكات التي تقوم بها دولة الاحتلال ، ولم نجد من صدى لهذه التحذيرات سوى اصدار بيانات الشجب والاستنكار ومطالبة المجتمع الدولي اتخاذ اجراءات ضد دولة الاحتلال والعتب على الولايات المتحدة الاميركية والدول الاوروبية الداعمة لدولة الاحتلال.
ان جميع هذه البيانات وسواها من اللجوء للامم المتحدة والمجتمع الدولي ومناشدة اميركا واوروبا لا يمكنها ان تحول دون مواصلة دولة الاحتلال سياساتها في تعزيز سيادتها على المدينة المقدسة التي يدعي الجميع بأنها عاصمة الدولة الفلسطينية القادمة والتي باتت في الآونة الاخيرة بعيدة المنال جراء ما تقوم به دولة الاحتلال من اعمال امام مرآى ومسمع العالم، خاصة في اعقاب اعتراف الرئيس الاميركي السابق ترامب بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال ، الامر الذي ساهم في قيام الحكومات الاسرائيلية وخاصة الحكومة الحالية الاكثر يمينية وتطرفا بسباق مع الزمن لتحويل المدينة الى يهودية خالصة، وتحويل المقدسيين الى اقلية ضئيلة كما حصل في مدينة يافا وغيرها من المدن في الداخل الفلسطيني.
فالاقوال والبيانات التي لا تكون مسنودة باجراءات على الارض او بخطوات عملية من اجل افشال المخطط الاحتلالي في تهويد وأسرلة القدس لن تجدي نفعا ، ولن تردع الاحتلال عن مواصلة خطواته وسياساته في الضم والتهويد وتزوير الحقائق التاريخية وتغيير المعالم العربية والاسلامية والمسيحية ، بل تشجعه على مواصلة اجراءاته وهذا ما شاهدناه في الخطة الخمسية التي اقرتها حكومة الاحتلال بشأن القدس الشرقية والرامية الى تعزيز سيطرتها على المدينة وتاريخها ومقدساتها وكل ما فيها من عروبة.
وهذا الامر يعلنه يوميا قادة الاحتلال السياسيون والعسكريون ويرفقون هذه الاقوال بالافعال، وبالعمل على الارض ، لتصبح القدس يهودية خالصة وفرض امر واقع على العالم، كما حصل بفرضها امر واقع على ان دولة الاحتلال ليست كما جاء في قرار التقسيم، بل انها تخطت هذا التقسيم واقامت دولتها علي 78٪ من الارض الفلسطينية ، وادى ذلك الى اعتراف العالم بها.
وها هي تضم القدس وتسعى لضم وقضم المزيد من الاراضي في الضفة وعينها علي منطقة «ج» التي تشكل اكثر من 60٪ من اراضي الضفة، الى جانب التوسع الاستيطاني وزيادة عدد المستوطنين ليصل الى مليون مستوطن في غضون السنوات الثلاث القادمة.
ان المطلوب فلسطينيا هو اتخاذ خطوات عملية على الارض لتعزيز صمود المقدسيين من خلال تقديم كافة وسائل الدعم من اسكان وسواه للحيلولة دون مواصلة دولة الاحتلال القيام بعمليات تطهير عرقي لتسهيل مهمتها في التهويد وتعزيز سيطرتها على المدينة ، فهل من مجيب ؟ ان الامور ستسير من سيء الى الأسوأ ، فالقدس والمقدسات تناشد الجميع من اجل تخليصها من نير الاحتلال.
شارك برأيك
القدس تناشد فهل من مجيب؟