أقلام وأراء

الجمعة 07 يوليو 2023 11:35 صباحًا - بتوقيت القدس

كيف يفهم (نتنياهو) مستقبل السلطة الفلسطينية؟

في عام 2009، وفي ظل ضغوط الرئيس الأمريكي (باراك أوباما) في حينه وقف رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك، والحالي اليوم، (بنيامين نتنياهو)، في جامعة (بار إيلان) وأعلن موافقته على “حل الدولتين”. وفي 2016، وعلى منبر الأمم المتحدة، كرر عرضه، وقال إنه لا يزال “يلتزم برؤية الدولتين”. يومئذ، أكدنا أن هذا كلام مداهنة لتحسين صورته وموقعه. وبالطبع، كانت نواياه -كما تأكد لاحقا- هي المضي في الاستعمار/ “الاستيطان” بهدف واضح هو تهويد الأرض والسكان.

صحيح أن الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة، لم تتوان عن إيصال رسائل سياسية واضحة، تؤكد رفضها “حل الدولتين”، لكن (نتنياهو) يجيب عن مسألتين إشكاليتين بشأن الدولة الفلسطينية والسلطة: موقف إسرائيل من الدولة الفلسطينية من ناحية، وموقفها من السلطة الفلسطينية من ناحية أخرى. وفي ظل الحديث عن كون (نتنياهو) محجور عليه حاليا زيارة البيت الأبيض، وتحت وطأة غلاة اليمين وضغوطهم، بدأت عصابات “المستوطنين” بدغدغة نواياه الحقيقية التي اختار عدم الإعلان عنها بوضوح. في هذا السياق، (نتنياهو) اليوم يلعب لعبة العلاقات العامة تجاه الولايات المتحدة والغرب بالحديث عن أنه لا يريد ضرب و”إنهاء السلطة الوطنية الفلسطينية وإنما يريد الإبقاء عليها”، طبعا ضمن حصاره الفعلي لهذه السلطة وتقليصه اليومي لها ولدورها وللأراضي التي تسيطر عليها، بما يحولها تدريجيا الى تجمعات سكانية وبلديات. ولاحقا، أعلن رسميا من جديد أنه ليس ضد السلطة ولا يريد القضاء عليها، مضيفا – هذه المرة – أنه ولكن لا مجال إطلاقا لمجرد التفكير بقيام دولة فلسطينية!!

ليس هذا فحسب، بل أنه بادر إلى رش الملح على الجرح! فقد تحدث عن السلطة الفلسطينية كطرف يستمد “شرعية” بقائه من نجاحاته في تقديم الخدمات لإسرائيل، مفرقا بين السلطة الفلسطينية كمنظمة، والكيان الفلسطيني كدولة، وأنه لا ينوي تقويض السلطة! وبعباراته، إسرائيل: “لا ترغب في انهيار السلطة الفلسطينية، ولا ينبغي لها أن تسمح بذلك، لأن لها مصلحة في استمرار قيام السلطة بالمهام الموكلة إليها، ويجب أن تكون على استعداد دائم لمساعدة السلطة مالياً واقتصادياً وتعزيزها، لأنها تقوم بمهام ضد المقاومة نيابة عن إسرائيل”. لكن في نفس الوقت: “على إسرائيل استئصال فكرة الدولة الفلسطينية المستقلة من أساسها، وعليها أن تعمل بلا كلل أو ملل على قمع طموح الفلسطينيين في إقامة هذه الدولة، وأن تغلق الطريق تماماً أمام هذا الطموح”. (نتنياهو) إذن، بموقفه المعلن بأنه لا يريد القضاء على السلطة بشكلها ودورها اللذين رسمهما لها، يحولها يوميا إلى “بلدية مركزية” في رام الله وبلديات في المدن الأخرى بينهم علاقة تضعف يوميا بما يهدد كيان السلطة الفلسطينية عما كان عليه سابقا فعليا ويوميا.

بهذا كله، يرسل (نتنياهو) رسالة واضحة للشعب الفلسطيني: “اتفاقية أوسلو لن تفضي لإقامة دولة فلسطينية مستقلة في الأراضي التي احتلت عام 1967، وأن “حل الدولتين” إنما هو “حلم يقظة”، فضلا عن أنها رسالة للعالم الغربي أجمع ولإدارة الرئيس (بايدن) تحديدا: “كفوا عن ترديد شعار حل الدولتين”. أما الرسالة الثالثة فهي للعرب وللمسلمين: “التخلي نهائيا عن الدولة الفلسطينية والقبول بالتطبيع دون قيد أو شرط”!!!

دلالات

شارك برأيك

كيف يفهم (نتنياهو) مستقبل السلطة الفلسطينية؟

المزيد في أقلام وأراء

إسرائيل تحاول التنصل من جرائمها

حديث القدس

الفعل وليس القرارات ما هو مطلوب

حمادة فراعنة

حراك الجامعات في مواجهة ألة القمع الإسرائيلية

زاهي علاوي

استكشاف هندسة الأوامر: الابتكار والتطور والتأثير على المستقبل

صدقي أبو ضهير

‏ الحكومة الجديدة وأهمية دعم القطاع الزراعي

عقل أبو قرع

معاداة السامية" ... سلاح ظلم وبغي

عطية الجبارين

القادمون من السراديب والذاهبون إليها

حمدي فراج

القمة العربية ما بين الوقائع والاستحقاقات اللازمة

مروان أميل طوباسي

أمريكا وحروب الإبادة: سجل حافل بالصناعة أو التورط

صبحي حديدي

انتظروا بياناً هاماً ...!!

سمير عزت غيث

اليوم التالي ووهْم حلّ الدولتين

محمد الهندي

ألسنة اللهب ترتفع في الجنوب والشمال والدبلوماسية الدولية تكتفي بالأقوال ..!!

حديث القدس

احتجاجات الجامعات: تحولات كمية.. إلى نوعية

د. أسعد عبدالرحمن

بداية التعافي الاقتصادي في الأردن

جواد العناني

النكبة وسرديّة المخيّم الكبرى

سمير الزبن

الجامعات والإعلام ودورهما في تعزيز"الانتماءِ للقضية الفلسطينية"

تهاني اللوزي

المقاومة ونتنياهو ولعبة الوقت

بهاء رحال

القضاء على الشعب الفلسطيني

حديث القدس

النكبة مستمرة

حمادة فراعنة

"إسرائيل" عالقة بين معادلتي العجز في التقدم والعجز في التراجع

راسم عبيدات

أسعار العملات

الجمعة 17 مايو 2024 12:34 مساءً

دولار / شيكل

بيع 3.71

شراء 3.7

يورو / شيكل

بيع 4.02

شراء 4.0

دينار / شيكل

بيع 5.24

شراء 5.2

بعد سبعة أشهر، هل اقتربت إسرائيل من القضاء على حماس؟

%7

%93

(مجموع المصوتين 72)

القدس حالة الطقس