أقلام وأراء

الثّلاثاء 16 مايو 2023 10:10 صباحًا - بتوقيت القدس

رغم التهدئة.. هل تسمح المقاومة بتمرير مسيرة الأعلام ..؟؟

من الواضح بأن واحدة من الأهداف التي اراد نتنياهو تحقيقها من خلال شنه العملية العسكرية والعدوان على قطاع غزة صبيحة فجر يوم الثلاثاء 9/5/2023،ليس فقط اغتيال العديد من القادة العسكريين للجهاد الإسلامي،وتكبيل المقاومة ولجمها،والعمل على إستعادة قوة الردع لدولة الكيان الأخذة في التأكل،وانقاذ حكومته من التفكك والإنهيار،بعد الخلافات التي عصفت بها،على ضوء الخلاف بين " البيبيان"،بيبي الكبير نتنياهو وبيبي الصغير بن غفير،على خلفية مقاطعة بن غفير لجلسات الحكومة،بسبب ما اعتبره رد ضعيف على الصواريخ التي انطلقت من قطاع غزة كرد على اغتيال الشيخ المجاهد خضر عدنان بالجوع في زنزانته داخل السجن،وكذلك نتنياهو يريد ان يحد من تطور وتصاعد قوة المعارضة في الشارع الإسرائيلي،التي استطاعت للأسبوع الثامن عشر ان تحشد في العديد من المظاهرات الإحتجاجية نصف مليون متظاهر،ضد محاولته اجراء تعديل على التشريعات القضائية،واضعاف سلطة ما يعرف بالمحكمة العليا الإسرائيلية،وبما يمكن من السيطرة الكاملة على منظومة القضاء وتحرير الحكومة والكنيست من الرقابة القضائية.

نتنياهو وحكومته،بعد عمليات الإغتيال التي طالت العديد من قادة الجهاد الإسلامي العسكريين،سعى مع امريكا ومن خلال دول عربية تمتلك التأثير على الورقة الفلسطينية، الى تثبيت هدنة تقود الى " تهدئة مقابل تهدئة" وتفرض معادلات ردع وقواعد اشتباك جديدة،بما في ذلك فك العلاقة ما بين قطاع غزة والقدس،تلك الوحدة من المسار والمصير التي اوجدتها معركة " سيف القدس" في ايار /2021 ،ولكن يبدو بأن ما فكر وحلم وخطط له نتنياهو من محاولة لتمرير اجنداته وتصدير أزماته، لم يفلح في تكبيل المقاومة وجعلها تقبل بالتهدئة بشروطه،وخاصة حركة الجهاد الإسلامي، التي أطلقت رد بعنوان "الثأر للأحرار"ولم تخض هذه المعركة منفردة،وإن كانت رأس الحربة فيها،حيث اتبعت مع بقية قوى المقاومة تكتيكات متنوعة في الرد على هذا العدوان،تكتيكات حفرت عميقاً في وعي ونفسية الجمهور الإسرائيلي،وجبهته الداخلية ،فتأخر الرد لمدة ستة وثلاثين ساعة،كان جزءا من الرد،وكذلك عدم نجاح اكاذيب وتضليلات نتنياهو في خلق فتنة بين قوى المقاومة بالذات حركتي الجهاد وحماس،والتأكيد على ان غرقة القيادة المشتركة،هي صاحبة القرار حول الرد وشكله وحجمه ومداه وموعد بدئه،وفي الميدان رأينا كيف تفوقت قوى المقاومة تكتيكيا واستراتيجياً،من خلال رشقات صاروخية من اماكن متعددة وبتواقيت مختلفة،بما مكنها من تجاوز احدث المنظومات الدفاعية الصاروخية الإعتراضية الإسرائيلية " القبة الحديدية " و"مقلاع داود"،من خلال امتلاك صواريخ المقاومة لتقنيات عالية الدقة،شكلت مفاجأة لدولة الكيان،حيث لم تتمكن القبة الجديدة من اعتراض سوى 20% من صواريخ المقاومة،والتي وصلت مشارف القدس وبيت لحم واوقعت خسائر بشرية ومادية كبيرة.

دولة الكيان تقوم على الأمن والإقتصاد والإستقرار، وصواريخ المقاومة ضربت هذه الركائز الثلاثة،حيث شهدنا حركة الهروب الكبيرة للمستوطنين من مستوطنات غلاف غزة ومناطق الوسط،وشلل الحركتين التجارية والإقتصادية واغلاق الطرقات،ونشر بطاريات صواريخ القبب الحديدية في كل انحاء دولة الكيان،وفتح الملاجيء ،والهرولة والهروب اليها،والذي طال المتطرفة ميري ريغف وزيرة الإتصالات.

دولة الكيان،تريد ان لا تطول المعركة،لأن جبهتها الداخلية غير قادرة على تحمل البقاء في الملاجىء والعيش في ظل ظروف الخوف والقلق والرعب،وبات مستوطنو الكيان يشعرون بان القيادتين العسكرية والسياسية لدولتهم تكذب عليهم،وهي غير قادرة على توفير الأمن والحماية لهم.

نتنياهو بعد وصول صواريخ المقاومة الى مشارف مدينة القدس ودكها لتل أبيب ،وقطعه الإتصال مع المصريين حول الهدنة،وجد نفسه في مأزق عميق،فقوى المقاومة لديها سقف سياسي موحد وبغص النظر عن الطرف الذي يوافق او يوقع على الهدنة او التهدئة، فهناك شروط في مقدمتها وقف سياسة الإغتيالات "قيادات وكوادر ومواطنين"،ومنع مسيرة الأعلام من التحرك نحو البلدة القديمة والحي الإسلامي فيها وتسليم جثمان المجاهد خضر عدنان، وبالمقابل كل هذه المطالب تصب في تصفية برنامج شريكه في الحكومة بن غفير،بمواصلة سياسة الإغتيالات وسير مسيرة الأعلام وفق مسارها وحسم السيادة والسيطرة على القدس،وتشديد الخناق على الأسرى وسحب منجزاتهم ومكتسباتهم وتجريدهم من حقوقهم،وبالمقابل توسيع دائرة المعركة والعدوان،بضرب البنى التحتية والمؤسسات والمقرات الحكومية والبنايات المدنية، قد يدفع الى إستهداف أهداف اقتصادية وحيوية في دولة الكيان،مثل محطات الكهرباء ومنصات الغاز والقطارات والمطارات والموانىء وغيرها،عبر صواريخ أكثر دقة وأكبر قوة تفجيرية وابعد مدى موجود لدى حركتي حماس والجهاد .

وزير اركان جيش الكيان هيرتسي هليفي ومسؤول " الشاباك" رونين بار والمعارضة الإسرائيلية،دعوا الى إنهاء العملية، لأنها على حد وصفهم اضعفت حركة الجهاد عسكرياً وقيادياً،من خلال تصفية العديد من قادتها العسكريين،وتدمير بنيتها العسكرية ومخزونها الصاروخي،وكذلك لم يعد هناك بنك اهداف سوى الأطفال والنساء والبنايات المدنية،وأيضاً استمرار العدوان وتوسعه،قد يقود الى أن تتوحد الساحات وان تخوض دولة الكيان المعركة على اكثر من جبهة،وهي خبرت ذلك في معركة العشر ساعات في 5/4/2023،حيث تدخلت صواريخ المقاومة من لبنان وسوريا وغزة لصالح منع استمرار المستوطنين من مواصلة اقتحام الأقصى والإعتداء بوحشية على المرابطين والمعتكفين والمصلين،مما اجبر نتنياهو وحكومته على منع المستوطنين من مواصلة اقتحاماتهم للأقصى في العشر الأواخر من شهر رمضان،وبحث عن رد مؤطر ومقيد يتهم فيه حركة حماس بالمسؤولية عن الصواريخ،لكي لا يتورط في حرب على أكثر من جبهة،وظهر مردوعاً وملجوما أمام محور القدس.

من بعد هذه المعركة اعتقد بأن دولة الكيان التي دخلت مرحلة اللاخروج في ظل أزماتها السياسية والمجتمعية والبنيوية العميقة،والصراع المحتدم في داخلها ايديولوجياً وثقافياً حول هوية الكيان،وتفجر هذه الأزمات عبر ما يعرف بالتعديلات التشريعية والقضائية،وذهاب نتنياهو لهذا العدوان على قطاع غزة واغتيال العديد من القادة العسكريين ،بهدف ترميم قوة الردع واستعادتها كواحد من اهداف العدوان وتحصين حكومته من الإنهيار،كل المؤشرات تقول أنه بعد التوصل الى هدنة مع المقاومة الفلسطينية برعاية مصرية في العاشرة من مساء السبت الماضي 13/5/2023،فحساب نتنياهو سيكون قادما،وقد يطيح بحكومته ومستقبليه السياسي والشخصي،وسيكون مصيره السجن ،ويبدو بأن المأزق الذي وضع نفسه فيه،ما بين الفاشية اليهودية التي تتمسك بمسيرة الأعلام بمسارها المخطط لها،وما بين المقاومة التي توطن نفسها، بالإصرار على وقف مسيرة الأعلام أو تغيير مسارها،حتى ولو كان هناك هدنة،فهي تعتبر تلك المسيرة ووفق مسارها في الثامن عشر من الشهر الحالي من منطقة باب العامود بإتجاه البلدة القديمة وسيرها واختراقها للحي الإسلامي،تجاوزا لكل خطوط الحمر وتعديا على عروبة وقدسية المدينة،والسعي لتغيير هويتها وطابعها وروايتها وتاريخها ومشهدها الكلي،ولذلك هذه المسيرة قد تشعل فتيل المجابهة من جديد،ولربما تراجع حكومة الكيان نفسها وتمنع سيرها وفق المسار الذي وافقت عليه،أو أن تصر على هذا المسار،والذي قد يشعل فتيل المجابهة من جديد،لأن قوى المقاومة ترى في القدس والأقصى طريق الحماية للقضية الفلسطينية..

دلالات

شارك برأيك

رغم التهدئة.. هل تسمح المقاومة بتمرير مسيرة الأعلام ..؟؟

المزيد في أقلام وأراء

رفح بين الصفقة والحرب

حديث القدس

رحيل الطبيب والوجيه الفاضل د. جواد رشدي سنقرط

معتصم الاشهب

الاسرى الفلسطينيون في مواجهة “مخططات هندسة القهر” الإسرائيلية

اسعد عبد الرحمن

هل سيجتاح نتنياهو رفح؟

المحامي أحمد العبيدي

الدولة العميقة في أمريكا تقرر مواصلة الحروب

راسم عبيدات

رفح في مرمى العاصفة

حديث القدس

الدعم الأميركي والعقوبات على «نيتساح يهودا»

إميل أمين

مسارات الحرب في مرحلتها الثالثة

معين الطاهر

وحدة الضفتين أنموذج للفكر الوحدوي الهاشمي

كريستين حنا نصر

لماذا يقف الأردن مع فلسطين

حمادة فراعنة

"عقوبات" أمريكية مع 26 مليار دعم.. تبرئة للمجرمين وتمويه الشراكة بالإبادة

وسام رفيدي

"التخطيط للمستقبل مع قائد السعدي : استراتيجيات التغلب على الأزمات المالية للشركات الناشئة"

قائد السعدي

عالم صامت امام عدوان إسرائيل على كل معالم الحياة البشرية ..!!

حديث القدس

كأن هذه الامة استمرأت الهزائم و لم تعد تحب الانتصار

حمدي فراج

"نيتساح يهودا" ... رشوة سخيفة ونكتة سمجة في قصة هزلية

تيسير خالد

مئتا يوم على حرب إبادة غزة

بهاء رحال

يحق لحماس أن تتباهى

حمادة فراعنة

التقرير الأخير حول عمل الاونروا.. دسمه قليل وسُمه كثير

سامي مشعشع

نتنياهو ومحاولات قتل الأسرى الإسرائيليين في غزة

حمزة البشتاوي

٢٠٠ يوم على أطول عدوان ضد قطاع غزة

حديث القدس

أسعار العملات

الخميس 25 أبريل 2024 10:01 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.79

شراء 3.77

دينار / شيكل

بيع 5.37

شراء 5.34

يورو / شيكل

بيع 4.08

شراء 4.02

رغم قرار مجلس الأمن.. هل تجتاح إسرائيل رفح؟

%74

%21

%5

(مجموع المصوتين 164)

القدس حالة الطقس