أنهى العربي صيامًا دام ثلاثة عقود وتوج بطلا للنسخة الحادية والخمسين من كأس أمير قطر لكرة القدم بعد فوزه على السد 3-0 الجمعة في المباراة النهائية على استاد أحمد بن علي بحضور جماهير غفيرة.

ويدين السد بفوزه الى الدولي السوري عمر السومة صاحب الثنائية (62 و90+8) ولاعب المنتخب القطري السابق حامد إسماعيل (90+1).

ورفع "فريق الشعب" رصيده من الألقاب في الكأس الى تسعة، معززًا وصافة سجل البطولة الذي يتزعمه السد برصيد 18 لقبًا، مستعيدًا ذاكرة التتويجات منذ آخر كأس نالها عام 1993 ومنهيًا قحط الوصول الى منصات التتويج دام 26 عامًا منذ آخر لقب للدوري ناله في نسخة عام 1997.

وتوج فريق المدرب يونس علي الذي بات مرشحًا فوق العادة لنيل لقب أفضل مدرب والممنوح من مؤسسة الدوري، موسمه الحالي المثالي بعدما نافس بقوة على الدوري حتى الأمتار الأخيرة وحل وصيفًا للبطل الدحيل، قبل أن يواصل المسيرة الناجحة في الكأس حاجزًا مقعدًا مباشرًا في النسخة المقبلة من دوري أبطال آسيا 2023-2024 بعدما كان مجبرًا على بدء المنافسة من الملحق.

وخرج السد من الموسم الحالي خالي الوفاض للمرة الأولى منذ سنوات عدة، بعدما فرط بلقب الدوري الذي ناله في الموسمين الماضيين لصالح الدحيل، قبل أن يخسر أمام الأخير في نهائيي كأس قطر وكأس النجوم، فبات مصير مدربه الإسباني خوانما ليو على المحك رغم بقاء عام من عقده مع النادي.

وقال السومة لوكالة فرانس برس عقب اللقاء "آمنّا بحظوظنا بالفوز باللقب رغم قوة المنافس، قدمنا مباراة كبيرة وكنا في قمة حضورنا الذهني خصوصًا في التعامل مع الضغط الكبير الذي مارسه السد".

وحول مستقبله مع العربي "لم أكن أرغب بالحديث عن هذا الموضوع، لكن ثمة حقيقة واقعة وهي أن عقدي ما زال مستمرًا مع الأهلي السعودي بعام أخير، وسأعود للنادي حتمًا، وهذا الأمر معروف مسبقًا، لكن لنرى ماذا سيحصل".

بدوره أكد يونس علي ان فريقه استحق التتويج متوجًا موسمًا مثاليًا ومبديًا سعادته الكبيرة بتحقيقه اللقب الشخصي الأول له كمدرب "المهمة حتمًا لم تكن سهلة امام فريق يملك تقاليدًا عريقة في البطولة التي يعد الأكثر تتويجا فيها... لكنا آمنا بحظوظنا في الفوز باللقب معولين على لاعبين أقوياء خصوصا من الناحية الذهنية، كنت دائمًا أقول إن علينا القتال من أجل ان نفوز بشيء هذا الموسم، والمباراة امام السد كانت أشبه بقتال".

وأضاف "سيّرنا المباراة بالطريقة المثالية، تركنا الكرة للسد ودافعنا بشراسة، بيد اننا نفذنا الجانب الآخر من الخطة بطريقة رائعة، حيث شكلنا الخطورة منذ الدقائق الأولى عبر التحولات، ولم ينل عارض خروج يوسف المساكني مصابًا من عزيمتنا وسجلنا الأهداف الثلاثا لاننا مجموعة متكاملة لا تعتمد على عنصر بعينه".

وفرض السد هيمنته المطلقة على المجريات منذ انطلاقة المباراة خالقًا عديد الفرص السهلة تناوب لاعبوه على إهدارها، فكاد رودريغيو تباتا يفتتح النتيجة مبكرا عندما وصلته كرة اكرم عفيف داخل المنقطة لكنه سدد فوق العارضة (3).

وكاد عفيف ان يسجل عندما توغل مرسلا كرة قوية بجوار القائم الايسر لمرمى الحارس جاسم الهيل (13)، ليأتي الرد من العربي عبر كرة هيأها التونسي يوسف المساكني للسومة سددها قوية أبعدها الحارس سعد الشيب (14).

وكان الأجدى بعلي أسد ان يسجل للسد عندما وصلته تمريرة الإسباني سانتي كاسورلا على طبق امام المرمى، لكنه اختار التسديد بجسم الحارس (30) في حين مرت رأسية الجزائري بغداد بونجاح فوق العارضة (43).

وتعرض العربي لضربة موجعة أواخر الشوط الأول بإصابة المساكني فلم يظهر في الشوط الثاني، الأمر الذي منح السد أفضلية مطلقة للهيمنة على المجريات، ليهدر أسد فرصة أخرى محققة عندما قدم له بونجاح تمريرة على طبق من ذهب امام المرمى، لكنه سدد فوق العارضة بطريقة غريبة (59).

وفي غمرة انشغال السد بالبحث عن الأسبقية، صنع العربي الحدث بتحول هجومي منسق وسريع، لتصل الكرة الى البديل حامد إسماعيل الذي مرر عرضية قابلها السومة برأسية بطريقة رائعة وأرسلها نحو الزاوية البعيدة للمرمى (62).

وانطلق السد نحو الهجوم بحثا عن التعديل بعدما أجرى خوانما ليو عدة تبديلات ساهمت في تشديد الحصار على العربي الذي اظهر صمودا كبيرا قبل ان يواصل التحولات التي قادت الى هدف ثان عندما ضرب البرازيلي رافينيا ألكانتارا دفاع السد ومرر صوب اسماعيل الذي سدد في الشباك (90+1).

وكرر العربي ذات المشهد أواخر دقائق الوقت بدل الضائع، ليمرر ألكانتارا كرة نحو السومة الذي تلاعب بدفاع السد وأطلق تسديدة قوية سكنت سقف الشباك (90+8).