أقلام وأراء

السّبت 06 مايو 2023 10:28 صباحًا - بتوقيت القدس

من إنشاص إلى الرياض

الزمن بين أول قمة عربية عقدت في إنشاص بدعوة من الملك فاروق عام 1946 وقمة الرياض في 19 ايار 2023 "٧٧ عاما" ، و32 قمة عربية عادية عقدت ما بين العواصم العربية إلى جانب عدد من القمم الإستثنائية دون أن ترقى هذه القمم بالعمل العربي المشترك والجامعة العربية إلى أنموذج للتكامل والإندماج العربي الفاعل والمؤثر. وغالبا ما كانت كل قمة تحمل إسما أو وصفا دلالة على الظروف التي تعقد فيها القمة .


 وإن غلبت على هذه القمم القضية الفلسطينية، فقمة إنشاص عقدت من أجل فلسطين وقمة الجزائر عقدت تحت إسم القضية الفلسطينية. ولعل أكبر إنجاز لهذه القمم الحرص على عقدها وهذا أمر هام لا يمكن تجاهله رغم عدم صدور قررات مصيرية ترقى لمستوى هذه القمم . فما تشهده المنطقة العربية من صراعات وحروب وآخرها السودان، وإستهداف إقليمي ودولي وتحديات وتهديدات للأمن القومي العربي يجعل من قمة الرياض أمام مسؤوليات ومهام كبيرة وتطلعات وآمال بإستعادة الفاعلية للعمل العربي المشترك وإستعادة المنظومة العربية . وهذه القمة العربية الثالثة التي تعقد في الرياض، وقد سبقها عقد أكثر من قمة صينية وأميركية عربية وقمة لمجلس التعاون والتعاون الإسلامي. وكل هذا يؤكد لنا الدور الذي تلعبه السعودية اليوم. 


هذه القمة تأتي في ظل سياقات وتحولات سياسية عربية وإقليمية ودولية ما بين الإيجابية والسلبية. وكما نعلم جميعا فإن القمة العربية ليست منغلقة على نفسها فهي قمة لأهم منطقة في العالم من حيث الأهمية الجيوسياسية والإقتصادية والدور الذي تلعبه دولها مثل السعودية ومصر والإمارات والجزائر.


 وهذه القمة قد تكون أفضل من سابقاتها، فهي تعقد في ظل المصالحة الخليجية الكاملة ، والإتفاق الإيراني السعودي وما له من إنعكاسات إيجابية على قضايا مهمة كالحرب في اليمن ولبنان وسوريا وفلسطين، وتعقد أيضا في ظل تفاهمات وتنسيق عربي أشمل بين دوله المحورية والمؤثرة. 


وهو ما قد يساعد على بلورة تحالف إقليمي عربي قادر على التعامل مع التراجع في الدور الأميركي في المنطقة ، وتصاعد دور دول أخرى كالصين وروسيا. وفي الوقت نفسه تعقد في ظل تحولات في موازين القوى الإقليمية والدولية وتداعيات الحرب الأوكرانية التي تطال المنطقة ، وفي ظل التنافس وبوادر حرب باردة بين الصين والولايات المتحدة، وعلى المستوى العربي الحرب في السودان بما تمثله من تهديد مباشر لأمن المنطقة ، وبوادر حرب تلوح في ألأفق بين إيران وإسرائيل. هذه القمة ملفاتها وقضاياها كثيرة ، فالى جانب القضايا التقليدية في مجال الاقتصاد وإصلاح الجامعة ودفع العمل العربي المشترك نحو مزيد من التكامل، تتصدر القضايا السياسية والأمنية أولوية قصوى وتأتي على رأس هذه القضايا عودة سوريا إلى حاضنتها العربية وإمكانية دعوة الرئيس السوري بشار الأسد للقمة إيذانا بمرحلة سياسية جديده للتسوية الشاملة وحصر التدخلات الخارجية في الشأن السوري.


 وتبقى القضية الفلسطينية حاضرة كما كانت في قمة الجزائر من اكثر من منظور: إنهاء الإنقسام الفلسطيني والدعم المالي والتاكيد على القدس كقضية عربية إسلامية محورية والتمسك بحل الدولتين وقيام الدولة الفلسطينية بعاصمتها القدس. والتاكيد أنه لا سلام ولا تطبيع شاملين بدون تسوية للقضية الفلسطينية . 


إلى جانب ملفات تتعلق بليبيا والعراق والملف اللبناني. ولعل أهم القضايا أمام هذه القمة العربية أن تعيد للمواطن العربي ثقته في مؤسسة القمة العربية ، وإستعادة الصدقية في العمل العربي المشترك.


 ويبقى أن نجاح هذه القمة العربية تقع مسؤوليته الكبرى على السعودية وحيوية وفعالية قياداتها حيث تبقى رئاستها للقمة لسنة كاملة ، ولا شك ان هذه القمة وما يدعو للتفاؤل في قراراتها ونجاحها تتواكب مع التحولات في الدور القيادي الذي تلعبه السعودية على كافة المستويات العربية والإقليمية والدولية ، فبقدر فعالية هذا الدور وتوفير كل مقومات التنفيذ لقرارته بقدر نجاح هذه القمة لتشكل بقرارتها مرحلة تحول كبيرة في الدفع بالعمل العربي المشترك خطوات للإمام وستكون رسالة قوية لكافة القوى الإقليمية والدولية ان هذه المنطقة منطقة قوة عربية قادرة على التعامل مع قضاياها، ومرحلة لبناء علاقات مع الدول الإقليمية كإيران وتركيا وعلى المستوى الدولي بما يحقق الشراكات الإستراتيجية والمصالح المشتركة . وهي قمة إما تسبق زمن التحولات في القوة وإما أن يسبقها هذا الزمن .
[email protected]

دلالات

شارك برأيك

من إنشاص إلى الرياض

الخليل - فلسطين 🇵🇸

محمد قبل 12 شهر

لا اعلق على هذه القمة املا لأنها ليست الأولى ولأنها في الرياض. ولأنها حبر على ورق كغيرها وهي لرفع العتب وللاسف

المزيد في أقلام وأراء

الشرق الأوسط ..رقعة شطرنج تحركها الولايات المتحدة كما تشاء

حديث القدس

نار داعش وجنة إسرائيل

حمدي فراج

"اسرائيل" وهزالة الرد على الرد

راسم عبيدات

الرفض الأميركي لفلسطين

حمادة فراعنة

إسرائيل بين حرب غزة والرد على إيران.. أولوية أم تكتيك مدروس؟

سماح خليفة

حماية هويتنا العربية الأميركية

جيمس زغبي

كيف تبدو “الحرب ضد غزة” بعيون اسرائيليين بارزين؟

د. أسعد عبد الرحمن

مساومة أميركية اسرائيلية على دماء الفلسطينيين

حديث القدس

أمريكا تريدها وهماً تفاوضياً وإسرائيل تسعى لمنعها واقامة الدولة الواحدة اليهودية العنصرية

مروان أميل طوباسي

من يردع عصابات المستوطنين ومن يحمي شعبنا؟

بهاء رحال

في معاني الليلة الإيرانية

أحمد جميل عزم

"اسرائيل" ومأزق الرد وعدم الرد

راسم عبيدات

دعوات الصقور لضرب إيران الآن مخطئة

مارك شامبيون

جرائم ضد الإنسانية

حديث القدس

تحذيرات بايدن والفعالية المنقوصة--

حسن ابو طالب

ازدواجية ليست مفاجئة... ومستمرة---

بكر عويضة

رغم نفاق الاعلام الغربي .. هزمت إسرائيل...

فتحي كليب

أسباب تغيير الموقف الأميركي ودوافعه

حمادة فراعنة

حول مقولة (المسرحية) واستدخال الهزيمة

وسام رفيدي

في الذكرى السادسة والثلاثين لرحيل أول الرصاص وأول الحجارة

عباس زكي

أسعار العملات

الخميس 18 أبريل 2024 10:59 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.78

شراء 3.77

دينار / شيكل

بيع 5.34

شراء 5.32

يورو / شيكل

بيع 4.06

شراء 4.0

رغم قرار مجلس الأمن.. هل تجتاح إسرائيل رفح؟

%72

%23

%5

(مجموع المصوتين 130)

القدس حالة الطقس