أقلام وأراء

السّبت 15 أبريل 2023 11:33 صباحًا - بتوقيت القدس

نحو يقظة وحدوية فلسطينية

هذا التدفق الفلسطيني، ربع مليون، من كافة المواقع والأماكن، نحو المسجد الأقصى لتأدية صلاة الجمعة الأخيرة من رمضان 14 نيسان، إيمان وقرار وموقف وإنحياز، أنه جزء أساس وأصيل من المعركة الوطنية ذات الطابع الشعبي المدني لتحقيق غرضين: أولهما إبراز أهمية القدس والمسجد الأقصى للمسلمين وما تمثل من قيم دينية وتراثية ووطنية، وثانيهما لإحباط وتعطيل برامج المستعمرة لفرض التهويد والأسرلة والعبرنة على القدس ومقدساتها.


سلوك المستعمرة في التعامل مع كل ما هو عربي وفلسطيني ومسلم ومسيحي، سلوك عدواني عنصري أحادي بالتطاول والأذى ونكران حق الفلسطينيين من المسلمين والمسيحيين، بممارسة شعائرهم وإثبات وجودهم على مقدساتهم: المسجد الأقصى، والمسجد الإبراهيمي في الخليل، وكنائس المهد والقيامة والبشارة، المتكاملة المترابطة التي تؤكد فلسطينية الأرض والبشر من مسلمين ومسيحيين.


لقد تطاولوا على حقوق المسيحيين الفلسطينيين من الوصول من مختلف المناطق الفلسطينية، لتأدية واجباتهم الدينية، وممارسة شعائرهم، لدى كنيستي القيامة والمهد، خلال أيام العيد، لإدراك أدوات المستعمرة أن المسيحيين حينما يفعلوا ذلك، مثلهم مثل المسلمين، دوافعهم مترابطة متكاملة دينية وطنية، في مواجهة الاحتلال والاستعمار، ورفضاً للتهويد والأسرلة والعبرنة.


أدوات المستعمرة، من المستوطنين سياسياً ودينياً مارسوا الإنحطاط الأخلاقي والقيمي ضد المسيحيين بأشكال مختلفة من المس بالكرامة عبر "البصق" على رجال الدين المسيحي من الرجال والنساء، كدلالة على التحريض المنظم، والكره الدفين والمعلن ضد الآخر، ضد المسيحيين والمسلمين، مما يؤكد أن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، العربي العبري، ليس صراعاً على "حكورة" أو مسجد أو شارع أو حارة، بل هو صراع بين مشروعين متصادمين جوهرياً: بين المشروع الوطني الديمقراطي الفلسطيني التعددي، في مواجهة المشروع الاستعماري التوسعي العنصري الأحادي.


نضال الفلسطينيين ضد المستعمرة يحقق نتائج تراكمية بدءاً من العامل الديمغرافي السكاني حيث فشلت المستعمرة استراتيجياً من طرد وتشريد ونفي كل الشعب الفلسطيني عن وطنه، فالذين بقوا وصمدوا وهم نصف الشعب العربي الفلسطيني سواء في مناطق 48 أو مناطق 67 هم الأساس الجوهري الذي سيتمكن من هزيمة المستعمرة وإحباط مشروعها وفرضها بالقوة حتى ولو امتلكت المستعمرة التفوق بأشكال مختلفة وأدوات متعددة.


المستعمرة تغذي حالة الانقسام بين "فتح" و"حماس" بين الضفة والقطاع، وتراهن على استمراره باعتباره هدية يتم تقديمها للاحتلال مقابل الحفاظ على سلطتي رام الله وغزة منقسمتين متصادمتين، فهل من وقفة إحساس بالمسؤولية، بعيداً عن الشعارات التضليلية من طرفي هذا الانقسام.

دلالات

شارك برأيك

نحو يقظة وحدوية فلسطينية

المزيد في أقلام وأراء

إسرائيل تحاول التنصل من جرائمها

حديث القدس

الفعل وليس القرارات ما هو مطلوب

حمادة فراعنة

حراك الجامعات في مواجهة ألة القمع الإسرائيلية

زاهي علاوي

استكشاف هندسة الأوامر: الابتكار والتطور والتأثير على المستقبل

صدقي أبو ضهير

‏ الحكومة الجديدة وأهمية دعم القطاع الزراعي

عقل أبو قرع

معاداة السامية" ... سلاح ظلم وبغي

عطية الجبارين

القادمون من السراديب والذاهبون إليها

حمدي فراج

القمة العربية ما بين الوقائع والاستحقاقات اللازمة

مروان أميل طوباسي

أمريكا وحروب الإبادة: سجل حافل بالصناعة أو التورط

صبحي حديدي

انتظروا بياناً هاماً ...!!

سمير عزت غيث

اليوم التالي ووهْم حلّ الدولتين

محمد الهندي

ألسنة اللهب ترتفع في الجنوب والشمال والدبلوماسية الدولية تكتفي بالأقوال ..!!

حديث القدس

احتجاجات الجامعات: تحولات كمية.. إلى نوعية

د. أسعد عبدالرحمن

بداية التعافي الاقتصادي في الأردن

جواد العناني

النكبة وسرديّة المخيّم الكبرى

سمير الزبن

الجامعات والإعلام ودورهما في تعزيز"الانتماءِ للقضية الفلسطينية"

تهاني اللوزي

المقاومة ونتنياهو ولعبة الوقت

بهاء رحال

القضاء على الشعب الفلسطيني

حديث القدس

النكبة مستمرة

حمادة فراعنة

"إسرائيل" عالقة بين معادلتي العجز في التقدم والعجز في التراجع

راسم عبيدات

أسعار العملات

الجمعة 17 مايو 2024 12:34 مساءً

دولار / شيكل

بيع 3.71

شراء 3.7

يورو / شيكل

بيع 4.02

شراء 4.0

دينار / شيكل

بيع 5.24

شراء 5.2

بعد سبعة أشهر، هل اقتربت إسرائيل من القضاء على حماس؟

%7

%93

(مجموع المصوتين 73)

القدس حالة الطقس