أقلام وأراء

الأربعاء 05 أبريل 2023 11:25 صباحًا - بتوقيت القدس

ترامب ونتانياهو: وَحدة المسار والمصير

للأقدار ألعابها في السياسة والسياسيّين، وبطلا حكايتنا هما الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو.
أثناء ولاية ترامب الأولى والأخيرة، شكّل مع نتانياهو ثنائياً أقرب إلى التوأم، فأنجبا معاً ما اعتبره ترامب حلّاً سحرياً لقضية الشرق الأوسط "المزمنة" وما اعتبره نتانياهو ذروة إنجازاته، أي “صفقة القرن”، والاعتراف الأميركي بالقدس عاصمة لإسرائيل، وضمّ الجولان السوري المحتلّ، وحصوله على ثلاثين في المئة من أراضي الضفة الغربية لضمّها إلى إسرائيل.
وكان ما تحصّل عليه نتانياهو من ترامب أحد أهمّ العوامل المشجّعة له على أن يصوّر نفسه للناخب الإسرائيلي أنّه تفوّق على الزعماء الذين سبقوه، ليس فقط في طول أمد البقاء في سدّة الحكم، بل وفي تحقيق الإنجازات التي عجز أسلافه عن تحقيقها عبر حروب عديدة.
وقبل أن يستمتع الشريكان اللدودان بإنتاجهما المشترك، سقط ترامب في الانتخابات وغادر البيت الأبيض، وسقط نتانياهو أيضاً وغادر مكتب رئيس الحكومة.

لم تكن مغادرة الاثنين لمواقعهما هو المشترَك الوحيد بينهما، فالمشترَك الآخر هو تحوّلهما إلى مطلوبين للقضاء، إذ يحمل نتانياهو على أكتافه عدّة قضايا فساد تقصم الظهر. وكذلك الأمر، وإن بصورة مختلفة، حمل ترامب جملة اتّهامات كلّ واحدة منها كفيلة بإدخاله السجن، أو على الأقلّ مثوله أمام المحكمة كماجرى امس.
وهذا المشترَك عالجه الاثنان بوسائل متشابهة فهاجم ترامب الكونغرس عبر أنصاره تماماً مثلما هاجم قادة الانقلابات الفاشيين برلمانات بلادهم في أكثر من مكان، ودعا ناخبيه إلى النزول إلى الشارع لإعادته إلى البيت الأبيض عنوة.
أمّا شريكه نتانياهو فقد عالج وضعه بإحداث انقلاب على أساسات دولة إسرائيل، باستخدام ديكتاتورية الأغلبية البرلمانية المحدودة. وبينما كانت أداة ترامب غوغاء أنصاره الذين أطلقوا النار على أهمّ رمز من رموز أميركا، كانت أداة نتانياهو غوغاء تمّت ترقيتهم إلى مرتبة أقطاب في حكومته، ومن أجل نجاته الشخصية أطلق شرارة أحرقت سهلاً.

إنّ شراكة الماضي التي أنتجت فشلاً سياسياً للاثنين عبر فشل صفقة القرن، وشراكة الحاضر، المتمثّلة بمثول الاثنين أمام القضاء، لا بدّ أن تؤثّرا على مستقبل كلّ منهما.
ترامب بات بطلاً لأغرب وأعجب رئاسة لأميركا عرفها التاريخ، وهو سيواجه مصيراً مأساوياً، "وهذا ما يُفترض أن يكون"، أكثر سواداً من مصير ريتشارد نيكسون بطل فضيحة ووترغيت.

دلالات

شارك برأيك

ترامب ونتانياهو: وَحدة المسار والمصير

كولومبيا - الولايات المتّحدة 🇺🇸

محمد قبل حوالي سنة

يا ويلي على المصطلحات الرنانه! احنا في ترامب يا حج وله بدك تلت وتعجن وخلص

المزيد في أقلام وأراء

مأساة غزة تفضح حرية الصحافة

حديث القدس

بمناسبة “عيد الفصح”: نماذج لعطاء قامات مسيحية فلسطينية

أسعد عبد الرحمن

شبح فيتنام يحوم فوق الجامعات الأميركية

دلال البزري

البدريّون في زماننا!

أسامة الأشقر

تحرك الجامعات والأسناد المدني لوقف لعدوان

حمزة البشتاوي

‏ آثار ما بعد صدمة فقدان المكان الاّمن – هدم بيتك أو مصادرته

غسان عبد الله

حوار عربي أوروبي في عمّان

جواد العناني

حرب نفسية عنوانها : تهديد اسرائيلي وضغط أميركي

حديث القدس

الأمم المتحدة والإعتراف بفلسطين دولة

ناجي شراب

خطاب ديني يواري سوأة المغتصِب

سماح خليفة

نتياهو قرر إفشال الهدنة وصفقة التبادل

بهاء رحال

تعرية التحالف الاستعماري

حمادة فراعنة

عزلتهم تزداد وهزيمتهم مؤكدة

وسام رفيدي

عاش الاول من أيار ..عيد العمال الأحرار

حديث القدس

"سان ريمو" إرث استعماري يتجدد ضد فلسطين والقدس

عبد الله توفيق كنعان

لماذا تقلق النخب من الحراك الطلابي المعادي لسياسات إسرائيل والمؤيد لغزة بالجامعات الأمريكية والغربية ؟!

محمد النوباني

أزرار التحكم... والسيطرة!

حسين شبكشي

ما أشبه الليلة الفلسطينية بالبارحة الفيتنامية

عيسى الشعيبي

الانتماء لفترة الصهيونية

حمادة فراعنة

الجنائية الدولية وقرار اعتقال نتنياهو ... حكمة أم نكتة

سماح خليفة

أسعار العملات

الجمعة 03 مايو 2024 9:49 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.72

شراء 3.7

دينار / شيكل

بيع 5.25

شراء 5.2

يورو / شيكل

بيع 3.99

شراء 3.95

رغم قرار مجلس الأمن.. هل تجتاح إسرائيل رفح؟

%74

%20

%5

(مجموع المصوتين 203)

القدس حالة الطقس