أقلام وأراء

الأربعاء 22 مارس 2023 10:04 صباحًا - بتوقيت القدس

أصل الحكاية هنا... وليس في أي مكان آخر

بقلم:نبيل عمرو


الى أي مكان تدعى السلطة، وتحت أي عنوان، لا تملك الا ان تلبي الدعوة، رغم انها والمعني هنا دائرة القرار، تدرك بالتجربة انها خاسرة في الذهاب وخاسرة أكثر في الإياب.
خسارة الذهاب تتجسد في حجم المعارضات الشعبية والفصائلية ، وخسارة الإياب تجسدها العودة من أي فعالية صفر اليدين، ما يعمق الهوة بينها وبين الناس، المفترض انها تمثلهم وتتحدث باسمهم.
نُقل عن المجاهد الأكبر الحبيب بورقيبة، انه ابتدع شعارا سياسيا براغماتيا يقول" خذ وطالب" وبفعل نهجه البراغماتي، احرز استقلال تونس بأقل قدر من الخسائر البشرية وظل زعيما محبوبا من قبل التونسيين الى ان اقعده كبر السن وتوفي مشيعا بقلوب محبيه.
عندنا هنا انقلب الشعار في المبنى والمعنى، وصار "طالب ولا تأخذ" ولكثرة ما طالبنا ولا انعدام ما اخذنا.. صارت المطالبات بديلا عن الإنجازات، واضحى التباهي بها هو الورقة التي تستر العجز.
ادبيات طبقتنا السياسية على مختلف انتماءاتها تركزت على المطالبات دون تدقيق في الجدوى، فالسلطة تطالب الإدارة الامريكية بالضغط على إسرائيل، والمعارضة تطالب السلطة بالتحول من خنادق المفاوضات الى خنادق القتال، والناس الذين يسمون بالعاديين يطالبون بتحسين إدارة شؤون حياتهم، ولا احد مما يطالبون ينال شيئا مما يطلب، بل ولا أحد يتقدم ولو خطوة متواضعة نحو تحقيق مطالبه.
حين نذهب الى فعالية كالعقبة وشرم الشيخ مثلا، فالخصم لا يصغي لمطالباتنا حتى لو كانت مدعومة من الاخرين، لأنه يتخذ قراراته وفق اجنداته المضمرة والمعلنة، ووفق رؤيته لاوضاعنا الداخلية التي وان كان هو العامل الأساسي في صنع كوارثها، فهو الطرف الأساسي بل الوحيد المستفيد منها، والمعتمد عليها الى جانب ما لديه من قوة.
انصرافنا المبالغ فيه لصراعنا الداخلي، أدى الى قلب المعادلة المنطقية التي تقول.. التناقض الأساسي ينبغي ان يتقدم في التحليل والمعالجة على التناقض الثانوي، ولو دققنا فيما يجري عندنا فسنجد ان الجهد المبذول في الصراع الداخلي اضعاف اضعاف ما يبذل في الصراع الأساسي.
ما الذي انتجه كل ما تقدم؟
استطلاعات الرأي المهنية والمستقلة، أفادت بما لا يجوز التكتم عليه او تجاهله او انكاره، ودون الغرق في لجة الأرقام الكارثية التي أفادت بها، فكل شيء في بلادنا ليس على ما يرام وكل ما كان واعدا صار عبئا ثقيلا ، فهل انتبه المعنيون اكثر من غيرهم الى مغزى تفضيل الفلسطينيين وبنسبة عالية جدا ، حل السلطة على بقائها، ألم تكن واعدة بنقلة تاريخية الى الدولة المستقلة.. هل انتبه المعنيون بالامر الى مغزى هذا الرأي الشعبي؟ ربما يكونوا عرفوا به، ولكن ما الذي تم فعله لتدارك ما ينذر بانهيارات اكبر واخطر.
لن يتوقف الامريكيون عن دعوتنا الى فعاليات مماثلة للعقبة وشرم الشيخ، ولن يتوقف الإسرائيليون عن نهجهم الاحتلالي والاستيطاني والقمعي، وها هو احد اهم وزراء حكومة نتنياهو لم يتوقف عند الدعوة الى إبادة حوارة ، بل ذهب الى فرنسا داعيا الى إبادة الشعب الفلسطيني من الوجود وإلغاء الأرض الفلسطينية وحتى الأردنية، ضمن التطلع الدائم لتطبيق نظرية التوسع والضم.
هل بعد كل هذا يصلح النهج المعتمد عندنا؟ ان كل ما يحدث في المؤتمرات والوساطات والمطالبات، لا يوفر حلا بل يفاقم الازمة ، ويحشر الشعب الفلسطيني وحقوقه وآماله المشروعة في زاوية ضيقة ، واذا ما سأل سائل ما العمل؟
فجوابي ان نبدأ بما هو أهم وأجدى، وهو ترتيب بيتنا الفلسطيني لإعادة الأمانة الى أهلها، أي الشعب الفلسطيني، كي ننتج نظاما سياسيا متجدد الشرعية، ومنه ينبثق القرار.
المتشبثون بما هم عليه سيشهرون في وجه هذا الامر، بطاقة حمراء مكتوباً عليها "الظرف لا يسمح" اذاً.. وما دام الظرف لا يسمح الا فيما نحن فيه، فلتستعد السلطة لتلبية دعوة جديدة والى اخفاق جديد وتراجع أفدح.

دلالات

شارك برأيك

أصل الحكاية هنا... وليس في أي مكان آخر

نابلس - فلسطين 🇵🇸

محمد قبل حوالي سنة

كلام منطقي وصحيح لكن الفرق أن فرنسا كانت تعطي وتأخذ لكن اسراءيل لا تريد أن تعطي شيئا إلا تيتي تيتي.

كولومبيا - الولايات المتّحدة 🇺🇸

عبس قبل حوالي سنة

احكي يا شهرايار احكي لشهرتزاد

كولومبيا - الولايات المتّحدة 🇺🇸

محمد قبل حوالي سنة

حكاية من الف ليلة وليلة !! قصص يعني

المزيد في أقلام وأراء

نتانياهو يجهض الصفقة

حديث القدس

هل الحراك في الجامعات الأمريكية معاد للسامية؟

رمزي عودة

حجر الرحى في قبضة المقاومة الفلسطينية

عصري فياض

طوفان الجامعات الأمريكية وتشظي دور الجامعات العربية

فتحي أحمد

السردية الاسرائيلية ومظلوميتها المصطنعة

محمد رفيق ابو عليا

التضليل والمرونة في عمليات المواجهة

حمادة فراعنة

المسيحيون باقون رغم التحديات .. وكل عام والجميع بخير

ابراهيم دعيبس

الشيخ الشهيد يوسف سلامة إمام أولى القبلتين وثالث الحرمين

أحمد يوسف

نعم ( ولكن) !!!!

حديث القدس

أسرار الذكاء الاصطناعي: هل يمكن للآلات التي صنعها الإنسان أن تتجاوز معرفة صانعها؟

صدقي أبو ضهير

من بوابة رفح الى بوابة كولومبيا.. لا هنود حمر ولا زريبة غنم

حمدي فراج

تفاعلات المجتمع الإسرائيلي دون المستوى

حمادة فراعنة

أميركا إذ تقف عارية أمام المرآة

أسامة أبو ارشيد

إنكار النكبة

جيمس زغبي

مأساة غزة تفضح حرية الصحافة

حديث القدس

بمناسبة “عيد الفصح”: نماذج لعطاء قامات مسيحية فلسطينية

أسعد عبد الرحمن

شبح فيتنام يحوم فوق الجامعات الأميركية

دلال البزري

البدريّون في زماننا!

أسامة الأشقر

تحرك الجامعات والأسناد المدني لوقف لعدوان

حمزة البشتاوي

‏ آثار ما بعد صدمة فقدان المكان الاّمن – هدم بيتك أو مصادرته

غسان عبد الله

أسعار العملات

السّبت 04 مايو 2024 11:31 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.74

شراء 3.73

دينار / شيكل

بيع 5.3

شراء 5.27

يورو / شيكل

بيع 4.07

شراء 3.99

رغم قرار مجلس الأمن.. هل تجتاح إسرائيل رفح؟

%75

%20

%5

(مجموع المصوتين 210)

القدس حالة الطقس