أقلام وأراء

السّبت 21 يناير 2023 10:32 صباحًا - بتوقيت القدس

اسرائيل "دولة عضو" تمنع الفرح

بقلم : حمدي فراج


قضايا صغيرة، تكاد لا ترى بالعين المجردة ، تثير الناس اكثر بكثير من القضايا الكبيرة التي تحتل مساحات واسعة ورئيسة في وسائل الاعلام، على أهميتها، فلقد تحرر مؤخرا الاسير الفلسطيني"الاسرائيلي" ماهر يونس بعد انتهاء مدة محكوميته البالغة اربعين سنة ، وهو رقم مهول، لم يسبقه اليه في العالم أحد من قبل الا ابن عمه رفيقه في الدرب والمهمة كريم يونس، الذي وصف الحدث – حدث التحرر – بتحرر نصفه الآخر ، النصف الآخر من البرتقالة، وفق سميح القاسم ومحمود درويش .وإذا كانت برتقالة سميح ومحمود من الرامة والبروة الجليليتين، فإن برتقالة ماهر و كريم من عارة وعرعرة ، واذا كانت برتقالة سميح ومحمود برتقالة شعرية لغوية ابداعية فكرية ، فإن برتقالة اليونسين برتقالة نضالية تضحوية ايثارية، لكن كلا البرتقالتين جابت أصداؤهما العالم ، واحتلتا مكانا بارزا في صدر الفاكهة العالمية كبرتقال يافاوي أرّخ له الفكهاني القدير غسان كنفاني في "ارض البرتقال الحزين" ، و حفرت بالتالي البرتقالتان مكانهما في صخر تاريخ النضال الفلسطيني المعاصر ضد الاستعمار والاحتلال والعنصرية .
ما همّ الناس أكثر من تحرر ماهر وكريم – وما هو بتحرر، بل انتهاء مدة محكوميتهما باليوم والساعة ، هو منع الفرح . هل هناك عاقلان في العالم قاطبة يتفقان على تأييد مثل هذا القرار ان تمنع أسيرا امضى من عمره أربعين حولا ، من ان يفرح فيسري قرار المنع على عائلته او بالادق من تبقى من عائلته وابناء قريته وجماهير شعبه، على اعتبار انه لم يعتقل في قضية جنائية او مصلحة شخصية. إن هذا مناف للنواميس والطبيعة، انه أشبه الى ان يتدفق الماء الى أعلى ، واشبه ان تكون جاذبية الاشياء سماوية لا ارضية ، وان يسبح السمك في الرمل بدلا من الماء . انا شخصيا لا اعرف كم تبقى من القضاة الذين اصدروا الاحكام بحق اليونسين قبل اربعين سنة على قيد الحياة ، لنسألهم إن كان قرارهم يتضمن منع الفرح بعد انتهاء مدتهم ، الا يفترض ان الاسير بعد انتهاء مدة عقوبته ان يكون قد دفع ثمن ما ارتكبت يداه بحق المجتمع والقانون ، فيأتي شخص مثل بن غفير وأضرابه فيجدد الحكم ويغلظه بأن يمنع فرح اسير في يوم خروجه ؟ . هل يكون بن غفير قد قرأ افكار القضاة يوم اصدار الحكم على الاسيرين من انهما لن يعيشا اربعين سنة وانهما سيقضيان داخل القيد ، ولا داعي بالتالي لتضمين القرار منعهما من الفرح . ما الفرق بين دولة اسرائيل ودولة طالبان في افغانستان التي تمنع المرأة من العمل والفتاة من الذهاب للمدرسة او إظهار شعرها ووجهها ، كلتاهما حكومات تمنع الفرح ، طالبان لاسباب دينية عقائدية واسرائيل لاسباب سياسية. ولو كان اليونسين قضيا في السجن لأقدمت اسرائيل على احتجاز جثامينهما في ثلاجاتها كما فعلت حكومة لابيد مع ناصر ابو حميد ، لا لكي تعاقبه، بل لكي تمنع امه من فرحة أخيرة حزينة .

دلالات

شارك برأيك

اسرائيل "دولة عضو" تمنع الفرح

المزيد في أقلام وأراء

إسرائيل تحاول التنصل من جرائمها

حديث القدس

الفعل وليس القرارات ما هو مطلوب

حمادة فراعنة

حراك الجامعات في مواجهة ألة القمع الإسرائيلية

زاهي علاوي

استكشاف هندسة الأوامر: الابتكار والتطور والتأثير على المستقبل

صدقي أبو ضهير

‏ الحكومة الجديدة وأهمية دعم القطاع الزراعي

عقل أبو قرع

معاداة السامية" ... سلاح ظلم وبغي

عطية الجبارين

القادمون من السراديب والذاهبون إليها

حمدي فراج

القمة العربية ما بين الوقائع والاستحقاقات اللازمة

مروان أميل طوباسي

أمريكا وحروب الإبادة: سجل حافل بالصناعة أو التورط

صبحي حديدي

انتظروا بياناً هاماً ...!!

سمير عزت غيث

اليوم التالي ووهْم حلّ الدولتين

محمد الهندي

ألسنة اللهب ترتفع في الجنوب والشمال والدبلوماسية الدولية تكتفي بالأقوال ..!!

حديث القدس

احتجاجات الجامعات: تحولات كمية.. إلى نوعية

د. أسعد عبدالرحمن

بداية التعافي الاقتصادي في الأردن

جواد العناني

النكبة وسرديّة المخيّم الكبرى

سمير الزبن

الجامعات والإعلام ودورهما في تعزيز"الانتماءِ للقضية الفلسطينية"

تهاني اللوزي

المقاومة ونتنياهو ولعبة الوقت

بهاء رحال

القضاء على الشعب الفلسطيني

حديث القدس

النكبة مستمرة

حمادة فراعنة

"إسرائيل" عالقة بين معادلتي العجز في التقدم والعجز في التراجع

راسم عبيدات

أسعار العملات

الجمعة 17 مايو 2024 12:34 مساءً

دولار / شيكل

بيع 3.71

شراء 3.7

يورو / شيكل

بيع 4.02

شراء 4.0

دينار / شيكل

بيع 5.24

شراء 5.2

بعد سبعة أشهر، هل اقتربت إسرائيل من القضاء على حماس؟

%8

%92

(مجموع المصوتين 75)

القدس حالة الطقس