لوس أنجلوس- (شينخوا) أعلنت وكالة ((ناسا)) يوم الجمعة، أنها اختارت 13 منطقة محتملة في القطب الجنوبي للقمر كمواقع هبوط مستقبلية محتملة لمهمتها "أرتيميس 3"، وهي مشروع يهدف إلى إرسال رواد فضاء إلى القمر في عام 2025.

وقال مارك كيراسيتش نائب المدير المساعد لقسم تطوير حملة أرتميس في مقر ((ناسا)) في واشنطن إن "اختيار هذه المناطق يعني أننا أقرب بخطوة عملاقة لإعادة البشر إلى القمر لأول مرة منذ أبولو".

وذكرت ناسا أن كل منطقة من هذه المناطق تقع ضمن ست درجات من خط العرض من القطب الجنوبي للقمر، وهو منطقة يُعتقد بأن جليد الماء موجود فيها في فوهات مظللة بشكل دائم، ويمكن أن توفر تعرضا مستمرا لأشعة الشمس طوال فترة الـ6.5 يوم، وهي المدة المخطط لها لمهمة أرتيميس 3 السطحية.

وذهبت مهمات أبولو قبل أكثر من 50 عاما إلى المناطق الاستوائية من القمر، حيث توجد امتدادات طويلة من ضوء النهار، لمدة تتجاوز الأسبوعين. وقد لا يكون لدى القطب الجنوبي سوى بضعة أيام من الضوء، مما يجعل المهمات أكثر تحديا، ويقلص النافذة التي تستطيع فيها ناسا إجراء عملية الإطلاق.

وقالت سارة نوبل، رئيسة علوم القمر لمهمة أرتيميس في قسم علوم الكواكب في ((ناسا))، إن "العديد من المواقع المقترحة داخل المناطق تقع بين بعض أقدم أجزاء القمر، وإلى جانب المناطق المظللة بشكل دائم، توفر الفرصة للتعرف على تاريخ القمر من خلال المواد القمرية غير المدروسة سابقا".

ويعد الوصول إلى موارد الجليد وأشعة الشمس أمرا بالغ الأهمية للبقاء لمدة طويلة على القمر لأن ذلك يوفر مصدرا للطاقة ويقلل من الاختلافات في درجات الحرارة. وعلى عكس مهمات أبولو التي انتهت في عام 1972، تم تصميم أرتيميس لإنشاء وجود دائم على القمر وحوله.

وقال جايكوب بليشر، كبير علماء الاستكشاف في ناسا، إن "جليد الماء القمري ذا قيمة من منظور علمي وكذلك كمورد، لأنه يمكننا من خلاله استخراج الأكسجين والهيدروجين لأنظمة دعم الحياة والوقود".

وأوضحت ناسا أن المناطق المختارة توفر خيارات الهبوط لجميع فرص إطلاق مهمة "أرتيميس 3" المحتملة، قائلة إن "مواقع الهبوط المحددة مقترنة بإحكام بتوقيت نافذة الإطلاق، لذلك تضمن مناطق متعددة المرونة للإطلاق على مدار العام".

وعلاوة على ذلك، ذكرت أن كل منطقة من المناطق المختارة ذات أهمية علمية وتم تقييمها بناء على التضاريس والاتصالات وظروف الإضاءة، فضلا عن القدرة على تحقيق الأهداف العلمية.

وجاء إعلان يوم الجمعة في الوقت الذي تستعد فيه ((ناسا)) لأول مهمة من مهمات أرتيميس الخاصة بها، والتي من المقرر أن تتم حاليا بعد 29 أغسطس.

وستكون تلك الرحلة، المعروفة باسم "أرتيميس 1"، أول إطلاق لصاروخ نظام الإطلاق الفضائي الضخم التابع لـ((ناسا))، حيث سيقوم بإرسال كبسولة طاقم أوريون، دون أي رواد فضاء على متنها، إلى مدار حول القمر في مهمة تستغرق 42 يوما.

ووصل الصاروخ ومركبة أوريون الفضائية لمهمة "أرتميس 1" فوق مجمع الإطلاق 39 بي في مركز كينيدي للفضاء التابع لـ((ناسا)) في فلوريدا يوم الأربعاء.