حديث القدس

في جريدة «القدس» قبل ثلاثين عاما على الصفحة الاولى «المجلس المركزي يواصل اجتماعاته .. ومناقشات حادة حول المشاركة في محادثات السلام » وفي «القدس» بالامس وعلى الصفحة الاولى ايضا «المركزي لا امن ولا استقرار ولا سلام دون حصول الشعب الفلسطيني على كامل حقوقه»... !!
ان القضية الاساسية التي تواجهنا حول كيفية مقاومة الاحتلال هي في هذه الاجتماعات المتكررة دون الوصول الى واقع جديد او حقائق جديدة ، وفي كثير من الحالات نرى الوجوه نفسها ايضا، بينما الاحتلال يتمادى ويواصل سياسته التعسفية القائمة على التوسع الاستيطاني والتهجير السكاني، ونقرأ ان اللجنة اللوائية للتخطيط والبناء في القدس المحتلة أقرّت 3 مخططات استيطانية ستقام على اراضي العيسوية تشمل بناء ما لا يقل عن 1500 وحدة ومجمعات تجارية تطل على القدس القديمة ، كما ان قوات الاحتلال قامت بعمليات هدم واسعة في مناطق مختلفة ، واعتدى المستوطنون بالضرب المبرح على طواقم اعلامية واصيب عشرات المواطنين بالاختناق نتيجة اطلاق قنابل الغاز ضدهم، وهم يتصدون لقوات الاحتلال. وكما اصبح شبه امر يومي، قام عشرات المستوطنين باقتحام الحرم القدسي الشريف ومنعت قوات الاحتلال الشباب الفلسطينيين من دخول المسجد.
وعلى الصعيد المالي قال البنك الدولي قبل يومين ان وضعنا المالي بالضفة وقطاع غزة حافل بالتحديات بسبب تراكم الانخفاض الشديد في المعونات الدولية والقيود التي يفرضها الاحتلال، وقد تراكم على السلطة رصيد ضخم من المتأخرات المستحقة للقطاع الخاص وصندوق المعاشات التقاعدية ، مما دفعها الى صرف رواتب منقوصة لموظفيها.
اذن نحن نواجه قضيتين اساسيتين كبيرتين، الاولى هي في سياسة الاستيطان والثانية في الازمة المالية وكلا الامرين في منتهى الخطورة ومساعي القضاء على قضيتنا ووجودنا ، ولكن وللمرة الالف نكرر القول الصادق والحقيقة الاكيدة، ان ارادة شعبنا وتمسكه بحقوقه وارضه وحرصه على مستقبله وصموده الخيالي هذا، سيكون السند القوي لمقاومة الاحتلال بكل مخططاته، وسيظل باب المستقبل مشرقا وقويا وقد عانى شعبنا عبر تاريخه الطويل الكثير من هذه الحالات ، ولكنه تغلب عليها بالنهاية وتجاوزها.
تبقى ملاحظة اخيرة وهي التساؤل المستمر عن المال العربي الذي يملأ بنوك العالم وعن الموقف العربي لمقاومة مخططات الاحتلال هذه ؟!!