بقلم : حمدي فراج
على مدار خمسة أيام ، تحولت احدى أهم بقاع الاسلام والمسلمين قدسية في العالم ، الى ما تعجز الكلمات عن وصفه او حصره ، ربما لوجود الصورة المتحركة والبث المباشر المتاح لكل انسان مشاهدته على مدار الساعة وكل ساعة ، عملا بالمثل الروسي "ان ترى شيئا مرة ، افضل من ان تسمع عنه مئة مرة" .
على مدار الخمسة أيام، عرّضت اسرائيل المسجد الاقصى المبارك، الى تدنيس و تخريب وتكسير ورصاص وقنابل غاز مدمع وغاز فلفل واصابة المئات من المتعبدين ، بعضهم كسر رأسه وفقئت عينه، وبعضهم كسّرت أطرافه بالعصي والهراوات ، كما اعتقلت المئات، بعضهم سيواجه احكاما عالية بتهم إلقاء الزجاجات الحارقة ، كما أمّنت دخول نحو اربعة آلاف "داعشي" متزمت بدعوى انهم يمارسون حقهم في تأدية شعائرهم الدينية المقدسة. ساحوا وصالوا وجالوا وغنوا ورقصوا وعربدوا وهتفوا "الموت للعرب" ، فأي من الممارسات السابقة هي شعائر دينية لها علاقة بعبادة الرب ، بما في ذلك مسيرة الاعلام !!.
على الجانب الآخر، وقفت أمة المسلمين تتفرج، الا من مظاهرة هنا او وقفة هناك . لا يشتمل الحديث هنا عن المشاعر الانسانية الاخوية التي اعتملت في صدور الملايين عربا ومسلمين ومسيحيين ، ولكن على ردات الفعل الرسمية والدينية العربية والاسلامية التي كانت ستكون أبلغ لو ان ما حصل في الاقصى حصل في حديقة حيوانات مثلا ، اقتحمها وحش ضار .
نسوق ذلك لهؤلاء الفلسطينيين الذين خلال الحقبة الماضية كانوا يحذرون اسرائيل وهم يتقاسمون معها "السلام" من مغبة خطورة تحول الصراع الى صراع ديني ، اسلامي يهودي ، فها هو مسجد المسلمين "الاقصى" في القدس يحوله اليهود الدواعش واسرائيل الديمقراطية والصهيونية الامبريالية، الى ما شاهده الناس على الهواء مباشرة على مدار خمسة ايام ، دون ان يحرك احدا من حكام العرب والمسلمين ساكنا ، بل ان بعضهم اتصل مع المتطرف نفتالي بينيت وقدم التهنئة والامنيات السعيدة والبعض وعد ان يشارك في عيد "استقلال اسرائيل" منتصف ايار القادم . هؤلاء، عليهم قبل التحدث عن أمة الاسلام واسلام الامة، ان ينظروا الى علاقتهم مع اسرائيل المستندة الى تشريعهم الاسلامي الخاص، الذي يسمح لرسول الله ان يشارك في جنازة شمعون بيرس لو كان حيا .
مراسلة الجزيرة "نجوان سمري" التي لا اعرف الى اي من ديني الشعب تنتمي ، خرجت عن النص التقليدي للتغطية الاعلامية، حين اختنق صوتها الجميل بالدمع والألم، من أن هذا ليس المسجد الاقصى التي اعتادت على تغطية صلواته ، كان يعج بعشرات الاف المصلين خاصة في مثل هذا الوقت الرمضاني، اليوم كان خاويا وحزينا .
أقلام وأراء
السّبت 23 أبريل 2022 10:09 صباحًا - بتوقيت القدس
الاقصى امام أمة الاسلام واسلام الأمة

المزيد في أقلام وأراء
هذا هو الفرق بيننا وبينهم
من الدولة المدللة.. إلى المنبوذة
سلاح التظاهرات دعماً لفلسطين
مواقف دولية وتصريحات واعدة
قطع الرواتب.. دعوة لإعادة النظر !
الفرصة الأوروبية.. كيف نبني على التحولات الشعبية والسياسية في الغرب؟
الرأي القانوني في قرار الكابينيت الأخير منع عملية تسوية الأراضي في مناطق C وإلغاء إجراءات...
على هذه الأرض ما يستحق البقاء
مصطفى إبراهيم
المساعدات والمفاوضات والتهديدات
بهاء رحال
صحوةٌ بعد طول غفوة !
إبراهيم ملحم
فلسطين فرصة اقتصادية تنتظر التفعيل العربي
إن لم تكن شريكاً في الطبخة فأنت الوجبة!
إبراهيم ملحم
تطورات سياسية غير مسبوقة
حمادة فراعنة
حين تتحول الساحات إلى منصات للنضال الثقافي// من أوسلو إلى "فدائي" النشيد الوطني الفلسطيني...
توفيق العيسى
زيارة ترامب ومستقبل القضية الفلسطينية
جمال زقوت
من عامود السحاب الى عربات جدعون... الطريق غير سالك
حمدي فراج
المسارات الخاطئة.. طغيان الوسائل على الأهداف
جيمس زغبي
بين خيمة وخيمة
بهاء رحال
بين غزة وطروادة
نبهان خريشه
البنود النهائية لصفقة التبادل والتهدئة والساعات الحاسمة
حمزة البشتاوي
الأكثر تعليقاً
واشنطن تعيد النظر في تصنيف «طالبان» إرهابية

حماس: إسرائيل تضلل العالم بادعاء إدخال مساعدات لغزة

محدث:: دخول أول شاحنة مساعدات إلى قطاع غزة منذ شهرين

الحد من مخاطر التدخين في النرويج بين واقع المجتمع وطموح السياسات العامة

زامير يتوعد: سنوسّع الاجتياح ونحتل مزيدًا من مناطق قطاع غزة

الضفة تحت النار.. تفجير منازل وحرق مركبات واعتقالات

الكشف عن تفاصيل خطة إسرائيلية لإفراغ شمال قطاع غزة
الأكثر قراءة
أهم تدخلات وزارة المواصلات خلال العام الأول من تولي حكومة مصطفى مهامها

الرئيس عباس يجتمع مع رئيس الوزراء اللبناني

79 شهيدا بغزة وأنباء عن انهيار مبنى على قوة إسرائيلية

شهيدان ومصابون في قصف للاحتلال غرب دير البلح

رئيس وزراء إسبانيا يدعو لاستبعاد إسرائيل من "يوروفيجن"

قصف إسرائيلي يستهدف مركبة في عين بعال جنوبي لبنان

هجوم روسي يقتل 6 جنود أوكرانيين وسط حراك دولي لإنهاء الحرب

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%56
%44
(مجموع المصوتين 1260)
شارك برأيك
الاقصى امام أمة الاسلام واسلام الأمة