أقلام وأراء

الخميس 14 أبريل 2022 4:46 مساءً - بتوقيت القدس

سيف القدس ونزار بنات ما بعدهما ليس كما قبلهما

بقلم: حمدي فراج

الرهان على طي صفحة سفح دم نزار بنات ، رهان خاسر ، ينطوي على استقراءات خاطئة واحيانا ساذجة، لاسباب عديدة أبرزها ان الشهيد وكأن دمه قد اصبح في ذمة كل الشعب في كل اماكن تواجده، كإنسان طليعي واسع الاطلاع، مقدام يحتذى، ومعارض مؤثر يحسب له الحساب اكثر من فصائل خنعت بالجملة والمفرّق، ولذلك نال منه القتلة، ناهيك عن طريقة القتل البدائية المستجدة “العتلة” التي لم يوازها في عصرنا التكنولوجي الحديث الا “منشار” الخاشقجي.
من الاسباب ايضا ، ردة فعل السلطة العصبي المتخبطة على أكثر من صعيد ، والتي تركزت في قمع المظاهرات وسحل الناس واعتقال قامات ومعارضين ومناضلين وسيدات ومصادرة هواتف الصحفيات وافتراءات لا تصمد من على شاكلة ما قاله الناطق الامني ان المندسين بين المتظاهرين ليسوا من ملاك الامن، فلماذا لم تقم الشرطة المتواجدة بزيها الرسمي باعتقالهم او على الاقل بمنع اعتداءاتهم الوحشية على الناس.
من بين التخبطات ايضا منع المفاصل المختلفة المحسوبة على السلطة استنكار الجريمة، والتعامل معها على انها لم تقع، وذكرت الاخبار عن حالتين استنكرتا الجريمة تم وقف اصحابهما عن العمل، ما دفع الآخرين الامتناع عن الاستنكار او حتى تقديم واجب العزاء للعائلة المفجوعة، بل لقد ذهب البعض الى ما هو ابعد من ذلك بكثير، مسؤول كبير ووزير وامين عام فصيل ان يقول “شارع بشارع” ومسؤول آخر ان يفتي بترحيل كل من يعارض الرئيس، وفي مرة سابقة بضروة قتله، انهما لا يدركان ربما انهما بتصريحات من هذا القبيل يؤكدان تورط السلطة في القتل مع سبق الاصرار والترصد، ولو كان لدينا سلطة قضائية مستقلة لتم اعتقالهما ومساءلتهما قانونيا بتهمة التحريض على القتل والاحتراب الاهلي. في حين انها لم تعتقل حتى الان من أطلق الرصاص على منزل الشهيد قبيل قتله، في حين تم اعتقال معارض لانه خطب صلاة الجمعة قبيل التشييع ، كيف يتم تحويل الصلاة من عبادة الله الى عبادة الاشخاص. المظاهرات المضادة ، وكأننا امام موقفين ، الاول ضد القتل والثاني معه، والحقيقة ليست هكذا ابدا، لأن الشعب الفلسطيني الذي امتهن النضال ضد الاحتلال الاسرائيلي على مدار قرن كامل من الزمان، واحتضن العديد من ثورات التحرر العالمية في معسكراته التدريبية ، لا يمكن ولا بأية حال ان يحتضن القتل والجريمة ، الشعب التواق للحرية والذي يدفع القتل والقمع والبطش عن نفسه لا يمكن ان يكون شعبا دمويا يحتضن القتلة حتى لو كانوا من لدنه وابنائه .
لقد ناطحت السلطة خلال الاسبوعين الاخيرين بقرون من طين وسدّت آذانها بالعجين، في حين كان يجب ان تسمع كل ما يقال، بل كل ما قيل عنها بما في ذلك نزار نفسه، خاصة موضوع الفساد الممتدة قوافله من الاسمنت المصري مرورا بالبنزين المغشوش وانتهاء باللقاحات منتهية الصلاحية – البنزين المغشوش طرحها ابو مازن نفسه سببا لتقديم استقالته امام التشريعي عندما قدم استقالته كرئيس للوزراء – .
خلال الاسبوعين الماضيين من مقتلة نزار ، بدت معظم سلوكيات السلطة واعلامها الرسمي تعكس مأثورنا الشعبي “يكاد المريب يقول خذوني” .

شارك برأيك

سيف القدس ونزار بنات ما بعدهما ليس كما قبلهما

المزيد في أقلام وأراء

الشرق الأوسط ..رقعة شطرنج تحركها الولايات المتحدة كما تشاء

حديث القدس

نار داعش وجنة إسرائيل

حمدي فراج

"اسرائيل" وهزالة الرد على الرد

راسم عبيدات

الرفض الأميركي لفلسطين

حمادة فراعنة

إسرائيل بين حرب غزة والرد على إيران.. أولوية أم تكتيك مدروس؟

سماح خليفة

حماية هويتنا العربية الأميركية

جيمس زغبي

كيف تبدو “الحرب ضد غزة” بعيون اسرائيليين بارزين؟

د. أسعد عبد الرحمن

مساومة أميركية اسرائيلية على دماء الفلسطينيين

حديث القدس

أمريكا تريدها وهماً تفاوضياً وإسرائيل تسعى لمنعها واقامة الدولة الواحدة اليهودية العنصرية

مروان أميل طوباسي

من يردع عصابات المستوطنين ومن يحمي شعبنا؟

بهاء رحال

في معاني الليلة الإيرانية

أحمد جميل عزم

"اسرائيل" ومأزق الرد وعدم الرد

راسم عبيدات

دعوات الصقور لضرب إيران الآن مخطئة

مارك شامبيون

جرائم ضد الإنسانية

حديث القدس

تحذيرات بايدن والفعالية المنقوصة--

حسن ابو طالب

ازدواجية ليست مفاجئة... ومستمرة---

بكر عويضة

رغم نفاق الاعلام الغربي .. هزمت إسرائيل...

فتحي كليب

أسباب تغيير الموقف الأميركي ودوافعه

حمادة فراعنة

حول مقولة (المسرحية) واستدخال الهزيمة

وسام رفيدي

في الذكرى السادسة والثلاثين لرحيل أول الرصاص وأول الحجارة

عباس زكي

أسعار العملات

الخميس 18 أبريل 2024 10:59 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.78

شراء 3.77

دينار / شيكل

بيع 5.34

شراء 5.32

يورو / شيكل

بيع 4.06

شراء 4.0

رغم قرار مجلس الأمن.. هل تجتاح إسرائيل رفح؟

%72

%23

%5

(مجموع المصوتين 130)

القدس حالة الطقس