أقلام وأراء

الأربعاء 13 أبريل 2022 1:58 مساءً - بتوقيت القدس

تحركات حماس وشرعية التمثيل الفلسطيني!

بقلم: محمد سلامة

يزور رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية على رأس وفد كبير دول المغرب العربي، ويطلق تصريحات سياسية باسم الشعب الفلسطيني، كما تتمتع حركته مع الجهاد وفصائل المقاومة بغزة باعترافات عربية، وهذا يأذن ببدايات مرحلة ونهايات أخرى على الساحتين الفلسطينية والعربية ومن ثم الدولية.
منظمة التحرير الفلسطينية جرى الاعتراف بها كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني في مؤتمر الرباط 1974م، وزيارة هنية لها وتصريحاته باسم الشعب الفلسطيني هي رسالة للمنظمة ولحركة فتح تحديدا بأننا نحن نمثل الشعب الفلسطيني لا أنتم، وأن الحصاد السياسي ما بعد المواجهة الأخيرة مع إسرائيل يتمثل في سحب البساط من تحت أقدام السلطة الفلسطينية، وواضح أن الدول التي حط بها باتت تقترب من رؤية حماس وأخواتها في ملف القضية الفلسطينية ليس لجهة مشروع المقاومة والتحالف مع إيران بل لجهة الاعتراف بها كممثل للشعب الفلسطيني.
حماس وأخواتها يتمتعن باعترافات إقليمية مثل إيران وتركيا وباعتراف دولي مثل روسيا ومحدود من بريطانيا كما أن فرنسا بمواقفها ليست بعيدة عنهما، والرباعية الدولية تشترط عليهما الاعتراف باسرائيل مقابل الاعتراف بهما كممثل للشعب الفلسطيني، وجولات هنية إلى المغرب العربي تصب في هذا الاتجاه، مما يعني أن سكة السلام يصعب بلوغها دون هذه القوى الفلسطينية الصاعدة سياسيا وامنيا.
إسرائيل تدرك أن حماس وأخواتها يرغبن بنزع الشرعية عن منظمة التحرير وان البدايات يجب ان تكون من البوابة العربية، وأن الاعتراف بهما مرتبط بمنع الرئيس عباس من الذهاب إلى طريق السلام، وبعبارة أخرى نزع الاعتراف بشرعيته في تمثيل الشعب الفلسطيني، وامتلاكهما للقوة الأمنية والاستفراد بحكم غزة، ووجودهما على الأرض في الضفة الغربية، وادراك أوروبا وأمريكا أن تحقيق ألسلام يتطلب موافقة جميع الفصائل الفلسطينية..هذه الأمور وغيرها تدفعنا إلى القول أن حماس أليوم تريد انتزاع تمثيل الشعب الفلسطيني من منظمة التحرير الفلسطينية.
حماس وأخواتها يستثمرن في المواجهات المتكررة مع إسرائيل سياسيا وديبلوماسيا، وحتى ماليا، وحال فلسطين كحال بقية الدول العربية المنفلتة أمنيا، فالمعركة بالنسبة اليهن هو انتزاع الشرعية في تمثيل الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، وقراءة متانية في تصريحات السيد هنية تجدها في هذا السياق، ولا يخفى هذا على قيادة المنظمة وحركة فتح ورئيسها عباس، وعدم الحراك الإقليمي والدولي يفتح الطريق أمام فصائل المقاومة لتشكيل منظمة تحرير بديلة للمنظمة الحالية أو دخولها والسيطرة عليها، وهذا ما تحاول السلطة الفلسطينية منعه وتحذر منه، فالركون إلى الموقف الأمريكي والاوروبي لا يمكن البناء عليه خاصة أن إسرائيل ترفض الذهاب إلى مفاوضات الحل النهائي دون مشاركة فصائل المقاومة بغزة وتتذرع بأن السلطة تمثل جزءا من الشعب الفلسطيني وليس كله .
حماس قادمة بمشروعها السياسي والأمني على حساب حركة فتح ومشروعها، والمعركة في تمثيل الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، فمنظمة التحرير تواجه قوى صاعدة وراغبة في تحييدها أو دخولها والامساك بها، وبكل الأحوال فإن قيادة فتح مطالبة بالتحرك اليوم وقبل فوات الأوان لتكريس شرعية المنظمة في تمثيل الشعب الفلسطيني.
عن “الدستور” الأردنية

شارك برأيك

تحركات حماس وشرعية التمثيل الفلسطيني!

المزيد في أقلام وأراء

يوم الانحياز للحق والعدل

حديث القدس

أقل الكلام..."بنيامين" إذ يقاتل بأظافره!

إبراهيم ملحم

هل نحن على أعتاب عصر الرقابة الذهنية؟ تداعيات زراعة الشرائح الإلكترونية في الدماغ البشري

صدقي أبو ضهير

الإدارة الأمريكية والخطوات العملية لتوطين اللاجئين الفلسطينيين

حمزة البشتاوي

«فيتنام بايدن» في الجامعات الأميركية؟

جبريل العبيدي

الشهر الثامن على حرب غزة

بهاء رحال

بعد ٧٩ عاما من الإنتصار على النازية.. شعبنا بالإرداة سينتصر أيضاً

مروان اميل طوباسي

إنهاء الحرب على غزة.. معضلة يخشاها الجميع

عطية الجبارين

22 عاما على مبادرة السلام العربية وما زال العرب يستجدون

أحمد صيام

إسرائيل ترد على صفقة التبادل بعدوان متواصل

حديث القدس

احتلال معبر رفح

بهاء رحال

(كل جمعة)-- كونت لا دي نتنياهو

جواد العناني

احتجاجات الجامعات الأميركية: ماذا يفعل الفلسطينيون

مراد بطل الشيشاني

الحركة الطلابية ودورها في تعزيز الحوار والتكافل/ التضامن الاجتماعي

غسان عبد الله

فلسطين حرّة "من النهر إلى البحر"

أنيس فوزي قاسم

«رفح»... لا مفرّ؟

سوسن الأبطح

قمة البحرين.. مغادرة مربع الضعف ضرورة للأمن العربي ؟

فوزي علي السمهوري

عمليّة رفح محاولة يائسة لاقتناص إنجاز في اللحظة الأخيرة

سليمان أبو ارشيد

ما أفهمه

غيرشون باسكن

صفقة التبادل إلى اين ؟

حديث القدس

أسعار العملات

السّبت 11 مايو 2024 10:24 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.73

شراء 3.7

دينار / شيكل

بيع 5.26

شراء 5.2

يورو / شيكل

بيع 4.02

شراء 3.99

رغم قرار مجلس الأمن.. هل تجتاح إسرائيل رفح؟

%75

%20

%5

(مجموع المصوتين 245)

القدس حالة الطقس