أصيب الرئيس الأمريكي جو بايدن، أحد ابرز رموز الإبادة في غزة، مؤخرا بالكورونا، وهذا يمكن أن يكون مقدمة لإجباره على التنحي والانسحاب من الانتخابات الرئاسية، بعد حوالي ثلاثة أشهر. والكورونا، ليست الشيء السيء الوحيد الذي ضرب هذا الشخص، فقد خسر أمام منافسه الجمهوري دونالد ترامب في المناظرة التلفزيونية خسارة مدوية، رغم انه ظهر كالعادة كديك بعرف ملوّن وريش بلاستيكي وأجنحة متكسرة، وكان يحاول المبالغة في قوته، ويركض مسافة مترين، يركب العجلة مرتديا القبعة الواقية، وسرعان ما يسقط عنها، يسقط عن سلّم طائرته الرئاسية أربع مرات، ويتباهى بأكل البوظة، كما لو أنه فتى في العشرين من عمره. لكن الأهم من ذلك أن بنيامين نتنياهو بما يمثل من حكومة عنصرية فاشية متزمتة، نجح في هزيمته، وكسر رماحه الخشبية، وصدق حين كان يسّر لمقربيه أنه يضعه في جيبته الصغيرة. لقد وصل الأمر بالرئيس الخرف الهرم أن يحدد موعد الصفقة "بيوم الأثنين القادم"، وكان ذلك أسبوعاً قبل دخول شهر رمضان مطلع نيسان الماضي، ثم أتبعها بأنه نظر إلى ساعة يده، للتأكيد أن الصفقة قادمة خلال ساعات، وأخيرا "إعلان بايدن" المستند إلى مقترح إسرائيلي، وهذا كله مصحوب بزيارات عديدة لمعظم وزرائه وكبار مستشاريه، ولكن كل هذه الجهود ذهبت أدراج الرياح، كما ذهب بالضبط الميناء العائم الذي قرره ليكون بديلا عن معابر ادخال المساعدات الغذائية والدوائية لأكثر من مليوني إنسان في قطاع غزة، وها هو العدوان الإبادي يستمر ويتواصل قصفا،ً وتدميراً، وتقتيلاً، وتجويعاً للشهر العاشر، وفي انتظار ذهاب بايدن ومجيء ترامب.
ولكنها غزة، أطفالها بالتحديد الذين قوّضوا بايدن كوجه إجرامي عجوزي ثعلبي كالح، وحفروا نهاياته كزعيم صهيوني أمريكي مفاخر بالعمل السياسي خمسين سنة. خرّت عند أقدامهم، ودمائهم، وبكائهم، وجوعهم، وخوفهم في أقل من عشرة أشهر، فإذا انسحب، يكون قد أجبر على الانسحاب، وإذا كابر واستمر في الصلف والعناد، سقط في الانتخابات أمام ترامب، الأسوأ منه، والذي أدين بثلاثة وثلاثين جناية، بعضها يندى لها الجبين، خاصة تلك المتعلقة بالممثلة الإباحية التي كانت أشرف منه، لأنها رفضت رشوتها وشراء صمتها. وأخيراً أدين برصاصة كادت تطيح برأسه فأطاحت بأذنه، وبدلاً من أن يندد بالعنف المستشري داخل إمبراطوريته، جاء يهدد المقاومة باطلاق سراح الأسرى الذين تحتجزهم، قبل أن يتسلم الحكم، "وإلا".
الصهيونية غير المرتبطة بالدين، كما عبر بايدن أكثر من مرة عن صهيونيته المسيحية، أو مسيحيته الصهيونية، امتدت لصهيونية ماكرون الفرنسية وصهيونية سوناك البريطانية، وبالتأكيد ستطول صهيونية عربية وإسلامية، تجلت في مواقف هؤلاء "الأخوة" الممتدة من الصمت، إلى التواطؤ، إلى الانحياز فيما يحصل من عدوان إباديّ، ستطولهم بالتأكيد حرمة وحرقة أطفال غزة، ما يمكن التعارف عليه باللعنة الغزاوية التي ستطارد أخضرهم ويابسهم في كل أوان ومكان، كما طاردت روما حارقها "نيرون" قبل حوالي ألفي سنة.
..........
إذا انسحب بايدن يكون قد أجبر على الانسحاب، وإذا كابر واستمر في الصلف والعناد، سقط في الانتخابات أمام ترامب، الأسوأ منه، والذي أدين بثلاثة وثلاثين جناية، بعضها يندى لها الجبين.
أقلام وأراء
السّبت 20 يوليو 2024 9:44 صباحًا - بتوقيت القدس
اللعنة الغزاوية .. أخضر بايدن ويابس العرب

تلخيص
دلالات
المزيد في أقلام وأراء
غياب غزة عن دراما رمضان: تقصير أم تغييب متعمد؟
بهاء رحال
الوحدة الوطنية الشاملة هي الحل الأوحد لكل مشاكلنا
نعمان توفيق العابد
ردّ على دعوة جرشون باسكين.. بين بناء الثقة وتنامي مظاهر الاستعمار البشع
مروان إميل طوباسي
مسلسل إرهاب الاحتلال في الضفة لا يتوقف.. فكيف يكون الرد؟
محمد علوش
النظام الدولي الجديد.. والدولة الفلسطينية
محمد المصري
الأكراد ضحايا الجغرافيا
رمزي الغزوي
هل يقلب ترامب الطاولة على نتنياهو؟
رشاد أبو داود
إلغاء اتفاق أوسلو
حمادة فراعنة
التفاوض مع حماس.. لماذا أقدم ترامب عليه ولماذا قبلت الحركة؟
عريب الرنتاوي
أهداف ترامب من التفاوض المباشر مع حماس
بقلم : محمد غازي الجمل
سوريا أمام المخاطر
عمرو الشوبكي
بالونات اختبار أمريكية
بهاء رحال
لجنة ثنائية القومية لبناء الثقة
جيرشون باسكين
غزة بين التهجير والصمود
رام الله - "القدس" دوت كوم
ماذا يجري في الضفة !
ابراهيم ملحم
اجتماع عمّان الخُماسي ، يتزامن مع مخاوف تقسيم سوريا
كريستين حنا نصر
لجنة ثنائية القومية لبناء الثقة
جيرشون باسكين
الأمريكان ملهمش أمان !
إبراهيم ملحم
حرق المساجد في فلسطين
الضفة الغربية المحتلة في عين العاصفة
الأكثر تعليقاً
إلغاء اتفاق أوسلو

في سابقة قد تكون الأولى من نوعها في القدس.... المحكمة المركزية تصادق على مخطط بناء 20 شقة بدون ترخيص
الشيخ يشارك في اجتماع بالدوحة لبحث خطة إعمار غزة
التفاوض مع حماس.. لماذا أقدم ترامب عليه ولماذا قبلت الحركة؟
بن سلمان يبحث مع روبيو الأوضاع في غزة وسورية واليمن
أ.د. أبو كشك يتبنى التعليم الجامعي للطلبة الأيتام في مدرسة المعهد العربي ويتعهد بمتابعة المبدعين
لجنة ثنائية القومية لبناء الثقة
الأكثر قراءة
ترامب يستخدم كلمة "فلسطيني" كاهانة للمرة الثانية
الشرطة الإسرائيلية تعتقل 40 عاملا من الضفة خلال مكوثهم داخل أراضي الـ48
رام الله: هدم معرضي مركبات وإضرام النيران في كراج سيارات

ترامب: لا أحد يريد طرد الفلسطينيين من غزة

في سابقة قد تكون الأولى من نوعها في القدس.... المحكمة المركزية تصادق على مخطط بناء 20 شقة بدون ترخيص
إمهال نتنياهو 24 ساعة لإلغاء قرار قطع الكهرباء عن غزة
الجيش الإسرائيلي يعثر على 90 نفقا في محور فيلادلفيا

أسعار العملات
الخميس 13 مارس 2025 1:56 مساءً
دولار / شيكل
بيع 3.65
شراء 3.64
دينار / شيكل
بيع 5.15
شراء 5.13
يورو / شيكل
بيع 3.97
شراء 3.96
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%54
%46
(مجموع المصوتين 824)
شارك برأيك
اللعنة الغزاوية .. أخضر بايدن ويابس العرب