أقلام وأراء
الأحد 18 فبراير 2024 9:32 صباحًا - بتوقيت القدس
شو يعني تكنوقراط؟

في ظل جريمة الإبادة, تعود الدعوة لتشكيل حكومة تكنوقراط حتى اصبح المصطلح مبتذل في السياق الفلسطيني وخرج عن تعريفه النظري او العملي وهنا يهدف مقال اليوم لإعادة تعريف التكنوقراط ووضعه في السياق الفلسطيني لمحاولة الإجابة عما تحتاجه فلسطين في هذه المرحلة.
في العام 1919، فكر المهندس هنري سميث أن تخصصه الجامعي والمهني قد يكون فعالاً وأكثر اهمية من انتمائه السياسي وهو عضو بالكونغرس الأمريكي الديمقراطي فكتب مقالاً في مجلة "الإدارة الصناعية " بعنوان "التكنوقراط: طُرق ووسائل كسب الديمقراطية الصناعية"، ويعتقد أن هذه كانت أول مرة يستخدم فيها هذا المصطلح, ثم عام ١٩٣٢, أسس كل من المهندس هوراد سكوت وعالم الجيولوجيا ماريون كينغ هوبرت حركة اسمها "حركة التكنوقراط" أي شركة تكنوقراطية واقترحا استبدال الأموال بشهادات الطاقة، أي أن يصبح المهنيون واولي الالباب هم أصحاب السلطة ليوجهوا اقتصاد الدولة لتصبح دولة منتجة، وليقضوا على العجز المادي والديون والبطالة بأفكارهم العلمية أي راس مالهم كان الأفكار والرؤية لتطبيق هذه الحلول! وهذا لب الموضوع في فهم هذا المصطلح.
لغويا, "تكنو" أي التقني والمهني و"قراط" أي النخبة ومن هنا التعريف ان من يتقلد المنصب الحكومي هو التقني صاحب المعرفة من النخبة, وتعريف النخبة هنا لا يرتبط بالطبقة الاجتماعية علئ أساس مادي بل يرتبط بمهنية هذه الفئة ومعرفتها.
الفهم البسيط في الدعوة لتشكيل حكومة تكنوقراط هو تشكيل حكومة كفاءات بغض النظر عن الانتماءات السياسية والحزبية، أي اختيار وزراء ورئيس وزراء على أساس خبراتهم في مجالات معينة سواء علمية أو تقنية، دون الالتفات لانتماءاتهم السياسية. في الأنظمة الديمقراطية يتم اختيار الوزراء على أساس تمثيل أحزاباً سياسية معينة تفرزها الانتخابات، عندما يتعلق الأمر بتشكيل حكومة تكنوقراط، توضع الحسابات والتقسيمات السياسية على جنبٍ، ويكون التركيز على العلم, الخبرة, الكفاءة والتخصص والمقدرة العملية.
كلمة تكنوقراط لا تعني المال ! لا تعني شبكة علاقات عامة ولا تعني الفهلوة ولا تعني العالم او الاكاديمي المتقوقع بين الكتب وجدران المكتبات, التكنوقراط هو المتخصص صاحب المعرفة والفعال, من لا يكتفي بالتشخيص بل يملك القدرة على طرح الحلول وتقديم الأفكار. حكومة تكنوقراط اي تطبيق المنهج العلمي في حل المشكلات الاجتماعية والأزمات، من خلال تقديم حلول للتحديات بمختلف القطاعات. فلسطين تحتاج لأصحاب الحكمة المنعكسة من الواقع والعلم والتجربة معا ولكن ليس بطريقة الاقتباس, يكفي اقتباس! تجربتنا نوعية وليس من الضروري اسقاط تجارب الدول الاخرى متوقعين النجاح!
منصب رئيس الوزراء في فلسطين هو ابتكار امريكي جاء لتقليص صلاحيات الرئيس أي السلطة التنفيذية العليا, في الواقع ومنذ تعيين اول رئيس وزراء لم تتحقق هذه القاعدة. في السياق الفلسطيني, التكنوقراط يحتاج لمهارة في التفكير النقدي والتحليل المنطقي المرتكز على المصلحة الوطنية وتكريس فكرة الوحدة وتوحيد الرواية الفلسطينية واثبات ان غزة جزء لا يتجزأ من فلسطين لا بل انها العمود الفقري في أي مرحلة مستقبلية, هنا نحتاج للمختصين في الإدارة والهندسة والثقافة والطاقة والمياه والمناخ والادب والعلوم من الطب الى العلوم السياسية/العلاقات الدولية، السياسة العامة أو القانون الدولي والتفكير الاستراتيجي لإدارة الاعمال لمواجهة التحديات تحت الاحتلال.
تكليف رئيس وزراء جديد لتشكيل حكومة تكنوقراط "تحت الاحتلال", نحتاج لمن ينتمي لفلسطين وليس بالضرورة لفصائل منظمة التحرير, الانتماء يجب ان يكون فلسطيني بامتياز على المستويين الماكرو والمايكرو، مطلوب التكنوقراط الذي يقدم أفكار وحلول للخروج من الوضع الراهن الذي فرضه علينا الاحتلال. مطلوب ان يتم تقديم برنامج واضح فيه خطط تتضمن أفكار وحلول واقعية لمواجهة الازمات بعيدا عن الفهلوة والعلاقات العامة المفرغة من الحقيقة:
نتحدث عن الوزارات السيادية أيضاً! نتأمل أن يكون قادراً على تشكيل مجلس كامل جديد قوامه الفكر والفكرة ونرفض التبريرات حول جدارة بعض الوزراء الحاليين وعدم ضرورة استبدالهم، فالتغيير صحي ومع الاحترام والتقدير لكل الوزراء، هناك كفاءات وأفكار جديدة لا بد من استثمارها. في ظل غياب المجلس التشريعي ستكون اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير مرجعية هذه الحكومة ولا ننسى صلاحيات الرئيس بمقتضى المادة ٤٣ التي تمنحه السلطات التشريعية، نتمنى من هذه المرجعية أن تدعم تشكيل حكومة جديدة من الوزراء الشباب وأصحاب الخبرات والكفاءات بغض النظر عن الانتماءات الحزبية وفي كافة الوزارات والسيادية منها، فالأساس أن يحدد الاختصاص والكفاءة أهلية الشخص لتولي منصب عام وليس انتماءه السياسي فقط، الوزارة تكليف وليس تشريف وهذه قاعدة مقدسة يجب تكريسها.
أن صياغة كتاب التكليف دقيقة وشاملة في ظل الوضع الراهن من الانقسام السياسي، وتراجع الدعم الدولي والضغط الأمريكي واستمرار المعاناة الشعبية، في ظل جريمة الإبادة وسياسات التهجير ومحاولة حرمان الشعب من حق تقرير المصير, نتأمل من الحكومة القادمة أن تتمكن من تحقيق أولويات الشعب المتمثلة بالوحدة وسيادة القانون والحريات وعدم الاكتفاء بكتاب تكليف يجتر من تجارب الماضي. أولويات عقد الانتخابات ودعم أهالي الأسرى والشهداء والجرحى وصمود المواطن مع تمكين المرأة والشباب بالتعاون بين القطاعات المختلفة وترتيب البيت الداخلي إدارياً واقتصادياً واجتماعياً حتى القدس والتحرر هي أمور بديهية ولكنها حصرت في الشعارات وهذا ما يجب تجنبه.
من سيلقب تكنوقراط, عليه ان يقدم "الأفكار" الجديدة المبتكرة المتأصلة وطنيا لمواجهة المرحلة حتى يحصل على الشرعية.
دلالات
Layla قبل 12 شهر
الشروط تنطبق عليك دكتورة . وزيرة للخارجية إنشاء الله و محمود عباس
المزيد في أقلام وأراء
هذا زمان الشد فاشتدي
مؤيد شعبان
مناورات وسط المؤامرات
حديث القدس
البائع والمشتري لــ"ريفييرا غزة"!
نبهان خريشة
ما بين جامعة بيرزيت الفلسطينية وقصر بعبدا اللبناني
راسم عبيدات
ترمب يشتري غزة.. مرتك حلوة يا جحا وبتلبق لي
حمدي فراج
الجار الإيراني
حمادة فراعنة
بصراحة.. عن سيناريوهات "اليوم التالي"
هاني المصري
العزلة الأمريكية... فرصة لبناء قوة مضادة تفرض إرادتها
د. فوزي علي السمهوري
القمة العربية وأولوية توحيد الفلسطينيين
جمال زقوت
صاحب الصوت الذهبي.. وداعاً
د. خالد جميل مسمار
لقاء اليوم في واشنطن
حمادة فراعنة
ألم الأرض: سولستالجيا فلسطينية
د.سماح جبر
هل تدفع الدول العربية ثمن اللاموقف من حرب غزة؟
د. إبراهيم نعيرات
الترانسفير سياسة إسرائيلية بعقلية كهانية
حديث القدس
الحرب على المخيمات
بهاء رحال
انقلاب ترامب وماسك.. بين الهيمنة على واشنطن وتنفيذ مخططات التصفية
مروان إميل طوباسي
أسرى الحق والباطل
حمادة فراعنة
محور الاعتدال قوي وقادر
د. أحمد رفيق عوض
الوحدة هي الرّد المُناسب لِمُخطط تهجير أهل غزة
إبراهيم فوزي عودة
تحليلات: "الهجرة الطوعية" للغزيين ستنفذ بالتجويع أو استئناف الحرب
بلال ضاهر
الأكثر تعليقاً
حارس مستوطنة "تلمون" يقتحم أطراف رام الله ويعتدي على شرطيين ويصادر سلاحيهما

مرسوم رئاسي: تعديل نظام دفع مخصصات عائلات الأسرى والشهداء والجرحى

السعدي: الاحتلال دمر مخيم جنين بالكامل وهجر أكثر من 20 ألف مواطن قسرا

الرئيس السمسار..!

تربويون يطالبونها بالعدول عن القرار.. لماذا سحبت "الأونروا" كتاب الصف الخامس؟

جامعة الدول العربية عن تصريحات نتنياهو حول دولة "فلسطينية في السعودية": انفصال تام عن الواقع

ترامب يهدد بالعودة للحرب في حال لم يتم الإفراج عن المحتجزين
الأكثر قراءة
عشية لقائه مع العاهل الأردني، ترامب يعلن أنه لن يكون للفلسطينيين حقا بالعودة إلى غزة

حارس مستوطنة "تلمون" يقتحم أطراف رام الله ويعتدي على شرطيين ويصادر سلاحيهما

ترامب يؤكد لدى استقباله العاهل الأردني على الاستيلاء على غزة وضم الضفة الغربية
عاصفة ترمب.. هل يتراجع مُطوّر العقارات أمام الرفض العالمي لطروحاته؟

مرسوم رئاسي: تعديل نظام دفع مخصصات عائلات الأسرى والشهداء والجرحى

فارس يطالب الرئيس عباس بسحب مرسوم مخصصات الأسرى والشهداء
الرئيس السمسار..!


أسعار العملات
الأحد 09 فبراير 2025 9:22 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.55
شراء 3.56
دينار / شيكل
بيع 5.01
شراء 5.0
يورو / شيكل
بيع 3.68
شراء 3.67
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%54
%46
(مجموع المصوتين 618)
شارك برأيك
شو يعني تكنوقراط؟