في قطاع غزة، بدأت تظهر فجوة عميقة، ليس فقط بين المواطنين وقياداتهم، بل وعلى نطاق أوسع مع حركة حماس نفسها. وينعكس هذا الصدع المتزايد في علاقة غزة المتوترة بشكل متزايد مع العالم العربي والإسلامي، وهي ديناميكية تظهر بشكل بارز في خطاب وسائل التواصل الاجتماعي.

الانفصال عن المقاومة 

يواجه مواطنو غزة واقعًا صعبا حيث تؤثر تصرفات وقرارات حماس بشكل كبير على حياتهم اليومية. ومع ذلك، هناك شعور متزايد بين العديد من سكان غزة بأن استراتيجيات حماس وأولوياتها لا تتوافق دائمًا مع احتياجاتهم أو تطلعاتهم رغم حالة الكبرياء . 

وقد أدى هذا الاختلال إلى تعزيز الشعور بالغربة وخيبة الأمل بين السكان.

وبينما تتصارع غزة مع عواقب الصراع والحكم في ظل حكم حماس، يصبح الانفصال بين أجندة المنظمة ورفاهية المواطنين أكثر وضوحاً. 

إن التحديات المتمثلة في الصعوبات الاقتصادية، والأضرار التي لحقت بالبنية التحتية، والتهديد المستمر بالعنف، جعلت العديد من سكان غزة يشعرون بالإهمال وبلا صوت في القرارات التي تؤثر بشكل مباشر على مستقبلهم.

العلاقات الممزقة مع العالم العربي والإسلامي

ويوازي هذا الصدع الداخلي داخل غزة ابتعاد ملحوظ عن المجتمع العربي والإسلامي الأوسع. على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يتم تبادل ومناقشة الروايات حول محنة غزة على نطاق واسع، هناك اختلاف ملحوظ في وجهات النظر. وفي حين أن هناك تعاطفاً ودعماً واسع النطاق لسكان غزة، فإن الدور المحدد لحماس وأفعالها غالباً ما يثير ردود فعل متباينة، مما يساهم في رؤية مجزأة للوضع.

إن تعقيد الجغرافيا السياسية في الشرق الأوسط يزيد من تعقيد علاقة غزة مع الدول العربية والإسلامية. 

لقد أدت التحالفات السياسية المتنوعة والمصالح المتباينة إلى خليط من الاستجابات للوضع في غزة، حيث أعربت بعض الدول عن دعمها الصريح، بينما حافظت دول أخرى على موقف أكثر حذراً تجاه حماس.

وسائل التواصل الاجتماعي: انعكاس للروايات المنقسمة

أصبحت منصات التواصل الاجتماعي ساحات رئيسية للتعبير عن التضامن مع غزة، وكذلك للنقد والنقاش حول دور حماس في المنطقة. تعكس هذه المساحات الرقمية وجهات النظر المتعددة الأوجه والمتضاربة في كثير من الأحيان حول مأزق غزة، مما يسلط الضوء على تنوع الآراء داخل العالم العربي والإسلامي.

ويؤكد الخطاب على وسائل التواصل الاجتماعي الحاجة إلى فهم دقيق للواقع المعقد في غزة. فهو يكشف عن ضرورة معالجة ليس فقط القضايا السياسية والإنسانية، ولكن أيضًا الانقسامات الأيديولوجية والإدراكية التي تؤثر على كيفية النظر إلى غزة وحماس على المستويين الإقليمي والعالمي.

في الختام، فإن الانفصال المتزايد بين مواطني غزة وحماس، إلى جانب العلاقة المتوترة  مع العالم العربي والإسلامي، يمثل تحديًا متعدد الأوجه. ويتطلب سد هذه الانقسامات بذل جهود متضافرة لمعالجة الأسباب الجذرية للصراع، وتحسين الحكم، وتعزيز الحوار الذي ينسجم مع السرديات ووجهات النظر المتنوعة في المنطقة.