يقوم قادة النظام الإسرائيلي باتباع عدة مراحل في تحقيق (السمعة البطولية للقتل الجماعي والمجازر! ليتم تقبلها وبلعها) عبر تسويغه (دينيًا وسياسيًا...) باعتباره بأحد أشكاله دفاعًا عن النفس!
وقبل ذلك أو مترافقًا معه يشوهون الخصم بكل ما لديهم من اتهامات (داعش، نازي، إرهابي، مخرب، أغيار، حيوانات بشرية....ألخ) فيتأهب العالم لقتل "الدواعش" فلا يجد إلا الأطفال!
لكن النظام الاسرائيلي المجرم يستمر ثانيًا بطلب المدد والدعم الغربي-صاحب السوابق بالمجازر- لتحقيق الموافقة على وحشيته وضمان البراءة اللاحقة من جرائمه والدعم لمواقفه كما استجابت دول الغرب الاستعماري، ما هو مرتبط بتعصيب عيني المنفتحين فيها عن الحقائق على الأرض.
وثالثًا يقوم المجرم بجرائمه "دفاعًا عن النفس"! ودفاعًا عن الوجود، وعن القداسة المفترضة! وينكر أنها جرائم أصلا، فالقتل طال من يسميهم الإرهابيين والوحوش البشرية، رغم أن نصفهم تقريبًا أطفال.
أما رابعًا فهم يجرّمون من لا يصِم أعداءهم بالوحشية، ويجرّمون من يصمهم هم بها.
ثم خامسًا يواصلون الجرائم، فإدمان النظر قد يميت القلب! بظنهم.
وصك البراءة بالجيب فلا بأس من المواصلة حتى لو وصل القتل لعشرة آلاف إرهابي كما قالوا! وما يزيد.
أين العالم الحر؟
لقد رفض العالم كله آلة الحرب الاسرائيلية منذ زمن طويل حينما رفض ربط الأعمال الوحشية ل"إسرائيل" ب"معاداة السامية"، وحينما تجرأ على اتهامه بما اقترفت يداه بأكثر من مناسبة وخاصة من خلال عشرات التقارير للمنظمات الحقوقية الغربية والإسرائيلية والعالمية المحترمة، والآن في فصل واضح بين الدولة الإسرائيلية ويهود العالم أو الملة اليهودية.
يرفض العالم الحر خاصة بمعظم شعوبه -وإن تخاذلت عديد الحكومات- جرائم الحرب والمذابح فلم تعد الحقيقة قابلة للنكران أمام الأعين المسمّرة تشاهد مهما اجتهد الإرهابي في إطلاق أكاذبيه.
لقد عجّت ساحات العالم كله بالتظاهرات رفضًا لصمت الحكومات، وانتصارًا للإنسانية والحرية والعدالة والسلام لفلسطين والعالم.
ولننظر على سبيل المثال في تقرير للأمم المتحدة عام 2021م حيث قال عن فلسطين وغزة أن: "العنف يقتل حتى الآن العشرات بينهم أطفال ونساء حوامل وذوو إعاقة - والأمم المتحدة تدعو لهدنة إنسانية في الأرض الفلسطينية المحتلة وإسرائيل"، وفي 3/2/2023 قال الأمين العام للأمم المتحدة أن" المدنيين في غزة، بمن فيهم الأطفال والنساء، يُحاصرون منذ ما يقرب من شهر ويُحرمون من المساعدات، ويقتلون، ويُقصفون". وشدد على ضرورة وقف ذلك . ومثيل هذه التصريحات والتقارير بالمئات.
المثير حقًا وما لا يقبله العقل أن يقوم 100 طبيب إسرائيلي في (5/11/2023م) بالتوقيع على عريضة تطالب بقصف المستشفيات في قطاع غزة؟! لقد فقد هذا العالم المجنون عقله كليًا!
وبين هذا وذاك تجد من الإسرائيليين التقدميين بالعالم من يقف مع الحق والحرية، فيُعاقب بالنُكران والشطب كما حصل مع عضو الكنيست، عوفر كسيف، الذي قال "إنه لا ينبغي لعمليات القتل المروعة التي ارتكبتها "حماس" في جنوب "إسرائيل"، أن تتحول إلى ذريعة للتطهير العرقي، وإن تدمير غزة لن يعيد الضحايا، بل سيمحو ذكراهم في أنهار من دماء المدنيين الأبرياء".
وكتب عدد من الكتاب الإسرائيليين المرموقين رفضا لقتل المدنيين من الطرفين مدينين ما حصل من "حماس" لكنهم بالمقابل يرفضون الإبادة الجماعية والقتل المروع بالمذابح ضد الفلسطينيين في غزة، ومنهم كان د.(راز سيجال) الاستاذ المشارك في دراسات المحرقة والإبادة في جامعة ستوكتون، وأستاذ في دراسة الإبادة الحديثة، حيث انتقد الإبادة الجماعية الحاصلة في غزة، كما انتقد استخدام الهولوكوست بطريقة خطيرة، لتبرير العنف الجماعي الإسرائيلي ضد الفلسطينيين، وعرض كيف يستخدم السياسيون الإسرائيليون ذكرى الهولوكوست لتبرير العنف ضد الفلسطينيين.
كما انتقد د. سيجال أيضًا الرئيس الأميركي "جو بايدن" وقادة "إسرائيل" لمقارنة المجازر التي تعرض لها اليهود خلال الهولوكوست بالهجوم الذي شنته "حماس" على المدنيين الإسرائيليين في 7 أكتوبر 2023م، وتصويرهم إسرائيل كضحية تواجه النازية، حيث رأى أن السياق مختلف تماما.
في المظاهرة الضخمة في واشنطن التي دعت لها أكثر من 100 منظمة، وقدر المشاركون بها ما يقرب النصف مليون كما قال لي صديق هناك كان ما يقارب النصف من المشاركين من اليهود الأميركان، لقد سقط القناع عن النظام الإسرائيلي فلم يعد يمثل الا همجيته وفاشيته التي طلقها كل الأحرار في العالم وسيأتي يوم محاسبته ومعاقبته على جرائمه كما قال أستاذ دراسات المحرقة.
ولنردد ما كان الأحرار في العالم ومؤخرَا في واشنطن يقولون: كلنا فلسطينيون.
أقلام وأراء
السّبت 11 نوفمبر 2023 10:54 صباحًا - بتوقيت القدس
ماذا تفعل الحكومة الإسرائيلية بالعالم ؟

دلالات
المزيد في أقلام وأراء
القمة العربية ...وتشتيت الفلسطينيين
عصام أبوبكر
الجوع والنزوح ومعادلة اليأس والتفاؤل
مصطفى ابراهيم
بعد حرب الإبادة في غزة: فتح وحماس ودحلان ومأزق المشروع الوطني الفلسطيني!!
تحولات لصالح فلسطين
نريد مواقف دولية تتجاوز بيانات الشجب والاستنكار
أورشليم يا أورشليم.. ولا يتركون فيك حجراً على حجر
حين تختفي غزة من العناوين.. قراءة في أجندة الإعلام العالمي
ترمب ونتنياهو خلاف حقيقي أم سحابة صيف عابرة؟
تصدّعات داخلية في جدران الغيتو الإسرائيلي، ما الدلالات!
في غزة الناس ينتظرون مصيرهم
مصطفى إبراهيم
هل ساميتهم خير من ساميتنا ؟
أمين الحاج
غزة والإبادة جوعاً
د. جبريل العبيدي
سِــفر الآلام
نبهان خريشة
القدس تحت المجهر.. معركة وعي بلا مرجعية "بين أوسلو وعدوان أكتوبر 2023".. السياسات تصوغ مواجهة...
مالك زبلح
هذا هو الفرق بيننا وبينهم
من الدولة المدللة.. إلى المنبوذة
سلاح التظاهرات دعماً لفلسطين
مواقف دولية وتصريحات واعدة
قطع الرواتب.. دعوة لإعادة النظر !
الفرصة الأوروبية.. كيف نبني على التحولات الشعبية والسياسية في الغرب؟
الأكثر تعليقاً
واشنطن تعيد النظر في تصنيف «طالبان» إرهابية

حماس: إسرائيل تضلل العالم بادعاء إدخال مساعدات لغزة

هل ستفضي هذه الجهود الدبلوماسية المكثفة إلى هدنة حقيقية تنقذ ما تبقى من غزة؟

زامير يتوعد: سنوسّع الاجتياح ونحتل مزيدًا من مناطق قطاع غزة

الضفة تحت النار.. تفجير منازل وحرق مركبات واعتقالات

الحد من مخاطر التدخين في النرويج بين واقع المجتمع وطموح السياسات العامة

النائب راندي فاين يدعو إلى قصف غزة نوويًا كما حدث مع اليابان بعد إطلاق النار في واشنطن

الأكثر قراءة
الاحتلال يعتقل شابا خلال اقتحامه بلدات وقرى في محافظة جنين

الرئيس عباس يجتمع مع رئيس الوزراء اللبناني

مستعمرون يقتحمون مدرسة عرب الكعابنة شمال غرب أريحا

الإعلام الحكومي في غزة: تلف أطنان من المساعدات ومنع إدخالها يعمّق المجاعة في القطاع

قصف إسرائيلي يستهدف مركبة في عين بعال جنوبي لبنان

الجهود المشتركة متواصلة : وزير الشؤون المدنية يستقبل وفداً من مصلحة مياه محافظة القدس

هجوم روسي يقتل 6 جنود أوكرانيين وسط حراك دولي لإنهاء الحرب

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%56
%44
(مجموع المصوتين 1265)
شارك برأيك
ماذا تفعل الحكومة الإسرائيلية بالعالم ؟