أقلام وأراء

الثّلاثاء 07 نوفمبر 2023 9:40 صباحًا - بتوقيت القدس

المقاومة مع حائط الصد العربي

أحبط الأردن توجهات حكومة المستعمرة وبرنامج نتنياهو، التي بدت مقبولة أو على الاقل مفهومة لدى إدارة واشنطن الأكثر إنحيازاً لسياسات وبرامج حكومة اليمين السياسي الديني المتطرفة، من خلال خطوات يوآف جالنت وزير حرب حكومة المستعمرة الائتلافية، القائمة على المحطات الثلاثة بعد عملية 7 أكتوبر الإبداعية:


أولاً : القصف الهمجي لكافة مدن وأحياء ومؤسسات قطاع غزة، لتحقيق قتل أكبر عدد من الفلسطينيين، وتدمير أكبر مساحة من المنشآت والأبنية وبيوت الفلسطينيين.


ثانياً : المرحلة الثانية، الاجتياح التدريجي لقطاع غزة، بهدف تصفية قوى المقاومة المسلحة، مع استمرارية القصف وفق متطلبات المرحلة الأولى، لخدمة أغراض وأهداف المرحلة الثانية لاجتثاث المقاومة.


المرحلة الثالثة بعد إنجاز واحتلال كامل قطاع غزة، تنصيب إدارة بديلة لسلطة حماس في قطاع غزة، سواء من الفلسطينيين أو العرب ، أو حتى من أطراف دولية، تكون متفقة مع أهداف المستعمرة، والقبول بهيمنتها، والانفصال الإداري عن السلطة في رام الله.


الأردن، كما عمل على إحباط نقل الفلسطينيين من قطاع غزة نحو سيناء، اعتماداً على عاملين الأول الرفض المصري للبرنامج الإسرائيلي المقبول أميركياً، والثاني الرفض الفلسطيني الحازم من قبل أهل القطاع، وفصائل المقاومة والسلطة الفلسطينية.


سلطات المستعمرة كانت تعمل وفق اتجاهين الأول محاولات ترحيل اكبر عدد من الفلسطينيين، والثاني تنصيب سلطة متواطئة مع الاحتلال، ولذلك عمل الأردن بقوة وحزم لإحباط المشروعين، لخشيته أولاً من نجاح السيناريو في قطاع غزة، وثانياً خشيته المؤكدة من انتقال هذا السيناريو نحو القدس والضفة الفلسطينية، خشية طردهم وتشريدهم وترحيلهم نحو الأردن.


لقد نجح الأردن في إحباط المسعى الأول في قطاع غزة، وعمل على إحباط كافة مشاريع وخطوات المستعمرة نحو الانتقال للمرحلة الثالثة المتمثلة بالهدف السياسي المتضمن استبدال السلطة الفلسطينية بأي سلطة بديلة متواطئة.


لقد تمكن الأردن بناء جبهة عربية تشكلت من وزراء خارجية البلدان الخمسة التي شاركت في اجتماع عمان مع وزير الخارجية الأميركي بلينكن: البلدان الخليجية الثلاثة، العربية السعودية والإمارات وقطر، مع مصر وبمشاركة فلسطين ممثلة بعضو اللجنة التنفيذية من منظمة التحرير، الذين تمسكوا بموقف موحد يقوم على رفض الحرب واستمراريتها، ورفض حصار أهل غزة وتجويعهم، ورفض ترسيم إدارة فلسطينية بديلة.


اللقاء السداسي العربي من قبل وزراء الخارجية أثمر عن تحقيق خطوات عملية أهمها كسر تصلب حكومة المستعمرة، وتشكيل حائط صد عربي مساند لفلسطين وأهل غزة، ورفض أي طرف بديل عن منظمة التحرير.


زيارة وزير الخارجية الأميركي إلى رام الله واللقاء مع الرئيس الفلسطيني والقيادة الفلسطينية إنجاز سياسي ثمرة الجهد الأردني المدعوم بحائط الصد العربي، والإقرار أن عنوان فلسطين هو منظمة التحرير الفلسطينية، وبالتالي، تم شطب مشاريع البديل من قبل المستعمرة التي سبق وأن تفهمتها واشنطن.


عمان مع حائط الصد العربي، مع صمود المقاومة في غزة، صنعت الموقف السياسي الذي فرض التراجع الأميركي كي يتفهم الموقف العربي ويقبل به ويتعامل معه.

دلالات

شارك برأيك

المقاومة مع حائط الصد العربي

المزيد في أقلام وأراء

ملامح ما بعد العدوان... سيناريوهات وتحديات

بقلم: ثروت زيد الكيلاني

نتانياهو يجهض الصفقة

حديث القدس

هل الحراك في الجامعات الأمريكية معاد للسامية؟

رمزي عودة

حجر الرحى في قبضة المقاومة الفلسطينية

عصري فياض

طوفان الجامعات الأمريكية وتشظي دور الجامعات العربية

فتحي أحمد

السردية الاسرائيلية ومظلوميتها المصطنعة

محمد رفيق ابو عليا

التضليل والمرونة في عمليات المواجهة

حمادة فراعنة

المسيحيون باقون رغم التحديات .. وكل عام والجميع بخير

ابراهيم دعيبس

الشيخ الشهيد يوسف سلامة إمام أولى القبلتين وثالث الحرمين

أحمد يوسف

نعم ( ولكن) !!!!

حديث القدس

أسرار الذكاء الاصطناعي: هل يمكن للآلات التي صنعها الإنسان أن تتجاوز معرفة صانعها؟

صدقي أبو ضهير

من بوابة رفح الى بوابة كولومبيا.. لا هنود حمر ولا زريبة غنم

حمدي فراج

تفاعلات المجتمع الإسرائيلي دون المستوى

حمادة فراعنة

أميركا إذ تقف عارية أمام المرآة

أسامة أبو ارشيد

إنكار النكبة

جيمس زغبي

مأساة غزة تفضح حرية الصحافة

حديث القدس

بمناسبة “عيد الفصح”: نماذج لعطاء قامات مسيحية فلسطينية

أسعد عبد الرحمن

شبح فيتنام يحوم فوق الجامعات الأميركية

دلال البزري

البدريّون في زماننا!

أسامة الأشقر

تحرك الجامعات والأسناد المدني لوقف لعدوان

حمزة البشتاوي

أسعار العملات

السّبت 04 مايو 2024 11:31 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.74

شراء 3.73

دينار / شيكل

بيع 5.3

شراء 5.27

يورو / شيكل

بيع 4.07

شراء 3.99

رغم قرار مجلس الأمن.. هل تجتاح إسرائيل رفح؟

%74

%21

%5

(مجموع المصوتين 213)

القدس حالة الطقس