أقلام وأراء

الخميس 21 سبتمبر 2023 9:05 صباحًا - بتوقيت القدس

صبرا وشاتيلا : اسرائيل كانت شريكا فعالا في الجريمة والادارة الأميركية واكبتها

في مثل هذا الأيام من العام 1982 سهل جيش الاحتلال الاسرائيلي لميليشيات القوات اللبنانية التابعة لحزب الكتائب اللبناني وجيش لبنان الجنوبي البدء بارتكاب مجزرة مروعة في صبرا وشاتيلا . المجزرة استمرت لمدة ثلاثة أيام وهي 16 و17 و18 أيلول وارتقى خلالها عدد كبير من الشهداء من الرجال والأطفال والنساء والشيوخ المدنيين العزل، غالبيتهم من الفلسطينيين، ومن بينهم لبنانيون أيضا، وقدر عدد الشهداء في حينه بأكثر من 3000 شهيد من أصل عشرين ألف نسمة كانوا يسكنون صبرا وشاتيلا وقت حدوث المجزرة.


كنا قد خرجنا من لبنان وسط ضمانات وتعهدات من الادارة الاميركية بتوفير الحماية للمدنيين الفلسطينيين في المخيمات بعد أن غادرتها القوات المسلحة للمقاومة الفلسطينية . في تلك الأيام كنت قد انتقلت من بيروت فدمشق فعمان ، وكنت اليوم الأول للمجزرة قد وصلت عمان في ضيافة قسرية للمخابرات الاردنية . في ساعة متأخرة من مساء ذلك اليوم استقبلني مدير المخابرات العامة في مكتبة بعد فترة احتجاز في زنزانة لم تدم اكثر من دقائق معدودة . أخبرني نائب المدير العام للمخابرات الاردنية بوقوع الجريمة وقدم التعازي ورافقني بلطف الى الخارج حيث كانت تنتظرني سيارة نقلتني الى مكان اقامتي بعد الاتفاق على المراجعة بعد أيام ثلاثة .


بدأت المجزرة بتطويق المخيمين من قبل الجيش الإسرائيلي ، الذي كان تحت قيادة أرئيل شارون وزير الجيش آنذاك، وارتكبت المجزرة بعيدا عن وسائل الإعلام، واستخدمت فيها الأسلحة النارية والبيضاء وغيرها في عمليات التصفية لسكان المخيم، وكانت مهمة الجيش الإسرائيلي محاصرة المخيمين وإنارتهما ليلا بالقنابل المضيئة لتسهيل ارتكاب المجزرة الرهيبة


ما زالت إسرائيل ترفض الكشف عن الوثائق السرية لمجزرة صبرا وشاتيلا ، التي ارتكبتها القوات الانعزالية اللبنانية بمشاركة اسرائيلية واستمرت من 16 حتى 18 سبتمبر/أيلول 1982 خلال الاجتياح الإسرائيلي للبنان. المراسل العسكري لجريدة هآرتس زئيف شيف، أكد في مثل هذا الوقت قبل ثلاثة أعوام أنه علم بالمجزرة لدى ارتكابها وأنه اتصل بوزير الإعلام الاسرائيلي تسيبوري وأبلغه بما يجري وأن الأخير أبلغ وزير الخارجية -حينذاك- إسحق شامير ولكن إسرائيل لم تفعل شيئا. إسرائيل تتحفظ على الوثائق بغرض التستر على جريمتها وعدم إحراج الولايات المتحدة ، التي كانت هي الأخرى تعلم بها ولم تسارع لوقفها . الجريمة المروعة روى تفاصيلها الصحافي الإسرائيلي الفرنسي أمنون كابليوك في كتاب له عن الجريمة ، أكد فيه أن الصليب الأحمر جمع 3000 جثة لمواطنين قتلوا بدم بارد معظمهم من الفلسطينيين العزل على الأقل .


اليوم كما في كل عام نحيي بحزن كبير على الضحايا الابرياء هذه الذكرى ونستذكر فيها الشهداء الابرار وننعش في الذاكرة ذلك التاريخ الاسود من الاعمال الاجرامية للجيش الاسرائيلي ، التي صاحبت اسرائيل منذ قيامها عام 1948 ، دون ان نسقط بالطبع مسؤولية عملائها من الحساب .

دلالات

شارك برأيك

صبرا وشاتيلا : اسرائيل كانت شريكا فعالا في الجريمة والادارة الأميركية واكبتها

المزيد في أقلام وأراء

حملة القصف الإسرائيلية الفاشلة على غزة. العقاب الجماعي لن يهزم حماس

بقلم روبرت أ. بيب

اسرائيل تتراجع وتسعى لصفقة تبادل أسرى جديدة

حديث القدس

التهجير القسري للسكان .. الهدف المخفي للعدوان على غزه

فتحي كليب / عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين

أيها الإسرائيليون: تعالوا نتحرر معا

عيسى قراقع

نتنياهو: سقوط وشيك… بعد سقوط منطق ركيك؟

أسعد عبد الرحمن

لا عودة لما قبل 7 أكتوبر

د علي محمد فخرو

هذه الحرب الهمجية على غزة .. يجب ان تتوقف !!

حديث القدس

سقطت كل الأقنعة

المحامي إبراهيم شعبان

نتنياهو كشف كامل أوراقه

حمادة فراعنة

ماذا يفعل اهل غزة في اوقات الهدنة والحرب؟

حمزة البشتاوي

إسرائيل تبحث عن انتصار مستحيل

رندة حيدر

قوة الضعف وضعف القوة :أنموذجا إسرائيل وفلسطين

دكتور ناجي صادق شراب

الفلسطينيون... والتحالفات مع موسكو وطهران!

نبيل عمرو

إلى الشخص الذي يمكن أن يكون الزعيم القادم لفلسطين

غيرشون باسكن

الحرب الإسرائيلية الفلسطينية: كيف يؤدي انهيار القيم الأخلاقية الغربية إلى تأجيج الإبادة الجماعية

مانويل حساسيان

هزيمة ثانية ستلحق بإسرائيل

حديث القدس

جولة قتالية ثانية بدون أفاق وإنجازات

راسم عبيدات

الأولوية للأمن الوطني الأردني

حمادة فراعنة

السنوار والحزام الناسف

غسان شربل

اسبانيا تدين العدوان على قطاع غزة وتمهد للاعتراف بدولة فلسطين

المحامي علي أبو هلال

أسعار العملات

الجمعة 08 ديسمبر 2023 9:36 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.7

شراء 3.68

دينار / شيكل

بيع 5.22

شراء 5.2

يورو / شيكل

بيع 3.99

شراء 3.95

هل تستطيع إسرائيل خوض حرب طويلة في غزة؟

%22

%78

(مجموع المصوتين 495)

القدس

()