عربي ودولي

الأحد 20 أغسطس 2023 3:32 مساءً - بتوقيت القدس

الإكوادور تختار رئيسًا جديدًا وسط موجة عنف غير مسبوقة

كيتو - (أ ف ب)

يقترع الناخبون في الإكوادور الأحد في انتخابات رئاسية مبكرة بعد حملة طبعها اغتيال أحد أبرز المرشحين فرناندو فيافيسينسيو، وعلى خلفية موجة عنف غير مسبوقة مرتبطة بتجارة المخدرات التي تتوسّع في البلاد.


وتجري هذه الانتخابات بعد 12 يومًا على قتل فيافيسينسيو، الصحافي السابق الذي كان يبلغ 59 عامًا والذي جاء في المركز الثاني في استطلاعات الرأي حول نوايا التصويت، برصاص مجموعة من القتلة الكولومبيين أثناء مغادرته تجمعًا انتخابيًا في كيتو.

وشكّل اغتيال مرشّح الحزب الوسطي صدمة للبلاد كما أعاد خلط أوراق الانتخابات التي لا يبدو أن أياّ من مرشّحيها الثمانية قادر على الفوز بالغالبية المطلقة وتجنّب جولة ثانية في 15 تشرين الأول/أكتوبر.


وضربت آفة تهريب المخدّرات خلال السنوات الأخيرة الإكوادور التي عُرفت لوقت طويل بأنها واحة سلام في أميركا اللاتينية، إلى حدّ تهديد استقرار المؤسسات.


وتدخل العصابات المكسيكية المخدّرات إلى أراضيها عبر البيرو وكولومبيا، أكبر منتجي الكوكايين في العالم، فهي تقع جغرافيا بينهما. وتشهد أيضًا زيادة مقلقة في عنف العصابات.


وإن كان ساحل المحيط الهادئ بمينائه الاستراتيجي غواياكيل عُرف لفترة طويلة بأنّه بؤرة العنف في البلاد، فإن كيتو تعيش اليوم أيضًا في الخوف. إذ تضاعفت فيها وتيرة جرائم القتل على المستوى المحلّي في العام 2022، وستسجّل أرقاما قياسية هذا العام. ومنذ العام 2021، قتل أكثر من 430 معتقلا بعضهم البعض في السجون في مذابح بين العصابات المتناحرة.
بالإضافة إلى العنف الذي تشهده البلاد، ترزح الإكوادور أيضا تحت وطأة أزمة مؤسساتية حرمتها من دور البرلمان خلال الأشهر الثلاثة الماضية بعد قرار الرئيس المحافظ المنتهية ولايته غييرمو لاسو بحلّه والدعوة إلى انتخابات مبكرة لتجنّب توجيه تهم بالفساد إليه.

وقال أستاذ العلوم السياسية في جامعة "سيك" سانتياغو كاهواسكي لوكالة فرانس برس إن الناخبين في الإكوادور سيقترعون "بثلاثة مشاعر"، وهي "الخوف من انعدام الأمن والتشاؤم بشأن الوضع الاقتصادي وانعدام الثقة في الطبقة السياسية".


وسيقترع نحو 13,4 مليون ناخب في الانتخابات التي تبدأ الأحد الساعة 7,00 صباحًا بالتوقيت المحلي (12,00 ت غ) وتنتهي الساعة 17,00 مساءً (22,00 ت غ). وسينتشر العسكر والشرطة في جميع أنحاء البلاد لتأمينها.


وسينتخب الرئيس الجديد حتى أيار/مايو 2025، التاريخ الذي كان من المفترض أن تنتهي فيه ولاية لاسو.


وسيتنافس على أصوات الناخبين محامية اشتراكية، وصحافي عيّن في اللحظة الأخيرة ليحلّ محلّ صديقه الذي اغتيل، وقناص سابق من الفيلق الأجنبي الفرنسي، من بين ثمانية مرشّحين يعيشون في هاجس التعرّض للاغتيال ولم يعودوا يخرجون إلى العلن إلّا بسترات واقية من الرصاص وتحت حراسة مسلحة.


وستكون صورة فيافيسينسيو موجودة على أوراق الاقتراع لا صورة كريستيان زوريتا البالغ 53 عامًا والذي اختير مكانه، إذ إن موعد الاقتراع لم يسمح بطباعة أوراق جديدة.


وكان زوريتا الزميل والصديق المقرّب للمرشّح القتيل الذي كان صحافيا استقصائيا، جزءًا من كل التحقيقات التي قام بها فيافيسينسيو والتي سلطت الضوء على فضائح فساد ضخمة، وساهمت بالحكم غيابيًا على الرئيس السابق رافايل كوريا (2007-2017) بالسجن لمدة ثماني سنوات بتهمة الفساد، ما أجبره على الإقامة في بلجيكا.


ووعد زوريتا في حديث لوكالة فرانس برس في حال فوزه، بتطبيق برنامج صديقه المقتول لمكافحة الفساد.


وندّد حزبه السبت بـ"تهديدات بالقتل" وجهت لزوريتا أيضًا عبر مواقع التواصل الاجتماعي. فيما كتب الأخير عبر موقع X (تويتر سابقًا) "التهديدات على حياتي وعلى فريقي لن تنتهي".

ولا يزال مدبرّو عملية قتل فيافيسينسيو مجهولين، إلّا أن المرشح القتيل كان أبلغ عن تهديدات تعرّض لها من زعيم عصابة مسجون حاليًا. وكان اتّهم أيضًا أعضاء برلمان من حزب كوريا بأنهم يريدون اغتياله.


واتهّم أقارب فيافيسينسيو بمن فيهم أرملته، حزب كوريا بأنّه على الأقل كان على علم بمخطّط القتل، ولكن من دون تقديم أدلّة.


وكان الصحافي السابق معارضًا شرسًا لكوريا.


ومنافسة زوريتا هي المحامية لويزا غونزاليس (45 عامًا) المقربة من كوريا، والمرأة الوحيدة في السباق الرئاسي. وكانت متصدّرة استطلاعات الرأي حول نوايا التصويت حتّى اغتيال فيافيسينسيو.


ويأتي بعد زوريتا وغونزاليس في استطلاعات الرأي التي نشرت في أوائل آب/أغسطس، القناص السابق يان توبيك اليميني، وزعيم السكان الأصليين اليساري ياكو بيريس ونائب الرئيس السابق اليميني أوتو سونهولسنر.


وطبعت الحملة الانتخابية القصيرة ثلاثة اغتيالات أخرى.


ويصوّت الإكوادوريون أيضًا الأحد في استفتاء على استمرار التنقيب عن النفط في حديقة ياسوني الوطنية في الأمازون أو التوقف عنه.


وحديقة ياسوني الوطنية، واحدة من أكثر المواقع الحيوية تنوعا في العالم وهي موطن لثلاث من آخر مجموعات من السكان الأصليين غير المتصلة مع العالم.


ويعتبر البعض غابة الإكوادور أداة قيمة في مكافحة تغير المناخ، فيما يعتبرها آخرون حلا حيويا لتنشيط اقتصاد متعثر.

دلالات

شارك برأيك

الإكوادور تختار رئيسًا جديدًا وسط موجة عنف غير مسبوقة

المزيد في عربي ودولي

أسعار العملات

الإثنين 29 أبريل 2024 9:46 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.8

شراء 3.79

دينار / شيكل

بيع 5.37

شراء 5.35

يورو / شيكل

بيع 4.1

شراء 4.04

رغم قرار مجلس الأمن.. هل تجتاح إسرائيل رفح؟

%73

%23

%4

(مجموع المصوتين 179)

القدس حالة الطقس