الاستيطان والتوسع وتهجير الفلسطينيين لمصادرة اراضيهم، هي كلها قضايا اساسية في سياسة الاحتلال، ولا يكاد يمر يوم واحد بدون الاعلان عن توسع استيطاني او شرعنة مستوطنات عشوائية قائمة، بدون اعتراف رسمي بها.

وكان آخر هذه الاجراءات التعسفية وغير الاخلاقية او القانونية، اعلان وزير البناء والاستيطان الحاخام إسحق جولد كنوبف عن ميزانية بقيمة 115 مليون شيكل للاستيطان في جبل الزيتون او الطور في القدس الشرقية، وكان هذا الحاخام المغرق بالتطرف قد قام بجولة في المنطقة بحماية الجيش والشرطة والاجهزة الامنية المختلفة وبمرافقة مجموعة من كبار المتطرفين، وذلك لمتابعة قضايا الاستيطان التي تجري بالمنطقة.

وفي سياق الاستيطان واجراءاته فقد رفض رئيس بلدية الاحتلال في القدس ادانة اعتداءات المستوطنين شبه اليومية ضد الرهبان والقساوسة ومختلف رجال الدين بشكل عام وبالقدس بصفة خاصة، وقال ان ادانة كهذه هي من اختصاص ومسؤولية الشرطة، وكأن الادانة هي قرار رسمي وليس مجرد التعبير عن رأي وموقف قائله.

وبالاضافة لهذا الاستيطان الاجرامي، فان حرب اسرائيل ضد التعليم الفلسطيني ومؤسساته وقواعده لا تتوقف ابدا وهي تعتقد جاهلة ان سياسة كهذه ستؤدي الى تقليص الوعي الوطني لدى ابناء شعبنا، وهم بالتأكيد جاهلون، حيث ان الوعي الوطني لدى ابناء شعبنا داخل حدود 1967 مثلا، يعتبر قدوة وشعلة وطنية ضد كل ممارسات الاحتلال هذه، ولم تؤثر مناهج وكتب ومراقبة الاجهزة الاسرائيلية، في ابسط صور الوعي الوطني وانما زادته اتقادا وعنفوانا.

ان قرار هدم مدرسة عين سامية التي هي احدى الخدمات التعليمية لتجمعات بدوية في محافظة رام الله لم يفت من عزيمة شعبنا وارادته الصلبة وتمسكه الثابت والقوي بحقوقه ومستقبله، وعلى الذين لا يدركون الواقع والحقائق في القيادات الاسرائيلية، ان يستيقظوا من سبات الجهل الذي طال كثيرا لدى القيادات المتعاقبة.

ان التعليم رغم اهميته، ليس هو الوسيلة التي تعتقد اسرائيل انها قادرة على محاربة شعبنا والتضييق على مكوناته السياسية الوطنية، ونعيد القول انها جربت فرض المناهج التي تريد داخل اسرائيل نفسها، ولكن المجتمع الفلسطيني ظل صامدا قويا واعيا ومتمسكا بكل حقوقه ومستقبله، وهذا المستقبل هو لنا، سواء طال الزمن او قصر، وسواء رضيت اسرائيل بذلك او تعامت عن رؤيته.