بلغت أستراليا المضيفة نصف نهائي كأس العالم للسيدات في كرة القدم للمرة الأولى في تاريخها، بفوزها على فرنسا بركلات ترجيح دراماتيكية 7-6، بعد تعادلهما السلبي السبت في بريزبين، وضربت موعداً مع إنكلترا بطلة أوروبا التي قلبت تأخرها أمام كولومبيا إلى فوز 2-1 في سيدني.

وكانت إسبانيا أول المتأهلين إلى نصف النهائي، بفوزها الجمعة على هولندا 2-1 بعد التمديد، وتلاقي الأربعاء السويد التي واصلت نتائجها الرائعة واطاحت اليابان بطلة 2011 بنتيجة 2-1.

في المباراة الأولى، أهدرت الفرنسيات أربع ركلات ترجيحية مقابل ثلاث لأستراليا. سجّلت كورتني فاين الركلة الأخيرة، لتبقي على حلم "ماتيلداس" باحراز اللقب للمرة الأولى في تاريخهن وعلى أرضهن.

وكانت حارسة مرماها ماكنزي أرنولد قادرة على حسم الحصة، لكن تسديدتها ارتدت من القائم، وسط شد أعصاب رهيب على خط الملعب والمدرجات التي غصّت بأكثر من 49 ألف متفرّج. لكنها صدّت لاحقاً كرة كنزة دالي مرتين، بعد ان تدخّل حكم الفيديو المساعد (في ايه آر) وضبط قدميها تتحركان على الخط قبل تنفيذ الفرنسية.

تحمّلت دالي المسؤولية قائلة "أنا منهارة. هذه كرة القدم. سددّت ركلة الترجيح بشكل سيّء. لعبت مع هذه الحارسة (أرنولد) سنتين في وست هام. ليس عذراً. قلت لنفسي +ستعتقد اني سأبدّل+ لكني لم أقم بذلك. أتحمّل المسؤولية. لم أرغب في التسديد لانها تحفظني عن ظهر قلب".

تابعت "عملت معها على الركلات الحرة، تكتيك التسديد. هي الأولى التي تنصحني في ركلات الجزاء. هي حارسة مميّزة في ركلات الجزاء. ساتحمّل مسؤولية الاقصاء".

في المقابل، دفع الفرنسي هيرفيه رونار، مدرب منتخب السعودية للرجال في مونديال قطر 2022، بالحارسة سولين دوران للوقوف بين الخشبات في الركلات الترجيحية.

وكان المنتخب الفرنسي يطمح لبلوغ نصف الهائي للمرة الثانية، بعد الخسارة في المربع الأخير عام 2011.

قال رونار بعد خروج فريقه "حصل هذا الامر معي. فزت وخسرت. يجب أن نكون فخورين هذا المساء بالفتيات، لقد قدّمن مباراة استثنائية. من الصعب القول من كان يستحق الفوز أكثر، فقد تقلبت المباراة من اليمين إلى اليسار. تهانينا لأستراليا".

تابع المدرب الذي حلّ بدلاً من كورين دياكر التي دخلت في خلافات مع لاعباتها قبل النهائيات "يجب أن نبقي رؤوسنا مرفوعة والتفكير بالألعاب الأولمبية. لدينا ملعب مكتظ، دولة بأكملها ضدنا. هذه كرة القدم والقدر اختار. أعتقد اننا كنا نستحق الأفضل".

وتحقق الفوز الأسترالي رغم بقاء النجمة الأولى سامانتا كير على مقاعد البدلاء عند صافرة البداية، إذ دخلت القائدة مطلع الشوط الثاني وسجلت ركلتها الترجيحية لاحقاً.

أشاد مدرّب أستراليا السويدي توني غوستافسون بالزخم الذي أعطته كير أفضل هدافة في تاريخ المنتخب والمصابة بربلة ساقها قبل النهائيات "أصعب قرار بصراحة كان توقيت ادخال سام. كان قراراً كبيراً حتى قبل المباراة بتركها على مقاعد البديلات".

بدورها، قالت كير، لاعبة تشلسي الإنكليزي، انها لم تتوقع اللعب أساسية ضد فرنسا "عندما أصبت بربلة ساقي، كانت الخطة بأن أكون جاهزة لنصف النهائي، لكن من يدري كيف كانت النتيجة لو بدأت المباراة... لعبت 65 دقيقة واشعر بالتحسّن".

وأمام 75 ألف متفرّج في سيدني معظمهم شجعوا منتخب كولومبيا، قلبت إنكلترا تخلفها ووضعت حداً لمشوار المنتخب الأميركي المميز بالفوز عليه 2-1.

ورغم فوزها على ألمانيا في دور المجموعات، لم تكن كولومبيا، المصنّفة 25 عالمياً، مرشّحة للفوز على إنكلترا الرابعة عالمياً.

وخلافاً لمجريات اللعب، ورغم خرود قلب الدفاع كارولينا أرياس في الدقيقة العاشرة لاصابتها، وضعت ليسي سانتوس المنتخب الأميركي الجنوبي في المقدمة قبل استراحة الشوطين، بعد مجهود فردي رائع (44).

لكن "اللبؤات" عادلن النتيجة في الوقت البدل عن ضائع في الشوط الأوّل عبر لورين هيمب مستفيدة من خطأ للحارسة كاتالينا بيريس (45+7).

وفي الشوط الثاني، حجزت أليسيا روسّو بطاقة التأهل للمنتخب الانكليزي بتسجيلها هدف الفوز، بعد تمريرة من جورجيا ستانواي (63).

وافتقدت لاعبات المدربة الهولندية سارينا فيغمان المهاجمة لورين جيمس، الموقوفة مبارتين لدوسها على لاعبة خلال على الفوز على نيجيريا بركلات الترجيح في دور