استعدادات الاحتلال الاسرائيلي لتنفيذ المخطط الاستيطاني في «E1» وكذلك ما يجري في محافظة سلفيت من مصادرة المزيد من الاراضي لاقامة المزيد من المستوطنات ، وكذلك في ارجاء مختلفة من الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية ، يحمل عدة اهداف نخال ان لا احد يجهلها ، وذلك للتذكير فقط، لعله يكون تحرك من الجانب الفلسطيني في الاساس والعربي والاسلامي لمواجهة ما تقوم به دولة الاحتلال من اجراءات وقرارات واعمال قتل وبطش والمس بالمقدسات وفي مقدمتها المسجد الاقصى المبارك وتهويد القدس التي يتغنى الجميع بأنها عاصمة الدولة الفلسطينية، في حين لا يتم الدفاع عنها سوى في التصريحات والبيانات التي اصبحت لا تغني ولا تسمن من جوع ولا تهتم بها دولة الاحتلال او تأخذها بمحمل الجد ، بل على العكس من ذلك ترى فيها فرصة لها لمواصلة سياسة الضم والتوسع.
ومن ابرز اهداف ما يجري من قبل الجانب الاسرائيلي هو جعل الضفة الغربية مجرد معازل تحيط بها المستوطنات من مختلف الجهات، ومنع اي تواصل بينها ، وبعبارة اوضح الحيلولة دون اقامة دولة فلسطينية في المستقبل، بل تجمعات سكانية فلسطينية معزولة عن بعضها بعضا، وهذا الامر يحول على اقل تقدير دون قيام الدولة الفلسطينية على المدى المنظور ما دام الوضع الفلسطيني الداخلي على حاله من انقسام مدمر ألحق افدح الاضرار بالقضية الفلسطينية ، والذي تستغله دولة الاحتلال لتنفيذ مخططاتها وسياساتها في تصفية الصراع وحسمه لصالحها ولصالح المستوطنين.
كما ان الهدف من ذلك هو تنفيذ القرار الاسرائيلي بزيادة عدد المستوطنين في الضفة ليصل في غضون السنوات التي تحكم بها حكومة بنيامين نتنياهو الاكثر يمينية وعنصرية وتطرفا ، الى اكثر من مليون مستوطن ، الى جانب عمليات التطهير العرقي الذي تقوم به دولة الاحتلال وقطعان المستوطنين في العديد من المناطق، واستخدام سياسة العصا والجزرة لارغام المواطنين على الرحيل عن ارضهم وبلادهم ، إما طوعا نتيجة الانتهاكات والاجراءات والجرائم الاحتلالية التي لا تسمح لهم بالعيش ، او بالقوة باغتنام اية فرصة مواتية دولية لترحيل المواطنين كما حصل في النكبة والنكسة.
وبصريح العبارة فإن دولة الاحتلال لا تريد السلام واعلنتها اكثر من مرة بل مرات بأن الضفة بما فيها القدس هي يهودية في تزوير واضح للتاريخ وجميع الدلائل والمعطيات التي تؤكد على فلسطينية وعروبة فلسطين.
وامام هذا الواقع الذي يستهدف شعبنا وقضيتنا، فإن من يتحمل المسؤولية الاولى عن ذلك هو الجانب الفلسطيني الذي حول التناقض الداخلي الى تناقض اساسي في حين ان هذا التناقض يجب ان يكون مع دولة الاحتلال وقطعان المستوطنين.
كما ان هناك تقصير من جانب الدول العربية والاسلامية خاصة الدول التي تقيم علاقات تطبيع و«سلام» مع دولة الاحتلال التي لا تعير هذه الاتفاقات اي اهتمام ، بل على العكس من ذلك تمارس جرائمها بحق شعبنا امام هذه الدول والتي تستهدف الصغير قبل الكبير وما استشهاد الطفل محمد هيثم التميمي ، ابن العامين ونصف سوى دليل على ما تقوم به دولة الاحتلال من جرائم يندى لها جبين الانسانية.
لقد آن الأوان لتحرك فلسطيني وعربي واسلامي فاعل لصد الهجمات الاحتلالية ودعم صمود المواطنين في مواجهة ما تقوم به قوات الاحتلال وقطعان المستوطنين .
ان الضفة في طريقها للضم خاصة منطقة الاغوار وسلفيت ومنطقة «E1» وعلى الجميع تحمل مسؤولياته الوطنية والقومية ، لأن التاريخ لن يرحم احدا تقاعس عن القيام بدوره الوطني.
شارك برأيك
مخططات الاحتلال في الضفة الى أين ؟!