أقلام وأراء

الجمعة 19 مايو 2023 10:21 صباحًا - بتوقيت القدس

حروب إسرائيل... الأهداف والغايات المضمرة!!!

قد تبدو حروب إسرائيل المتتالية على قطاع غزة ذات أهداف وحاجات أمنية "للدفاع عن النفس أو لمحاربة الإرهاب الفلسطيني أو لإعادة الاستقرار والهدوء لمنطقة الجنوب، غلاف غزة" كلها أهداف معلنة تذرعت وتتذرع بها إسرائيل عند قيامها بأي هجوم على قطاع غزة. لكن هل من أهداف وغايات أكثر أهمية وأوسع مدى قد تصب في المصالح العليا للدولة اليهودية ولحيوية وجودها وتطورها ونمائها!


إن نظرة شمولية متفحصة لطبيعة هذه الحروب والسياقات التي جاءت بها والخلفيات والحسابات التي شكلت دافعا أساسيا لها تُظهر لنا بوضوح الأهداف الاستراتيجية التي سعت وتسعى إسرائيل لتحقيقها. فهي في البداية تعمل وفق معادلة مضبوطة الإيقاع ومحسوبة العواقب دونما انفعالات وهو ما يجعلها حروب تراكمية تتسع أهدافها لأبعد من ساحات المعارك وفوهات المدافع وصواريخ الطائرات، وهي مع كل جولة جديدة من الصراع تعمل على تحويل التحديات الأمنية التكتيكية لمكاسب استراتيجية تشمل العديد من الأهداف بعيدة المدى، فالاغتيالات التي تقوم بها إسرائيل لقادة مركزيين في الفصائل الفلسطينية إنما هي عملية استنزاف لها تداعياتها بعيدة المدى فهي تستهدف النواة الصلبة المجربة والمختبرة والقادرة على مقارعة الاحتلال وأجهزته الأمنية والاستخبارية ولهذه الاستهدافات آثار طويلة المدى على مجمل النضال الوطني وتطوره وهي تستهدف الردع النفسي وكي الوعي الفلسطيني مما سيترك بكل تأكيد آثارا بالغة على طبيعة الفعل النضالي، كما أن هذه الاستهدافات ستستغرق مساحة زمنية لإعادة التوازن لهذه الفصائل ولمجمل المشهد المقاوم.
وتظهر المواجهة الأخيرة كيف لعبت وتلعب إسرائيل على تفتيت الجبهة الداخلية الفلسطينية فبعد أن تحقق الانفصال الجغرافي والسياسي عملت على محاولة تمزيق ما تبقى من وحدة ميدانية بين فصائل المقاومة من خلال الإدعاء بأن الحرب تستهدف تنظيما بعينه فقد استطاعت من خلال سياسة العصا والجزرة أن تبعد جزءا هاما من ما عرف بمحور المقاومة وأبقته خارج المعركة.


أما من حيث توقيت الحرب فقد جاء مناسبا جدا للأجندة اليمينية الصهيونية، فالمجتمع الاستعماري يعاني أزمة حادة تكاد تعصف بوحدته الداخلية وقد أظهرت الشهور الماضية حجم الانقسامات وطبيعة المأزق الذي يعانيه المشروع برمته، وجاءت الحرب كفرصة ذهبية لنتنياهو لمحاولة تسجيل نقاط داخلية وإعادة سيطرة اليمين المتطرف على المشهد الداخلي الصهيوني وقد أظهرت الاستطلاعات الأخيرة هذه الحقيقة بوضوح.


وبعد توقف أصوات المدافع والطائرات نستطيع القول بأن إسرائيل استطاعت تحقيق العديد من المكاسب التي كانت حاضرة منذ اللحظة الأولى في الذهنية الصهيونية قبل الذهاب لهذه المعركة، فالتراجع الشديد لشعبية اليمين المتطرف جعل من هذه الحرب طوق نجاة سعت بكل قوة لتلقفه وإعادة تأكيد توجهاتها الإقليمية فاتفاقيات أبراهام التي فتحت الباب لدخول إسرائيل كلاعب هام في المنطقة العربية والإقليم تراجعت وتيرة تقدمها بسبب التطورات المتلاحقة على الأرض الفلسطينية بحيث أعادت مجددا الصراع المركزي للمشهد السياسي والإعلامي الإقليمي والدولي وهو ما أفقد هذه الاتفاقيات زخمها الذي تطلعت له إسرائيل، حيث إن نتنياهو قد بنى استراتيجيته لأكثر من عقدين على هذا التوجه وقد عمل بمختلف الوسائل السياسية والإعلامية والأمنية للترويج لقدرات إسرائيل وتقدمها.


وقد استطاعت إسرائيل بالفعل تحقيق مكاسب هامة على المستويين العربي والإقليمي من خلال بيع منظوماتها الأمنية المتطورة والتي تأتي أيضا ضمن السياق العام لفتح الأسواق أمام الصناعات العسكرية الإسرائيلية ولتوسيع مساحة الاستفادة من حروبها والترويج لمنظوماتها بهدف مركزي معلن منذ عقود لتوسيع دائرة الأحلاف أو ما أطلق عليه بن غوريون سياسية الأطراف القاضية بتحويل إسرائيل لدولة مركز ذات ثقل إقليمي ودولي هام.

دلالات

شارك برأيك

حروب إسرائيل... الأهداف والغايات المضمرة!!!

المزيد في أقلام وأراء

تبقى ( القدس) منارة لكل الصحف

حديث القدس

أيها المناضلون الفلسطينيون اقرؤوا تاريخكم!

توفيق أبو شومر

"إسرائيل "جابت الدّب لكرمها"...جدل وترقب"

سماح خليفة

يختلفون على آليات إبادة شعبنا

وسام رفيدي

ملفات فلسطينية أردنية

حمادة فراعنة

لا تغير استراتيجي في الموقف الأمريكي

راسم عبيدات

( شالوم )

يونس العموري

فلسطين وحدت العالم

المطران عطالله حنا

خلاف داخل الائتلاف والدم الفلسطيني في طليعة الاهداف

حديث القدس

ستة أشهر .. و النصر ليس بمن يقتل أكثر

حمدي فراج

انتصرت إسرائيل في حربها على المستشفيات

بهاء رحال

ملتقى جريدة السفير .. مقهى الذين نحبهم

حمزة البشتاوي

المؤسسة الدينية ودورها في إعلاء معايير السماء

القس سامر عازر

مستجدات الموقف الأميركي

حمادة فراعنة

عملية "كروكوس سيتي"الإرهابية أكثر من رسالة

راسم عبيدات

مفاوضات للتغطية على الحرب المستمرة‎

هاني المصري

لن تهزموا إنسانيتنا

جمال زقوت

ترحيب دولي وعربي وفلسطيني بقرار مجلس الامن ولكن !!

حديث القدس

كيف تخذل أهلَ الخندق خذلاناً عظيماً!

أسامة الاشقر

الحرب والاستيطان في الأغوار وتحدي الإرادة الدولية

سري القدوة

أسعار العملات

الخميس 28 مارس 2024 9:50 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.69

شراء 3.68

دينار / شيكل

بيع 5.21

شراء 5.19

يورو / شيكل

بيع 4.03

شراء 3.97

هل تستطيع أميركا وإسرائيل استبدال حكم حماس في غزة؟

%15

%82

%3

(مجموع المصوتين 307)

القدس حالة الطقس