لا شك بأن إحياء الأمم المتحدة أمس لذكرى نكبة فلسطين في مقرها في نيويورك وسط حضور الكثير من مندوبي الدول وفي مقدمتها الدول المناصرة لشعبنا وقضيته العادلة، هو حدث تاريخي بكل معنى الكلمة، خاصة وانه يتم للمرة الاولى من تاريخ النكبة قبل ٧٥ عاماً، كما ان لخطاب الرئيس محمود عباس بهذا الحدث الهام أهمية خاصة هو الآخر لتذكير العالم بقضية شعبنا وبالنكبة التي مضى عليها سبعة عقود ونصف دون ايجاد حل لها، بل على العكس من ذلك فإن أكثر من نصف شعبنا ما زال مشرداً ويعيش في مخيمات اللجوء بسبب هذه النكبة وبسبب المجازر التي ارتكبتها بحقه العصابات الصهيونية وأرغمته على الرحيل عن أرضه لإقامة كيانها المصطنع على أنقاض شعبنا وأرضه.
وقولنا ان ما جرى في قاعة الامم المتحدة من إحياء لذكرى النكبة بأنه حدث تاريخي هام يعود لعدة أسباب من أبرزها ان ذلك يعني بأن الامم المتحدة تعترف بنكبة شعبنا جراء إحلال دولة الاحتلال محل شعبنا وفق مؤامرة دولية كبرى وقفت وما زالت تقف على رأسها الولايات المتحدة الاميركية ومعها بريطانيا اللتان ساهمتا مساهمة أساسية في قيام دولة الاحتلال على أرضنا وتشريد شعبنا، بل وما زالتا مع دول غربية استعمارية تمدان هذا الكيان المحتل بكل مقومات وجوده على الأرض الفلسطينية.
فإحياء الذكرى في مقر الامم المتحدة هو إقرار بالنكبة وضربة قوية للولايات المتحدة وبريطانيا وغيرهما من الدول الداعمة للكيان الصهيوني الذي ألحق به هذا الحدث الهام ليس فقط ضربة موجعة، بل هو دحض لروايته التي اختلقها وأبدعها، بأن فلسطين كانت خالية من أهلها وانها كانت أرض بلا شعب، لشعب بلا أرض، وتبين من خلال تهجير شعبنا ونضاله المستمر والمتواصل لطرد الاحتلال واستعادة حقوقه الوطنية الثابتة، كذب رواية الاحتلال لتحل محلها وان في وقت متأخر الرواية الفلسطينية الحقيقية التي بدأ العالم يعي حقيقة الاحتلال الغاشم وما ألحقه بالشعب الفلسطيني من مجازر ونهب خيرات بلاده واستيطان ارضه بعد ان اقتلع القسم الاكبر من هذا الشعب من ارضه.
وقد جاء خطاب الرئيس عباس ليضع النقاط على الحروف بالنسبة لتزوير دولة الاحتلال للحقائق التاريخية التي تؤكد بأن شعبنا على أرضه فلسطين منذ الازل وسيبقى الى ان يرث الله الارض وما عليها.
وعلى الامم المتحدة التي أحيت ذكرى النكبة ان تواصل احياءها سنوياً لحين عودة شعبنا الى بلاده وتطبيق قراراتها بالعودة وتقرير المصير واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، والعمل بكل السبل على محاسبة دولة الاحتلال على جرائمها بحق شعبنا وأرضنا ومقدساتنا.
وبدون ذلك سيبقى الصراع قائماً ويهدد الامن والسلم العالميين، جراء هذا الاحتلال الذي يفلت من العقاب جراء دعم امريكا وبريطانيا والعديد من الدول الغربية الاستعمارية له، ولكن شعبنا لن يستكين حتى احقاق كامل حقوقه الوطنية الثابتة.
شارك برأيك
حدث تاريخي وخطاب هام