أقلام وأراء

الخميس 03 نوفمبر 2022 10:57 صباحًا - بتوقيت القدس

هذا هو لبنان

بقلم:حمادة فراعنة
بلا تردد، رحل الجنرال الرئيس ميشيل عون من قصر بعبدا إلى بيته العائلي في حي الرابية البيروتي.
انتهت ولاية الرئيس اللبناني مع نهاية يوم 31 تشرين اول 2022، لم ينتظر أشهر أو اسابيع أو أيام أو حتى ساعات، حتى لا يسجل التاريخ أنه خرق الدستور، و لم يلتزم بالمعايير الدستورية وأوقاتها، ورحل من القصر قبل أن تنفد ساعات ولايته الدستورية.
رحل الجنرال عون عن مكتب رئاسة الجمهورية رغم ان مجلس النواب اللبناني أخفق في أربع جلسات تشريعية في انتخاب البديل الدستوري للرئيس عون.
رحل الرئيس الجنرال، وشغر موقع رئيس الجمهورية، ولم يجد ذلك حجة و ذريعة للادعاء بضرورة البقاء في موقع الرئاسة حتى يخلص مجلس النواب إلى انتخاب رئيس جديد، فترك موقعه ، لأنه لا يحق له البقاء بعد انتهاء ولايته.
الجنرال عون، كان قائداً للجيش قبل أن ينتخب رئيساً لجمهورية لبنان، وهو جنرال مثله مثل العديد من الجنرالات، ومنهم أقل من رتبة الجنرالات، قد استولوا على السلطة في العالم العربي تحت حجج وذرائع قد تكون دوافعها صحيحة وربما مطلوبة، أو تم استعمال تلك الذرائع والاكاذيب لتغطية الاستيلاء على السلطة عبر الانقلاب، ولا استثني أحداً، واجدد القول لا استثني أحداً، سواء كانت دوافعهم وعناوينهم ومرجعية تحركاتهم وطنية أو قومية أو إسلامية أو يسارية، فهي غطاءات للبقاء في السلطة والتحكم في القرار، حتى أولئك الذين استعملوا الانتخابات أداة لاستمرارية البقاء في السلطة، وممارسة الفردية والتسلط، في إدارة النظام، باعتبارهم عباقرة مميزين عن باقي خلق اللة.
في البلدان الاشتراكية، كانت تجري انتخابات، وينجح الشيوعيون والاشتراكيون، وهزموا في الحرب الباردة أمام قوى متحفزة، و حصيلة أرقام انتخاباتهم المدبلجة، لم تحم سلطاتهم من الهزيمة، رغم ما انجزوه من مكاسب معيشية لمواطني بلادهم، ولكن غياب الديمقراطية والتعددية هزمتهم في مواجهة مؤامرات الولايات المتحدة وأوروبا والمستعمرة الإسرائيلية حيث تسللوا إلى مسامات المجتمع الاشتراكي وعبثوا فيه وفكفكوا تماسكه لانه لم يكن محصناً بقوة صناديق الاقتراع وافرازاته، وهي نفس طبيعة الانظمة غير الديمقراطية التي سقطت في امتحان الربيع العربي، ورحل حسني مبارك، وزين العابدين بن علي، ومعمر القذافي، وعلي عبدالله صالح بقرار أميركي، وهو حال صدام حسين قبلهم.
هذا هو لبنان، التعددي الديمقراطي، الذي برزت قوته وتراثه ومتانة دستوره متمثلة بما فعله الجنرال الرئيس ميشيل عون، الذي سيبقى رمزاً للاحترام والتقدير، وعنواناً لديمقراطية النظام اللبناني، الذي لن تهزمه لا المستعمرة، ولا القوى غير الديمقراطية، ولا تجويع الشعب اللبناني ودفعه نحو اليأس والفقر والحاجة.
سيبقى لبنان كما يجب، و كما نحب له الخير والتعددية والديمقراطية والاحتكام إلى صناديق الاقتراع.

دلالات

شارك برأيك

هذا هو لبنان

المزيد في أقلام وأراء

رفح بين الصفقة والحرب

حديث القدس

رحيل الطبيب والوجيه الفاضل د. جواد رشدي سنقرط

معتصم الاشهب

الاسرى الفلسطينيون في مواجهة “مخططات هندسة القهر” الإسرائيلية

اسعد عبد الرحمن

هل سيجتاح نتنياهو رفح؟

المحامي أحمد العبيدي

الدولة العميقة في أمريكا تقرر مواصلة الحروب

راسم عبيدات

رفح في مرمى العاصفة

حديث القدس

الدعم الأميركي والعقوبات على «نيتساح يهودا»

إميل أمين

مسارات الحرب في مرحلتها الثالثة

معين الطاهر

وحدة الضفتين أنموذج للفكر الوحدوي الهاشمي

كريستين حنا نصر

لماذا يقف الأردن مع فلسطين

حمادة فراعنة

"عقوبات" أمريكية مع 26 مليار دعم.. تبرئة للمجرمين وتمويه الشراكة بالإبادة

وسام رفيدي

"التخطيط للمستقبل مع قائد السعدي : استراتيجيات التغلب على الأزمات المالية للشركات الناشئة"

قائد السعدي

عالم صامت امام عدوان إسرائيل على كل معالم الحياة البشرية ..!!

حديث القدس

كأن هذه الامة استمرأت الهزائم و لم تعد تحب الانتصار

حمدي فراج

"نيتساح يهودا" ... رشوة سخيفة ونكتة سمجة في قصة هزلية

تيسير خالد

مئتا يوم على حرب إبادة غزة

بهاء رحال

يحق لحماس أن تتباهى

حمادة فراعنة

التقرير الأخير حول عمل الاونروا.. دسمه قليل وسُمه كثير

سامي مشعشع

نتنياهو ومحاولات قتل الأسرى الإسرائيليين في غزة

حمزة البشتاوي

٢٠٠ يوم على أطول عدوان ضد قطاع غزة

حديث القدس

أسعار العملات

الخميس 25 أبريل 2024 10:01 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.79

شراء 3.77

دينار / شيكل

بيع 5.37

شراء 5.34

يورو / شيكل

بيع 4.08

شراء 4.02

رغم قرار مجلس الأمن.. هل تجتاح إسرائيل رفح؟

%74

%21

%4

(مجموع المصوتين 163)

القدس حالة الطقس