حديث القدس
في كل جريمة يرتكبها جنود الاحتلال ضد أبناء شعبنا ويصل صداها العالم بأسره، تقوم دولة الاحتلال ممثلة بقيادة جيشها القاتل بتشكيل لجنة تحقيق في هذه الجريمة في محاولة منها لامتصاص ردود الفعل العالمية المستنكرة للجريمة من جهة، ولذر الرماد في العيون من جهة اخرى.
وفي جميع لجان التحقيق التي شكلتها دولة الاحتلال ممثلة بجيشها القاتل، فإن النتيجة تكون اعفاء الجنود والضباط القتلة من ارتكاب الجريمة تحت حجج ومبررات واهية، لمنع رفع قضايا ضد هؤلاء الجنود والضباط أمام محاكم دولية أو على مستوى دول معينة تحاكم على مثل هذه الجرائم.
ومنطقياً فإنه ليس من المعقول ان يكون جيش الاحتلال القاتل هو الذي يشكل لجان التحقيق ضد الضحية الفلسطينية، وهو ما يتعارض مع الاعراف والقوانين الدولية وحقوق الانسان.
وفي جريمة الشهيدة شيرين أبو عاقلة، فإن تشكيل رئيس هيئة أركان الجيش الاسرائيلي لجنة تحقيق للبحث في الجريمة، لا يمكنها ان تكون نتيجتها سوى لصالح الجنود القتلة أو الجندي القناص القاتل. فلا يجوز أن يحقق الجيش مع جنوده القتلة خاصة اذا كانت الضحية فلسطينية كالاعلامية شيرين ابو عاقلة، وان تشكيل هذه اللجنة هو لامتصاص ردود الفعل على مستوى العالم ضد قتل الصحفيين بدم بارد وهم يغطون الاحداث ونقلها للعالم بكل أمانة وصدق وموضوعية.
فعدا عن ان قتل الصحفية أبو عاقلة جاء كما هي عادة قوات الاحتلال للتغطية على جرائمهم، ولمنع نشر حقيقة هذه الجرائم أمام العالم، خاصة وان دولة الاحتلال بدأت صورتها الحقيقية تظهر أمام العالم كدولة قتل وعنصرية ضد كل ما هو فلسطيني وحتى عربي، فإن المطلوب هو تشكيل لجنة دولية محايدة لتبيان الحقيقة وعدم طمسها من قبل دولة الاحتلال.
صحيح ان دولة الاحتلال رفضت في السابق ولا تزال ترفض تشكيل لجان تحقيق دولية في جرائمها المرتكبة بحق شعبنا، إلا أن تضافر الجهود الفلسطينية الرسمية ومنظمات حقوق الانسان المحلية والعربية والعالمية وحتى منظمات من داخل دولة الاحتلال كمنظمة «بيتسيلم» يمكنها ان تجعل دولة الاحتلال، تحت الضغوطات، ان تسمح بتشكيل لجنة تحقيق دولية لتبيان الحقيقة خاصة وان الضحية هي صحفية فلسطينية وتعمل في قناة عربية واسعة الانتشار.
فلتتكاتف الجهود من اجل انصاف الشهيدة شيرين وكشف تزوير دولة الاحتلال للحقائق، خاصة وان العديد من وزراء هذه الدولة العنصرية والاكثر يمينية في تاريخ حكومات الاحتلال الغاشم دافعوا عن الجنود القتلة، وحاولوا هم وقادة من الجيش الادعاء بأن الرصاصة التي قتلت الشهيدة شيرين جاءت حسب زعمهم من جانب رجال المقاومة الفلسطينيين في محاولة لتزوير الحقيقة، غير ان هذه المحاولة باءت بالفشل لأن هناك شبه اجماع دولي على ان دولة الاحتلال هي القاتلة.
شارك برأيك
لا بد من تشكيل لجنة تحقيق دولية