Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

عربي ودولي

الإثنين 17 فبراير 2025 10:15 صباحًا - بتوقيت القدس

هل تراجع ترمب عن وعيده بـ"الجحيم".. محللون يحاولون سَبر غور النفس "الأمّارة بالتهجير"!

رام الله -خاص بـ"القدس" دوت كوم

د. حسين الديك: تراجع ترمب عن تصريحاته العدائية بشأن غزة يعكس فشله في استخدام ما يُعرف بدبلوماسية "حافة الهاوية"

د. تمارا حداد: التراجع الذي بدا في تصريحات ترمب تكتيكي لأن تنفيذ المرحلة الأولى من الصفقة يصب في مصلحة إسرائيل

سليمان بشارات: ترمب قد يكون حقق أهدافه الأساسية المتمثلة في إحداث صدمة للأطراف المعنية وإجبارهم على تعديل سياساتهم

د. عقل صلاح: الأزمة الكبرى أن ترمب كوسيط وضامن للاتفاق شجع نتنياهو على خرقه وذلك سابقة خطيرة في دور الوسطاء الدوليين

د. رائد الدبعي: ضغوط كبيرة تعرض لها ترمب من مستشاريه والحلفاء والشركاء ما دفعه لتبني موقف أكثر حذراً وتنسيقاً مع إسرائيل

سري سمور:  ترمب يعتمد على المساومة القصوى ويميل للتصعيد لكنه يتراجع إلى الدبلوماسية متى واجه مقاومة حقيقية لطروحاته

 

يثير تراجع الرئيس الأمريكي دونالد ترمب عن تصريحاته بشأن تهديد قطاع غزة تساؤلات حول ما إذا كان هذا التراجع يعني فشلاً في تنفيذ سياساته، أو أنه مجرد تكتيك يهدف إلى تحقيق مكاسب لصالح إسرائيل. 


ويعتقد كتاب ومحللون سياسيون ومختصون وأساتذة جامعات، في أحاديث منفصلة مع "ے"، تراجع ترمب لا يعد تغييراً استراتيجياً بل تكتيكياً، وأن ترمب ما زال ملتزماً بتطبيق خطط قد تؤدي إلى تغيرات جوهرية في المشهد الفلسطيني، مشيرين إلى أن الولايات المتحدة قد تنسحب من دور الوسيط المباشر في المفاوضات، ما يتيح لإسرائيل حرية اتخاذ قرارات أكثر تأثيراً على مستقبل القطاع.


ويؤكد الكتاب والمحللون والمختصون وأساتذة الجامعات أن الضغوط السياسية من الدول العربية والشعوب الفلسطينية كان لها تأثير كبير في تعديل الموقف الأمريكي، ما أدى إلى تراجع ترمب عن تهديداته المبالغ فيها، وأن هذا التغيير يعكس فشل أسلوب "دبلوماسية حافة الهاوية" الذي كان يعتمد عليه ترمب في الضغط على الأطراف المعنية لتحقيق أهدافه.


ويشيرون إلى أن المخاوف تزداد من أن تصريحات ترمب قد تكون مجرد أداة لفرض واقع سياسي جديد في غزة، حيث يعمل ترمب على تعزيز الضغوط على المقاومة الفلسطينية لتقديم تنازلات قد تؤدي إلى تغييرات في المشهد السياسي والعسكري للمنطقة.

 

تراجع ترمب عن تهديداته بسبب الموقف العربي الموحد

 

يعتقد الكاتب والمحلل السياسي المختص بالشأن الإسرائيلي د.حسين الديك أن تراجع الرئيس الأميركي دونالد ترمب عن تهديداته بشأن قطاع غزة جاء نتيجة تبلور موقف عربي موحد، مؤكداً أن الإرادة السياسية الجماعية من قبل الحكومات والشعوب العربية قادرة على كسر الضغوط والمواقف الأميركية. 


ويوضح الديك أن الولايات المتحدة، بالرغم من غطرستها، ليست قدراً حتمياً، ويمكن مواجهة سياساتها وإفشالها إذا توفر موقف عربي صارم وواضح.


ويشير الديك إلى أن تراجع ترمب عن تصريحاته العدائية بشأن غزة يعكس فشله في استخدام ما يُعرف بدبلوماسية "حافة الهاوية"، التي تقوم على ممارسة ضغوط شديدة لتحقيق أهداف سياسية. 


ويوضح الديك أن هذا الأسلوب لم ينجح أمام صلابة الموقف العربي الرافض لتصريحاته، ما أكد للعالم أن ترمب شخصية جدلية وشعبوية، وغالباً ما تصدر عنه تصريحات نرجسية غير قابلة للتنفيذ.


وفي ما يتعلق بقضية الأسرى والمحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة، يؤكد الديك أن حركة حماس أظهرت التزاماً واضحاً بالاتفاق الموقع، والذي يقضي بإطلاق سراح ثلاثة أسرى أسبوعياً وفق الخطة المحددة، مشيراً إلى أن أي خرق لهذا الاتفاق جاء من الجانب الإسرائيلي بدعم أميركي. 


ويلفت الديك إلى أن الاحتلال الإسرائيلي لم يلتزم بالشق الإنساني من الاتفاق، حيث منع دخول المعدات اللازمة لإزالة الركام، ولم يسمح بإدخال البيوت المتنقلة والخيام المتفق عليها.


ويؤكد الديك أن موافقة إسرائيل على الصفقة جاءت تحت ضغط داخلي كبير، حيث تواجه حكومة بنيامين نتنياهو ضغوطاً من أحزاب الحريديم ومن الشارع الإسرائيلي، إضافة إلى موقف المؤسسة العسكرية التي استنفدت أهدافها في غزة، ما دفع نتنياهو إلى المضي قدماً في الاتفاق رغم تردده.


وحول السيناريوهات المتوقعة لمستقبل الاتفاق، يوضح الديك ان هناك أربعة سيناريوهات محتملة: إما استكمال مراحل الصفقة كما هو مخطط، بالرغم من أن هذا السيناريو يبدو ضعيفاً بسبب مماطلة نتنياهو في إتمام المرحلة الأولى، خاصة أن المرحلة الثانية من المفاوضات لم تبدأ بعد، ويتبقى أقل من أسبوعين على انتهاء المرحلة الأولى.


أما السيناريو السيناريو الثاني وفق الديك، فيتعلق بجولة وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو في الشرق الأوسط، حيث زار تل أبيب، ثم عدداً من الدول العربية، لبحث ترتيبات جديدة تهدف إلى توسيع وتمديد المرحلة الأولى من الاتفاق. 


ويوضح الديك أن هذا السيناريو يحظى بدعم نتنياهو الذي أقنع الأميركيين به، لكن نجاحه مرهون بموقف حماس ومدى التزام إسرائيل بتنفيذ الاتفاق الأولي.


ويشير الديك إلى أن السيناريو الثالث يرتبط بالقمة العربية المقرر عقدها في القاهرة في 27 من الشهر الجاري. 

ويشير الديك إلى أن تقارير إعلامية تتحدث عن مبادرة مصرية-عربية بشأن إدارة قطاع غزة، تتضمن إدارة القطاع عبر خبراء وفنيين فلسطينيين بإشراف عربي ودولي، مع استبعاد حماس من الحكم. 


ويرى الديك أن هذا السيناريو مرجح، نظراً للرفض الفلسطيني والعربي لمخطط تهجير أهالي غزة، والمعارضة الإسرائيلية الشديدة لعودة السلطة الفلسطينية إلى القطاع.


وفي ما يتعلق بالسيناريو الرابع بحسب الديك، فإنه يرتكز على عودة العمليات الحربية في قطاع غزة بعد انتهاء المرحلة الأولى من الاتفاق. 


ويعتبر الديك أن هذا السيناريو ضعيف، مبرراً ذلك بأن إدارة ترمب تنظر إلى المنطقة من منظور الصفقات التجارية وليس الحروب، كما أن استئناف الحرب سيعيق خطط الاستثمار التي ترغب بها الإدارة الأميركية، لا سيما من دول الخليج. 


ويشير الديك إلى أن الاجتماع المرتقب بين ترمب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في السعودية قد يساهم في تعزيز التفاهمات الأميركية-العربية ويقلل فرص التصعيد العسكري.


ويؤكد الديك أن الموقف العربي الموحد والتفاهمات الإقليمية يلعبان دوراً محورياً في مواجهة السياسات الأميركية والإسرائيلية، ما يجعل من وحدة الصف العربي أداة رئيسية لحماية المصالح الوطنية والقومية في المرحلة المقبلة.

 

ترمب لم يتراجع عن خططه المبدئية لتهجير الغزيين

 

تؤكد الكاتبة والباحثة السياسية د. تمارا حداد أن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب لم يتراجع عن خططه المبدئية التي تتعلق بالتهجير القسري للفلسطينيين في قطاع غزة، بل إنه ما زال مصمماً على تنفيذ هذه الخطط. 


وتشير حداد إلى أن ترمب قد سلم القرار النهائي لتنفيذ هذه الصفقة إلى إسرائيل، معتبرةً أن الولايات المتحدة الأمريكية ستظل جزءاً من ضمان تنفيذ الاتفاقات المتعلقة بغزة، لكنها تتراجع عن دورها كصانع قرار رئيسي، وبالتالي، سيكون لدى إسرائيل الحرية في اتخاذ القرارات النهائية بشأن الصفقة، وهو ما يعكس التقاطع التام بين ترمب وفكر الحكومة الإسرائيلية، التي تسعى إلى إخراج أكبر عدد ممكن من الأسرى الإسرائيليين.


وتوضح حداد أن التراجع الذي بدا في تصريحات ترمب ليس تراجعاً استراتيجياً، بل تكتيكياً، حيث إن تنفيذ المرحلة الأولى من الصفقة، التي تتضمن إخراج الأسرى، يصب في مصلحة إسرائيل. 


وتشير حداد إلى أن هذه المرحلة قد تتمدد لفترة أطول من المتوقع، حيث تسعى إسرائيل إلى تحصيل أكبر عدد ممكن من الرهائن، بما يضمن لها أداة ضغط على الجانب الفلسطيني.


وترى حداد أن المعادلة التي يتم فرضها في المرحلة الأولى من الصفقة هي معادلة إنسانية بحتة، بحيث يتم إدخال المساعدات الإنسانية وكرفانات سكنية مقابل إخراج الرهائن الإسرائيليين، وبالتالي فإن أي تقدم نحو المرحلتين الثانية أو الثالثة من الصفقة لن يتم إلا بشروط محددة، وضعها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ومن بين هذه الشروط يبرز مطلب إخراج كبار قيادات حركة حماس من قطاع غزة، إضافة إلى ضمان أن القطاع لا يشكل تهديداً مستقبلياً للأمن القومي الإسرائيلي.


وتشير حداد إلى أن إسرائيل لا ترغب في الدخول إلى المرحلتين الثانية والثالثة من الصفقة في الوقت الحالي، وذلك بسبب الاستحقاقات الأمنية والاقتصادية التي قد تترتب عليها، مثل الانسحاب الكامل من غزة وإعادة الإعمار. 


وتلفت حداد إلى أن إسرائيل لا ترغب في إجراء عملية إعادة الإعمار بسرعة، حيث تعتبر أن المواطن الفلسطيني قد يثبت في أرضه حتى وإن كانت الإعمار مؤقتاً، مما يعزز من صموده.


وترى حداد أن الهدف الأساسي من التصعيد الأمريكي والإسرائيلي هو فرض واقع جديد في غزة، مع التركيز على المعادلة الإنسانية في مقابل إخراج الرهائن.


أما على الصعيد العربي، فتؤكد حداد أن هناك حاجة ماسة إلى خطة عربية منسقة لمواجهة المخططات الإسرائيلية والأمريكية المتعلقة بالتهجير. 


وتعتبر حداد أن الخطة العربية قد تركز على إبعاد حركة حماس عن المشهد السياسي لسحب الذرائع من اسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية، مع التأكيد على ضرورة أن تكون هذه الخطة مقبولة فلسطينيا، إقليميا ودولياً.


وتوضح حداد أن الوضع في غزة قد يؤدي إلى تمديد المرحلة الأولى من الصفقة أو إلى تشكيل مرحلة انتقالية تشبه المرحلة الأولى، في محاولة من الأطراف الإسرائيلية والأمريكية للضغط على حماس بشكل أكبر من خلال الواقع الإنساني المتفاقم. 


وتؤكد حداد أن المستقبل السياسي في غزة يظل غامضاً، وأن الوضع يتطلب تنسيقاً عربياً عاجلاً لمواجهة التحديات التي تطرأ على القضية الفلسطينية.

 

تحركات عربية وإقليمية بدأت في تقديم بدائل وخطط

 

يعتقد الكاتب والمحلل السياسي سليمان بشارات أن التصريحات المرتفعة التي أطلقها ترمب بشأن غزة تحمل في طياتها هدفاً رئيسياً لرفع السقف في إيقاع الأطراف المعنية في حالة من الصدمة بهدف إعادة ترتيب الأولويات بما يتماشى مع الرؤية الإسرائيلية الأمريكية للمنطقة. 


فترمب، بحسب بشارات، أراد من خلال هذه التصريحات إدخال متغيرات جديدة في الصراع القائم على غزة، خاصة ف يما يتعلق بمستقبل القطاع بعد الحرب، وإعادة التوازن بين القوى الفاعلة في المنطقة، وكان تهديده المفتوح بفتح "أبواب جهنم" كما وصفها، وتأكيده إمكانية تعطيل الاتفاقات إذا لم يتم الالتزام بمسارها، أداة ضغط لإجبار الأطراف على التوافق مع رؤية واشنطن.


ويرى بشارات، أن الهدف الثاني من هذا التصعيد هو تفعيل الخطاب الشعبوي الذي يلقى صدى لدى اليمين الإسرائيلي المتشدد، ما يعزز التوافق بين الموقف الأمريكي والإسرائيلي. وبذلك، أراد ترمب، علاوة على أنه يجعل الموقف الإسرائيلي متماشياً مع الرؤية الأمريكية بشكل أكبر، وهو ما يفسر تصعيد الخطاب ثم التراجع عنه بعد فترة قصيرة.


ومع التراجع الأمريكي عن بعض التصريحات، يعتقد بشارات أن ترمب قد يكون قد حقق أهدافه الأساسية التي تمثلت في إحداث صدمة للأطراف المعنية وإجبارهم على تعديل سياساتهم، وبذلك بدأت تتم إعادة ترتيب الأوراق وفقاً للرؤية الأمريكية. 


ويشير بشارات إلى وجود تحركات عربية وإقليمية بدأت في تقديم بدائل وخطط للتعامل مع الوضع المستقبلي في غزة، ما يعكس مدى تأثير التصريحات الأمريكية في إشعال ديناميكيات جديدة في المنطقة.


ويرى بشارات أن تنفيذ ترمب تهديداته أمر صعب جداً، فالفلسطينيون في غزة قد خسروا كل شيء، ولا يوجد لديهم ما يمكن أن يخسروه إذا قرروا رفض ما تطرحه الولايات المتحدة، كما أن الوضع الإنساني الكارثي في القطاع جعل من الصعب على أمريكا أن تظهر بمظهر الضعيف في مواجهة الدمار الذي خلفته الحرب.


ويعتبر بشارات أن المقاومة الفلسطينية قد أثبتت قدرتها على امتصاص الضغوط الأمريكية والإسرائيلية، حيث تعاملت بحذر وواقعية مع الأحداث من أجل تجنب منح إسرائيل أو ترمب الذريعة لاستئناف الحرب أو التصعيد. 


فالمقاومة، بحسب بشارات، تدرك أن الأمور لم تعد مجرد ردات فعل ارتجالية، بل أصبحت جزءاً من حسابات سياسية دقيقة تشمل الأبعاد الفلسطينية والدولية والإقليمية.


ويعتقد بشارات أن الوضع الحالي لا يزال غامضاً، ولا يوجد تصور حقيقي لدى الأطراف المعنية حول كيفية التعامل مع غزة بعد الحرب، وعلى الرغم من مرور أكثر من 15 شهراً على الحرب، فإن الأطراف لم تتوصل إلى حلول نهائية بشأن المستقبل السياسي للقطاع، ومع ذلك فإن هناك تصورات ورؤى تتداولها هذه الأطراف، لكنها لن تكون فعالة، إلا إذا تم التوصل إلى توافق بين جميع الأطراف.


ويوضح بشارات أن السيناريو الأكثر واقعية للمرحلة المقبلة، يشير إلى أن هناك نوعاً من التوازن بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل، بدعم من الولايات المتحدة، وفي هذا السيناريو، سيكون أي اتفاق مقترح بمثابة توافق بين المقاومة الفلسطينية والأطراف الدولية. 


أما السيناريو الآخر، بحسب بشارات، فيتمثل في السيناريو المجنون الذي قد تسعى فيه إسرائيل، بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، إلى استغلال الموقف الأمريكي المتردد للضغط على الأطراف الأخرى لتحقيق أهدافها السياسية.


ويرى بشارات أن الوضع في قطاع غزة سيظل في حالة عدم استقرار مستمر، ما دام أن الاتفاقات القائمة لن تكون ثابتة أو قابلة للتنفيذ بسهولة، ما يجعلها عرضة لتلاعب الأطراف المختلفة وإدخال تغييرات قد تفرغ الاتفاقات من محتواها، وبالتالي يظل الوضع الفلسطيني في غزة يراوح مكانه في دائرة من التصعيد السياسي، إلى أن يتم التوصل إلى توافقات حقيقية تضمن استقراراً بعيد المدى.

 

ترمب من دور الوسيط إلى طرف مباشر في الضغط

 

يعتقد الكاتب والباحث السياسي د. عقل صلاح أن الرئيس الأميركي دونالد حاول عبر تصريحاته الوعيدية ممارسة ضغوط مكثفة على المقاومة للقبول بشروط رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وبالرغم من ذلك كان ترمب يدرك أن المقاومة لن ترضخ لهذه التهديدات. 


ويشير صلاح إلى أن ترمب مارس أيضاً ضغوطاً على الوسطاء القطريين والمصريين لدفعهم إلى التأثير على المقاومة، ما أدى إلى تنفيذ الدفعة السادسة من الصفقة، لكن إسرائيل تنصلت من التزاماتها ورفضت إدخال المساعدات إلى غزة بعد ذلك.


ويؤكد صلاح أن الأزمة الكبرى تكمن في أن ترمب، الذي يفترض أنه وسيط وضامن للاتفاق، هو من شجع نتنياهو على خرقه، ما يمثل سابقة خطيرة في دور الوسطاء الدوليين، من خلال هذا الدعم المطلق لإسرائيل، ويسعى ترمب إلى إنقاذ نتنياهو من تحمل مسؤولية تعطيل الاتفاق وتحميل المقاومة المسؤولية بدلاً منه.


ويشير صلاح إلى تحوّل ترمب من دور الوسيط إلى طرف مباشر في الضغط على المقاومة، بهدف تقليص إنجازاتها السياسية والميدانية.


ويوضح صلاح أن إسرائيل رضخت للدفعة السادسة بسبب الضغوط المتزايدة من الشارع الإسرائيلي ومن إدارة ترمب، إذ يسعى نتنياهو إلى تحقيق مكاسب عبر المفاوضات لم يحققها من خلال الحرب.


ويتوقع صلاح استمرار الضغط الأميركي على المقاومة لدفعها إلى تسوية تمنح نتنياهو إنجازاً سياسياً يحفظ تماسك ائتلافه الحكومي ويوفر انتصاراً معنوياً لإسرائيل.


ويحذر صلاح من أن الدفعة السابعة من الصفقة تواجه خطر التعطيل بسبب تنصل إسرائيل من إدخال المساعدات الإنسانية، مشدداً على أن المقاومة قد ترفض استكمال الصفقة ما لم تلتزم إسرائيل ببنود الاتفاق. 

ويرى صلاح أن المرحلة المقبلة ستكون شاقة، إذ يرتبط نجاحها إلى حد كبير بتحرك الشارع الإسرائيلي للضغط على حكومته. 


ويشير صلاح إلى أن الترتيبات الأميركية لما بعد الحرب في غزة تضع المقاومة أمام تحديات كبرى، حيث لا يمكنها الاعتماد على دور الوسطاء دون ضمانات واضحة لتنفيذ الالتزامات الإنسانية المتفق عليها.

 

 

زوايا متعددة لتفسير تهديدات ترمب

 

يرى د.رائد الدبعي، رئيس قسم العلوم السياسية في جامعة النجاح الوطنية، أن تراجع ترمب عن تهديداته السابقة، التي تضمنت "فتح أبواب الجحيم" إذا لم يتم الإفراج عن جميع الرهائن الإسرائيليين بحلول يوم السبت، يمكن تفسيره من عدة زوايا.


ويعتبر الدبعي أن التهديدات التي أطلقها ترمب تتناسب مع شخصيته الشعبوية والانفعالية، فهو معروف بأسلوبه التصعيدي والمبالغ فيه في خطاباته، وبالتالي فإن تهديداته لحركة حماس كانت جزءاً من هذا النهج الذي يعتمد على الصدمة والمبالغة بهدف جذب الانتباه، دون أن يكون لديه بالضرورة خطة واقعية لتنفيذ هذه التهديدات.


ويستشهد الدبعي بتجارب سابقة لترمب، حيث أطلق تصريحات نارية ثم تراجع عنها عندما اكتشف أنها غير قابلة للتنفيذ أو عندما واجه ضغوطاً داخلية أو خارجية، فعلى سبيل المثال، خلال فترة رئاسته الأولى، كان ترمب قد أصدر تهديدات ضد كوريا الشمالية والصين، لكنه عاد لاحقاً لتغيير مواقفه بعد أن أدرك أن هذه التهديدات قد تقود إلى نتائج عكسية. 


ويرى الدبعي أن ضغوطاً كبيرة تعرض لها ترمب من مستشاريه في الإدارة الأمريكية، إضافة إلى ضغوط دولية من حلفاء وشركاء في المنطقة، خاصة في إطار الوساطة بصفقة التبادل، مما دفعه إلى تبني موقف أكثر حذراً وتنسيقاً مع إسرائيل.


ويعتقد الدبعي أن ترمب كان يسعى لتقديم نفسه كرجل إطفاء للحرائق في العالم، خاصة في ما يتعلق بالملف الفلسطيني، حيث كان قد نجح في وقف إطلاق النار سابقاً، ومن هنا، فإن انفلات الأمور في هذا التوقيت، قبل إعادة المحتجزين، يتناقض مع الصورة التي يريد أن يرسخها عن نفسه. 


ويرى الدبعي أن إسرائيل، في المقابل، اختارت أن تضع مصالحها القومية فوق أي اعتبار آخر، وهو ما يفسر موافقتها على إتمام صفقة تبادل الأسرى رغم تهديدات ترمب. 


ويعتبر الدبعي أن هذا الموقف الإسرائيلي يعكس فعالية المفاوضات غير المباشرة ورغبة حقيقية في استعادة المحتجزين، وهو ما قد يكون ناتجاً عن ضغوط داخلية من عائلات الرهائن ومن الرأي العام الإسرائيلي.


أما بالنسبة للسيناريوهات المستقبلية، فيعتقد الدبعي أن حركة حماس والجهاد الإسلامي تمتلك أسرى، خاصة الأحياء منهم، وأن المرحلة الثانية من الصفقة، التي تتضمن الإفراج عن ضباط استخبارات، قد تضع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تحت ضغط كبير. 


ويعتقد الدبعي أن نتنياهو سيبذل جهداً لتمديد المرحلة الأولى من الصفقة لكي يتجنب مناقشة قضية وقف الحرب، التي قد تؤثر على استقرار ائتلافه الحكومي، لكن الدبعي يشير إلى أنه، في النهاية، سيضطر نتنياهو إلى مناقشة المرحلة الثانية من الصفقة، والتي تتضمن وقفاً شاملاً لإطلاق النار.


وفي ما يتعلق بموقف نتنياهو من وقف الحرب، يرى الدبعي أن رئيس الوزراء الإسرائيلي لا يرغب في توقف شامل للنار، لأنه يعني خروجه من المشهد الحكومي والسياسي، لكنه في الوقت ذاته لا يمتلك الكثير من الخيارات بسبب الضغوط المتزايدة من الداخل والخارج.


ووفقاً للدبعي، ستحدد معالم المرحلة الثانية من الصفقة مجموعة من المعطيات والتطورات، بما في ذلك موقف الإدارة الأمريكية، والضغط الذي قد تمارسه على إسرائيل، إضافة إلى تطورات الميدان العسكري. 

ويشير إلى أن نتنياهو ليس اللاعب الوحيد الذي يقرر في هذه الظروف، بل سيعتمد مستقبلاً على توازنات القوة في الداخل والخارج لتحديد توجهاته.

 

شخصية ترمب تحكمها عقلية التاجر

 

يرى الكاتب والمحلل السياسي سري سمور أن شخصية الرئيس الأميركي دونالد ترمب تحكمها عقلية التاجر، حيث اعتاد طرح مطالب عالية للغاية بهدف الحصول على مكاسب تفاوضية، وهو ما انعكس على سلوكه تجاه غزة. 


ويشير سمور إلى أن هذا النهج مستمد من خلفية ترمب في قطاع العقارات، حيث يعتمد على المساومة القصوى لتحقيق أهدافه، رغم وجود مؤسسات أميركية تحد من قراراته. 


ويوضح سمور أن ترمب يميل إلى التصعيد، لكنه يتراجع إلى الدبلوماسية متى واجه مقاومة حقيقية لطروحاته، مستشهداً بتحول مواقفه من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وزعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون، حيث انتقل من التهديد إلى التقارب بعد إدراكه لصلابتهم.


وحول المشهد الإسرائيلي، يشير سمور إلى وجود ترتيبات غير معلنة بين واشنطن وتل أبيب تتجاوز التصريحات العلنية لترمب، لكنه يرى أن الولايات المتحدة، في هذه المرحلة، لن تقدم الدعم المالي والعسكري لإسرائيل بنفس السخاء الذي قدمه الرئيس جو بايدن. 


ويوضح سمور أن إسرائيل تسعى لاستئناف الحرب في غزة وإلغاء المرحلة الثانية من الاتفاق أو دمجها وفق شروطها الخاصة، مستمرة في افتعال الأزمات لتحقيق أهدافها.


ويحذر سمور من سيناريو كارثي يتمثل في دفع الدول العربية إلى تقديم حلول سيئة خوفاً من تهديدات ترمب بتهجير سكان غزة، إذ قد يؤدي هذا الخوف إلى بلورة خطط عربية غير مدروسة تهدف فقط إلى إفشال مخطط التهجير. 


ويشير سمور إلى وجود قراءة إعلامية ترى أن تصريحات ترمب تهدف إلى إعادة ترميم صورة الأنظمة العربية التي لاقت انتقادات واسعة بسبب صمتها خلال أحداث غزة، لكنه لا يميل إلى هذا الرأي، بل يرى أن هدف ترمب هو دفع العرب لصياغة خطة سياسية، قد لا تتضمن تهجيراً كاملاً بل تهجيراً جزئياً يحمل تبعات خطيرة.


ويؤكد سمور على أهمية الحذر العربي من الانجراف وراء أي خطط غير مدروسة، مشدداً على أن المرحلة تتطلب وعياً سياسياً عميقاً لمواجهة سيناريوهات التفاف خطيرة على القضية الفلسطينية.

دلالات

شارك برأيك

هل تراجع ترمب عن وعيده بـ"الجحيم".. محللون يحاولون سَبر غور النفس "الأمّارة بالتهجير"!

المزيد في عربي ودولي

أسعار العملات

الأربعاء 19 مارس 2025 9:44 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.67

شراء 3.66

دينار / شيكل

بيع 5.18

شراء 5.16

يورو / شيكل

بيع 4.01

شراء 4.0

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%54

%46

(مجموع المصوتين 871)