Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

أقلام وأراء

الجمعة 14 فبراير 2025 9:08 صباحًا - بتوقيت القدس

الإعمار رداً على التهجير

لا يمكن مواجهة خطة ترمب ونتنياهو الرامية لتهجير الناس من غزة، ببيانات الشجب والإدانة، بل إن الحل الوحيد والأمثل لمواجهة تلك الخطة، هو البدء الفوري بعملية إعمار القطاع، وتوفير بيئة صالحة للعيش، وإعادة بناء المدارس والمستشفيات، وفق رؤية عربية واحدة هدفها تعزيز صمود الناس، وتوفير الحد الأدنى من ظروف الحياة ومقومات العيش، وهذا وحده الرد الحقيقي والفعلي لكل خطط التهجير، وما دون ذلك يبقى مجرد كلام في الهباء.


صحيح أن تصريحات ترمب أربكت المنطقة كلها، إلا أن مواجهتها أمر حتمي، لا مفر منه، ولا يمكن مواجهة الخطط بالخطابات والتصريحات، بل بمشروع عربي وإقليمي ودولي هدفه إعادة إعمار وبناء ما دمره الاحتلال، خلال أشهر العدوان وحرب الإبادة، وهذا يستدعي بالأساس موقفاً عربياً جامعاً من خلال القمة العربية المزمع عقدها في الثامن عشر من الشهر الجاري، وتمكين السلطة الفلسطينية من قيادة مشروع الإعمار العربي، لتوحيد الموقف الفلسطيني وتمتين الجبهة الداخلية الفلسطينية وتحقيق الوحدة الوطنية، ليس من باب الممكن بل من باب الواجب الوطني لدرء مخاطر التهجير القسري وفق خطة ترمب نتنياهو.


الخطر الذي يهدد مستقبل الناس في غزة، يهدد مستقبل المنطقة برمتها، وهذه التصريحات الترمبية جنون غير معقول ولا مسبوق، وقد كرر دعوته للتهجير في أكثر من مرة، وهذا يعني أنها ليست زلة لسان، بل خطة أعدها فريقه بالتشاور مع حكومة نتنياهو المتطرفة، في تساوق علني في عملية التطهير العرقي والإبادة الجماعية، وهذا يهدد دول الجوار، كما يهدد المنظومة الدولية برمتها.


موقف الرئيس الأمريكي وتصريحاته ليست قدراً، ومواجهتها ضرورة وطنية قومية عربية وإنسانية، وهذا يستدعي البدء الفوري بإعادة الإعمار وبناء ما دمره الاحتلال، وتحسين ظروف العيش وإعادة الحياة إلى القطاع في أسرع وقت ممكن، وأن لا يبقى الحال على ما هو عليه الآن، فغزة فاقدة لأهلية العيش، ولتحقيق الصمود وجب تمكين الناس من خلال توفير الاحتياجات الأساسية من مسكن وعلاج وغذاء ودواء، لهذا فإن عملية الإعمار الرد الأمثل على كل الخطط الترمبية.


المواقف العربية وبعض المواقف الدولية عبرت عن رفضها لمشروع ترمب في غزة، وهذا مهم لكنه يجب أن يترافق بعمل جاد وفعلي على الأرض، وأن لا تبقى عملية الرفض مجرد حبر على ورق أو تصريحات في أفواه المسؤولين. 


الناس في غزة صنعوا معجزة الصبر والصمود، وهم متشبثون بموقفهم رغم أن غزة اليوم فاقدة لأهلية العيش، إلا أنهم متمسكون بحقهم بالبقاء فيها، ويرفضون كل محاولات الطرد والتهجير والتطهير العرقي، وهم يتطلعون في الوقت ذاته لمواقف عربية داعمة أكثر من أي وقت مضى، في هذا الظرف الاستثنائي، وهذا الخطر الحقيقي الذي يتهدد وجودهم ويتهدد مستقبل القضية الفلسطينية

دلالات

شارك برأيك

الإعمار رداً على التهجير

المزيد في أقلام وأراء

في غزة الناس ينتظرون مصيرهم

مصطفى إبراهيم

هل ساميتهم خير من ساميتنا ؟

أمين الحاج

غزة والإبادة جوعاً

د. جبريل العبيدي

سِــفر الآلام

نبهان خريشة

القدس تحت المجهر.. معركة وعي بلا مرجعية "بين أوسلو وعدوان أكتوبر 2023".. السياسات تصوغ مواجهة...

مالك زبلح

هذا هو الفرق بيننا وبينهم

من الدولة المدللة.. إلى المنبوذة

سلاح التظاهرات دعماً لفلسطين

مواقف دولية وتصريحات واعدة

قطع الرواتب.. دعوة لإعادة النظر !

الفرصة الأوروبية.. كيف نبني على التحولات الشعبية والسياسية في الغرب؟

الرأي القانوني في قرار الكابينيت الأخير منع عملية تسوية الأراضي في مناطق C وإلغاء إجراءات...

على هذه الأرض ما يستحق البقاء

مصطفى إبراهيم

المساعدات والمفاوضات والتهديدات

بهاء رحال

صحوةٌ بعد طول غفوة !

إبراهيم ملحم

فلسطين فرصة اقتصادية تنتظر التفعيل العربي

إن لم تكن شريكاً في الطبخة فأنت الوجبة!

إبراهيم ملحم

تطورات سياسية غير مسبوقة

حمادة فراعنة

‏ حين تتحول الساحات إلى منصات للنضال الثقافي// من أوسلو إلى "فدائي" النشيد الوطني الفلسطيني...

توفيق العيسى

زيارة ترامب ومستقبل القضية الفلسطينية

جمال زقوت

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%56

%44

(مجموع المصوتين 1261)