أقلام وأراء
الأربعاء 22 يناير 2025 8:46 صباحًا - بتوقيت القدس
الاحتلال الإسرائيلي وسيناريو فرض كيان طواعي في غزة

منذ بداية الحرب على قطاع غزة، أعلن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو أن الهدف هو القضاء على حركة حماس. إلا أن نتنياهو والاحتلال الإسرائيلي يدركان تماماً أن القضاء على حماس ككيان أو كفكرة هو أمر مستحيل. بل إن الهدف الأساسي له هو إطالة أمد الحرب قدر الإمكان، مع إضعاف الحركة بما يكفي لتقليل تأثيرها على الأرض، وذلك في إطار خطة استراتيجية أوسع.
لا يقتصر المشروع الإسرائيلي على إضعاف حركة حماس فحسب، بل يمتد إلى محاولات إقامة كيان طواعي في غزة عبر فرض إدارة تضمن السيطرة الأمنية والاقتصادية تحت إشرافها المباشر، ومنع السلطة الفلسطينية من استعادة المسؤولية. وقد يتجسّد هذا الكيان من خلال ترتيبات أمنية مشددة، تشمل مراقبة الحدود والأنفاق، وفرض شروط اقتصادية وإنسانية تهدف إلى خلق واقع جديد يدفع السكان إلى قبول السيطرة الإسرائيلية. كما قد يشمل المشروع إشراك دول ومنظمات دولية لضمان استقرار المنطقة تحت الإشراف الإسرائيلي، مع السماح بوجود قوات أمنية دولية أو إقليمية بشكل مؤقت، بهدف تخفيف الضغوط الدولية على الاحتلال وتقوية هيمنته على غزة، مع تهميش أي مقاومة محلية أو مسار سياسي فلسطيني قد يهدّد مصالحه.
يستند هذا السيناريو إلى التصريحات الأمريكية والإسرائيلية، بما في ذلك ما أعلنه مستشار الأمن القومي الأمريكي "مايك والتز"، الذي أكّد أن حماس لن تستعيد حكم غزة في المستقبل، وأن هناك خطوطاً عريضة تقوم على استبدال الهيكل الحالي بهياكل أمنية أو سياسية مدعومة من قوى إقليمية ودولية. ويمكن القول أن هذه الخطط تتماشى مع الاستراتيجية الإسرائيلية الرامية إلى الحفاظ على السيطرة الأمنية في غزة، وتتناسب مع "لاءات" نتنياهو التي ترفض كل من حماس والسلطة الفلسطينية في خطته لمستقبل القطاع.
تسعى إسرائيل في هذا الإطار إلى ضمان عدم استعادة السلطة الفلسطينية دورها في غزة، لأن ذلك سيُمكّن الفلسطينيين من بناء جبهة موحدة قد تهدّد مصالحها. وإذا نجحت السلطة الفلسطينية في العودة إلى غزة، فإن ذلك سيؤدي إلى توحيد الضفة الغربية وقطاع غزة تحت إطار سياسي واحد، وهو ما تعتبره إسرائيل تهديداً مباشراً لوجودها. ولذلك يعتبر استمرار الانقسام الفلسطيني بين الضفة الغربية وغزة أداة استراتيجية حيوية لإسرائيل، التي تسعى إلى تعزيز هذا الفصل من خلال إضعاف كل من حماس والسلطة الفلسطينية.
إضافة إلى ذلك، فإن عودة السلطة الفلسطينية إلى غزة ستُلغي أي مُبرّر للاحتلال الإسرائيلي للاستمرار في رفض الانخراط في مسار سياسي مع الفلسطينيين، إذ ستصبح القيادة الفلسطينية موحّدة وقادرة على اتّخاذ قرارات سياسية قوية. وبهذا الشكل، ستفقد إسرائيل ذريعة عدم التفاوض مع الفلسطينيين، الذين سيظهرون كطرف سياسي موحد أمام المجتمع الدولي، قادرين على تمثيل مصالحهم وحقوقهم.
وفي هذا السياق، يأتي قرار إسرائيل بحظر وكالة "الأونروا" وطرح بدائل لهذه الوكالة (من المرجح أن تكون أمريكية) كجزء من الاستراتيجية الأوسع لإسرائيل للتأثير على الوضع الإنساني والاقتصادي في غزة. حيث ستتمكن إسرائيل من السيطرة والتحكم في الواقع الفلسطيني دون الحاجة لمواجهة مقاومة سياسية أو عسكرية موحدة. كما يعكس هذا التوجه رغبة الولايات المتحدة في إعادة التموضع في المنطقة، بما في ذلك أماكن تواجد "الأونروا" في الأردن ولبنان وسوريا وفلسطين، وذلك في إطار مواجهة النفوذ الصيني والروسي في المنطقة، وتعزيز الاحتلال الإسرائيلي كشرطي للمنطقة بما يخدم المصالح الإسرائيلية والأمريكية.
في ضوء هذه التحديات الكبيرة التي ستؤثر على الشعب الفلسطيني والجغرافيا الفلسطينية برمّتها، يبقى الأمل في أن تتمكن القوى الفلسطينية من التوحّد تحت راية منظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، إذ إن الوحدة الوطنية تعد ضرورة وطنية حتمية لإفشال وإخماد الطروحات التي تروّج لها السياسات السلطوية وأجندات السيطرة هنا وهناك، فالوحدة الوطنية تبقى القوة المحورية في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، وهي الضمانة الحقيقية لمستقبل القضية الفلسطينية والمشروع الوطني الفلسطيني
دلالات
المزيد في أقلام وأراء
أوهام ترمب.. إعلان حرب
حديث القدس
هجوم "الصدمة والرعب".. هل يحقق أهدافه؟
جيمس زغبي
لقاء نتنياهو مع ترامب
حمادة فراعنة
من يأخذ قلم ترامب من يده؟
بهاء رحال
مشروع ترامب للتطهير العرقي.. استهداف لفلسطين قضية وهوية
راسم عبيدات
اليوم الإسرائيلي - الأمريكي التالي لغزة والضفة
نبهان خريشة
المجنون!
ابراهيم ملحم
حرب ترامب الاقتصادية
حمادة فراعنة
العالم على كف "رئيس"
منظمة التحرير وشرعية التمثيل الوطني في الميزان الفلسطيني !!
محمد جودة
عندما يتحمل الفلسطيني المستحيل
حديث القدس
المشهد الراهن والمصير الوطني
جمال زقوت
الخيار العسكري الإسرائيلي القادم
راسم عبيدات
ترامب في خدمة القضية الفلسطينية!!
د. إبراهيم نعيرات
ما المنتظر من لقاء نتنياهو وترامب؟
هاني المصري
زكريا الزبيدي تحت التهديد... قدّ من جبال فلسطين
حمدي فراج
هل وصلت الرسالة إلى حماس؟
حمادة فراعنة
مجدداً.. طمون تحت الحصار
مصطفى بشارات
بين الابتكار وحكمة التوظيف .. الذكاء الاصطناعي يعمق المفارقات !
د. طلال شهوان - رئيس جامعة بيرزيت
الطريق إلى شرق أوسط متحول: كيف نحافظ على السلام في غزة مع مواجهة إيران
ترجمة بواسطة القدس دوت كوم
الأكثر تعليقاً
من أين جاؤوا بنظرية "الضعيف إذا لم يُهزم فهو منتصر" ؟

ترامب: الولايات المتحدة ستسيطر على قطاع غزة وتصبح مالكة له

العالم على كف "رئيس"

الرئيس يطلب عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن لوقف العدوان الإسرائيلي على الضفة الغربية

هل وصلت الرسالة إلى حماس؟

الرئيس عباس يصدر قراراً بإعادة تشكيل مجلس إدارة مجلس تنظيم قطاع المياه

ما المنتظر من لقاء نتنياهو وترامب؟

الأكثر قراءة
"العفو الدولية": ترمب يضاعف ترحيبه بنتنياهو بعدم اعتقاله أو إخضاعه للتحقيق
الرئيس عباس والقيادة الفلسطينية يعربان عن رفضهما لدعوات الاستيلاء على قطاع غزة

ترامب: لا ضمانات لدي أن الهدنة بين إسرائيل وحماس ستصمد

الشرطة الإسرائيلية تعتقل 432 عاملا فلسطينيا داخل أراضي 1948

نتنياهو يهدي جهاز بيجر لترامب والأخير يعلق
مستعمرون يقتحمون مبنى "الأونروا" في حي الشيخ جراح
مارتن أولينر يدعو إلى دعم خطة ترامب للتهجير.. "سكان غزة لا يستحقون الرحمة"

أسعار العملات
الخميس 06 فبراير 2025 8:54 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.55
شراء 3.54
يورو / شيكل
بيع 3.67
شراء 3.68
دينار / شيكل
بيع 5.01
شراء 5.0
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%55
%45
(مجموع المصوتين 569)
شارك برأيك
الاحتلال الإسرائيلي وسيناريو فرض كيان طواعي في غزة