أقلام وأراء

الأحد 08 سبتمبر 2024 8:39 صباحًا - بتوقيت القدس

الشيخ والبحر!



في الرواية العنوان محاولةٌ لاستلهام روح صاحب نوبل الذي يتسلح بالتحدي، ويُعطي الأمل، ويشحذ الهمم بسحر كتاباته، وعمق أفكاره، وحكمة أقواله في الدروب الصعبة التي تتزاحم فيها العقبات، وتترامى على جوانبها التحديات، دون انقطاع.


"إياك أن تربط بين الحركة والفعل"، تلك هي عقيدة الصحفي والروائي الإيطالي الكبير آرنست همنغواي، الذي رحل مطلع ستينيات القرن الماضي، بعد حياةٍ أدبيةٍ وصحفيةٍ حافلة، نسج خلالها قطعاً مخمليةً من روائع الأدب العالمي، تتقدمها روايتاه اللتان ذاع صيتهما أواسط القرن الماضي "لمن تُقرع الأجراس؟" و"وداعاً أيها السلاح".


يُنسب إلى همنغواي الذي بدأ حياته صحفياً ومراسلاً حربياً، قبل أن يلمع نجمه كاتباً روائياً فذّاً، قولُه: "يحتاج الإنسان إلى عامين ليتعلم الكلام، وإلى خمسين عاماً ليتعلم الصمت".


في خمسينيات القرن الماضي أصبحت روايته الشهيرة "الشيخ والبحر" "ترند" بلغة العصر على رفوف المكتبات، والتي ختمها ببعث الأمل، ومحاربة اليأس والإحباط من تجارب الفشل والإخفاق في حياته الحقيقية ومسيرته الأدبية.


بعد محاولاتٍ عدةٍ فاشلة، ظفر الصياد المسنّ بالسمكة الكبرى (القرش)، بعد حربٍ طاحنةٍ في عرض البحر، كادت وفي أكثر من مرة تقضي عليه، وأثخنته بالجراح، وكادت تُدمر قاربه الصغير، لكنه كان في كل مرةٍ يستجمع قواه، مسكوناً بروح التحدي، ويضرب من جديد، حتى تمكّن منها، وراح يسحبها إلى بر الأمان منتشياً بصيده الثمين، لكن الحيتان وأسماك قرشٍ أُخرى استمرت في مهاجمة الصيد الكبير حتى لم يتبقَّ منه شيء، وعندها أطلق قولته الشهيرة: "الإنسان قد يُدمَّر، لكن الأهم أن لا يُهزم".


على الضفة البعيدة للبحر ذاته، الذي خاض فيه "بطل همنغواي" معركته مع سمكة القرش المتوحشة، يقف الغزيون وحيدين على شاطئه، يحاولون اصطياد ما يحمي أولادهم من مسبغة الجوع التي تفتك بأجسادهم، يجاهدون من أجل البقاء، بالرغم من الموت والدمار اللذين حلا بهم. وهم أيضاً يعلمون علم اليقين أن دولة الإبادة تملك الكثير من أدوات قتلهم وتدميرهم، لكنها لا تملك القدرة على هزيمتهم.


إذا كان بطل همنغواي تحدى الطبيعة البحرية، وتغلّب على شرورها، فإن أبطال غزة يواجهون طبائع الوحوش البشرية بكل نوازع الثأر والانتقام التي تتلبّسها، وهم حتماً سيتغلبون عليها.

دلالات

شارك برأيك

الشيخ والبحر!

المزيد في أقلام وأراء

مآلات الحرب

بهاء رحال

الشراكة الأميركية الإسرائيلية

حمادة فراعنة

عام من الإبادة و76 عامًا من الاحتلال: الكولونيالية الحديثة باطار براغماتي

بقلم: د. دلال صائب عريقات

قتلتها كلمة!!!

رام الله - المديرية العامة للشرطة

تيليجرام يرفع راية الاستسلام: مشاركة بيانات المستخدمين مع الحكومات لصالح الأمان أم ضربة للخصوصية؟

صدقي أبو ضهير

الذكاء الاصطناعي وإنعاش قطاع التأمين في فلسطين

عبد الرحمن الخطيب

التراجع بادعاء التواضع!

ابراهيم ملحم

مجزرة الدم في مخيم طولكرم

حديث القدس

‫على المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤولياته في غزة

أنطوني بيلانجي الأمين العام للاتحاد الدولي للصحفيين

ماذا بعد كل الذي يجري؟

د. جواد العناني

حزب الله والتحدي الوجودي

زياد ابحيص

رداً على توماس فريدمان

أسامة خليفة

محور المقاومة يستعيد عافيته وسيطيح "بأحلام" نتنياهو

وسام رفيدي

بنيامين نتنياهو: المهندس، والمظلة، و"طاقة الدفع"؟

د. أسعد عبد الرحمن

الحوكمة الرقمية.. رافعة نحو التنمية المستدامة في التعليم العالي الفلسطيني‬

مسؤولية المرشد النفسي: بين أخلاقيات المهنة، وتحديات الفكر المشوّه

داليا الكردي

عِيل الصبر!

ابراهيم ملحم

الغزو البري ..ذاكرة لبنانية حافلة بالأوجاع ..

حديث القدس

اغتيال نصر الله نقطة فاصلة

هاني المصري

حرب الإبادة ومؤامرات التصفية الإسرائيلية

سري القدوة

أسعار العملات

الأحد 06 أكتوبر 2024 12:55 مساءً

دولار / شيكل

بيع 3.82

شراء 3.8

دينار / شيكل

بيع 5.39

شراء 5.37

يورو / شيكل

بيع 4.19

شراء 4.17

هل تستطيع إدارة بايدن الضغط على نتنياهو لوقف حرب غزة؟

%18

%82

(مجموع المصوتين 313)