أعرب البيت الأبيض عن "قلقه العميق" إزاء التقارير التي تفيد بوقوع خسائر بشرية كبيرة بين المدنيين في غزة نتيجة لقصف إسرائيل لمدرسة في مدينة غزة أسفر عن مقتل 100 شخصا على الأقل، بينهم نساء وأطفال،  قائلا إن الضربة "تؤكد على ضرورة وقف إطلاق النار" دون إدانة المجزرة ، أو وصفها بأنها كذلك.

وكتب المتحدث باسم مجلس الأمن القومي شون سافيت في بيان نشرته الصحافة: "نحن قلقون للغاية بشأن التقارير التي تفيد بوقوع خسائر بشرية بين المدنيين في غزة في أعقاب ضربة شنتها قوات الدفاع الإسرائيلية على مجمع يضم مدرسة".

 "نحن على اتصال بنظرائنا الإسرائيليين، الذين قالوا إنهم استهدفوا كبار مسؤولي حماس، ونحن نطلب المزيد من التفاصيل".

وأضاف سافيت: "هذا يؤكد على ضرورة وقف إطلاق النار واتفاق الرهائن، والذي نواصل العمل بلا كلل لتحقيقه".

من جهتها، قالت نائبة الرئيس، ومرشحة الحزب الديمقراطي، كاملا هاريس السبت : " أقول من جديد إن عددا كبيرا للغاية من المدنيين قتلوا في غزة ". وأضافت "إسرائيل لها الحق في ملاحقة إرهابيي حماس لكن كما قلت مرات عديدة  فإنني أعتقد أن عليها مسؤولية مهمة لتجنب سقوط ضحايا من المدنيين.

وأطلقت مجموعة من الناشطين الشباب المؤيدين لفلسطين، الذين قاطعوا المرشحة الرئاسية الأميركية كامالا هاريس في وقت سابق من هذا الأسبوع، بسبب مخاوف من أنها لن تسعى إلى تغييرات سياسية ذات مغزى تجاه إسرائيل إذا فازت في السباق إلى البيت الأبيض، حملة لتعطيل مسيراتها الانتخابية في جميع أنحاء البلاد.

وكعادتها إثر كل مجزرة ترتكبها، زعمت إسرائيل أن المدرسة كانت مركز قيادة لحماس وأن الضربة قتلت كبار نشطاء حركتي حماس والجهاد الإسلامي.

وقال نداف شوشاني، المتحدث باسم قوات الاحتلال الإسرائيلية "بناءً على معلومات استخباراتية إسرائيلية، فإن ما يقرب من 100 فلسطيني قتلوا في الهجوم؛ وكان 20 من مسلحي حماس والجهاد الإسلامي، بمن فيهم كبار القادة، يعملون من المجمع الذي ضرب في مدرسة التباين، ويستخدمونه لتنفيذ هجمات إرهابية".

وأضاف سافيت أن الولايات المتحدة تدرك أن حماس استخدمت المدارس في الماضي، لكن لا يزال يتعين على إسرائيل العمل على تقليل الضرر الذي يلحق بالمدنيين.

وكتب: "نعلم أن حماس كانت تستخدم المدارس كمواقع للتجمع والعمل من خلالها، لكننا قلنا أيضًا مرارًا وتكرارًا أن إسرائيل يجب أن تتخذ تدابير لتقليل الضرر الذي يلحق بالمدنيين".

ووفقًا لبيان قدمته قوات الدفاع المدني في غزة لصحيفة واشنطن بوست، فإن ما لا يقل عن 11 امرأة وطفلاً من بين القتلى في الضربة الإسرائيلية على المدرسة.

وقال متحدث باسم قوات الدفاع المدني التي تعمل تحت إشراف الحكومة التي تديرها حماس لوكالة أسوشيتد برس إن ثلاثة صواريخ أصابت المدرسة والمسجد في الساعات الأولى من صباح يوم السبت.

وتواجد في المدرسة حوالي 6000 نازح يبحثون عن مأوى.

وضربت إسرائيل المدرسة بعد أيام من موافقتها على مطالبة الولايات المتحدة ومصر وقطر لإسرائيل وحماس لمواصلة المفاوضات لتأمين وقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن، وتصر الولايات المتحدة على أن الصفقة "قريبة" أكثر من أي وقت مضى.

وقال المتحدث باسم الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي للصحفيين "هناك اقتراح جيد أمام الجانبين، ويجب عليهما قبول هذا الاقتراح حتى نتمكن من تنفيذه"، وأضاف "نحن أقرب مما نعتقد أننا كنا عليه من قبل".

كما أدانت مصر وقطر، الوسيطان الآخران، الضربة الإسرائيلية، حيث قالت مصر إن الضربة كانت "دليلاً واضحاً على افتقار الجانب الإسرائيلي إلى الإرادة السياسية لإنهاء هذه الحرب الوحشية".

وقالت وزارة الخارجية المصرية في بيان "إن جمهورية مصر العربية تدين بأشد العبارات قصف إسرائيل لمدرسة "التبيين" التي كانت تؤوي نازحين في حي الدرج شرق مدينة غزة، مما أسفر عن مقتل أكثر من 100 مواطن فلسطيني وإصابة العشرات".

وتابعت الوزارة "إن مصر تعتبر استمرار ارتكاب هذه الجرائم واسعة النطاق، والقتل المتعمد لمثل هذه الأعداد الكبيرة من المدنيين العزل كلما كثف الوسطاء جهودهم للتوصل إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة، دليلاً واضحاً على افتقار الجانب الإسرائيلي للإرادة السياسية لإنهاء هذه الحرب الوحشية".

ووصفت قطر الضربة بأنها "مجزرة مروعة" و"انتهاك صارخ للمبادئ الأساسية للقانون الإنساني الدولي".

وأكدت قطر مجدداً على دعوتها لإجراء تحقيق دولي عاجل من خلال إرسال محققين مستقلين من الأمم المتحدة للتحقيق في استهداف قوات الاحتلال الإسرائيلي المستمر للمدارس ومراكز إيواء النازحين.