أقلام وأراء

الإثنين 11 مارس 2024 10:17 صباحًا - بتوقيت القدس

لم تعد الاوتاد أوتادا

تلخيص

لو نظرنا من حولنا ، لوجدنا كل بناء ،مهما كان نوعه ومساحته وهيكليته ، يقوم على أعمدة ، باستثناء السموات السبع التي خلقها الخالق سبحانه وتعالى "بلا عمد" ، وحتى الأرض ، أوجد الله تعالى الجبال حتى لا تميد ولا تهتز الا يوم القارعة . .يجيء هذا عبرة واّية من اّيات الله لمن أراد أن يتعظ ويعتبر .


ينطبق هذا على بناء المجتمعات البشرية ، والتي يفترض أن تكون عملية بناءها سليمة ودقيقة تستند على أعمدة وأوتادا صلبة راسخة .


أولى هذه ألأوتاد / الأعمدة نظام التربية و التعليم، والذي هوه عماد الخيمة من وجهة نظري المتواضعة. منذ منتصف تسعينيات القرن الماضي والى اليوم ،تعرض النظام التربوي التعليمي الفلسطيني ، الى الكثير من الخلخة ، بدءا من اختصار حصص التربية الدينية (من ثلاث حصص الى حصة واحدة أسبوعيا)والأخذ بالتركيز على مواد أخرى يمكن للطالب المعني بها أن يتعلمها عبر قنوات التربية غير الرسمية، الأمر الذيأدى ولا يزال يؤدي الى تراجع منسوب القيم والأخلاق ، لا سيما أن جميع الديانات السماوية ، تركّز على الأخلاق والقيم ،أضف الى ذلك حذف مواد تعليمية مهمة كنا نتعلمها زمن الاحتلال مثل التعليم الزراعي والثروة الحيوانية، مما أثّر سلبا الحفاظ على مصير الأرض واضمحلال فرص التنمية المنشودة ، وتحول نسبة كبيرة من خريجي المدارس الى جيش احتياط لدى اجيش الاحتلال من خلال الانخراط في سوق العمل الاسرائيلي وزيادة عدد الأيدي العاملة غير الماهرة ، وبالتالي تحولت غالبية الأراضي الفلسطينية الى أراض غير مستعملة ( بور) حيث وجد الاحتلال القائم بالقوة ضالته للانقضاض عليها بموجب تشريعات قديمة جدا ،مثل قانون الديك و تشريع حق ولي الأمر مصادرة /استملاك الأرض التي يمضي عليه 10 سنوات دون استغلالها ، ولنا أن نعطي مثالا على ذك مصادر أرض لاقامة مستوطنة ايلون موريه أ والحديث يطول عن هذا الأمر


لو تتم العودة الى التعليم الزراعي والثروة الحيوانية ، لن نرى مزيدا من أراضي وجبال الضفة الغربية مجرد مساحات جرداء ، اضافة الى امكانية المساهمة في عملية التنمية المنشودة ، ولنا في التجربة التركية خير مثال ،حين عمدت مع بدايات الثمانيات بتشجير الجبال باللوزيات و العنب والتين الى أن أصبحت الدولة الأولى في تصدير هذه المنتوجات الى جاراتها من الدول الأوروبية،ومن هنا بدأت مسيرة استنهاض الاقتصاد التركي .


العماد الثاني الي سيتم تناوله هنا وبايجاز عماد ما كان يطلق عليه قديما "العونة" الى أن تم تعريف هذه القيمة ب "العمل التطوعي" . ومن هنا أكرّر الدعوة،والتي أطلقناها في مركز الدراسات والتطبيقات التربوية- كير،الى تشريع وتبن قانون الخدمة الوطني الالزامية يستهدف الطلبة ،على مختلف مستوياتهم التعليمية، حيث يقوم هذا الجيش العاطل عن الانتاج المادي المحسوس، بتنفيذ خدمات مجتمعية( المساعدة في عمل المؤسسات والجمعيات الأهلية...) وزراعية ( القيام بعمل مواسم زراعية لزراعة الأراضي الجرداء أو المساعدة في قطف المحاصيل الزراعية وتسويقها . ولي أن أذكر لكم كم أشعر بالغبطة والسرور حين أزور بلدة بيرزيت وأنظر الى الحرم الجامعي الجديد وما تحيط به من أشجار كثيرة ، قمنا نحن الحركة الطلابية في الجامعة عام 1976، أي قبل البدء بتشييد الجامعة ،بتشجير الجبل، وكذلك الحال حين يتصادف لقاء لي مع أحد سكان بلدة المغيّر ، فتراني أذكر له قيامنا بشق الشارع الموصل بين المغيّر وخربة أبو فلاح والذي كان عرضه قبل البدء لا يتجاوز المتر الواحد ، وقيام الحركة الطلابية باصلاح الشوارع في المخيمات وحفر قنوات تصريف المياه في الباطون الذي كنا نستخدمه بدلا من الزفتة غير المتاحة اّنذا(الدهيشةبلاطة ،عسكروالجلزون على سبيل المثال لا الحصر)، وكذلك شق شارع رئيس في بلدة دورا كان يمتد من وسط البلدة، قرب مكتب العمل التابع للاحتلال اّنذاك الى احد الجبال الزلراعية التي كانت مهدّدة بالمصادرة عام 1977) وصحيّة ( التطوع في المستشفيات ومساعدة الطاعنين في السن ......) وصناعية... وهناك الكثير الممكن القيام به وفق برامج مهنية معدّة جيدا، وبشكل لا يتناقض مع التحصيل الأكاديمي المطلوب .


مثل هذه الأعمال التطوعية من شأنها تعزيز لغة الحوار وثقافة السلم الأهلي فعلا لا مجرد شعارات

يتمثل العماد / العمود الثالث في ضرورة تكثيف التربية الأخلاقية والقائمة على ممارسة الشراكة المسؤولة وتذويت مبادىء الاعتماد على الذات وروح المبادرة لدى لأجيال بدلا من مواصلة نهج التسول من البلدان الأوروبية والمؤسسات الدولية التي لها أجنداتها الخاصة والملزّمة لكل من يريد أن يتلقى العون والمساعدة منها ، وما احدى أسباب تراجع المنظومة التربوية التعليمية لدينا الا دوام قبولنا بشروط الداعم الأجنبي، بعد أن نجح في وضع أشخاص/ حجار شطرنج، يقومون بتنفيذ المطلوب .


فقط برفض والانقلاب على هذا النهج ،نتحرر من التبعية الاقتصادية والفكرية وننهض للسير نحو بناء الهدف الوطني المنشود.


ولعلّ المحور ما قبل الأخير هنا ،هو محور الصحة النفسيّة ، اذ لا تنمية حقّة دون صحة نفسيّة سليمة ومواطن يتسم بالسلوكيات الاجابية بعيدا،قدر الامكان عن التوترات والصدمات النفسية وغيرها من السلوكي السلبية ومسبباتها.


لن يفوتنا هنا العماد/ العمو الخامس ،ألا وهو ايلاء دورا أكبر الى مجالس أولياء الأمور حتي يمكننا من الوصول الى تشكيل مجالس أهلية لحماية النظان التربوي التعليمي والتصدي لأي محاولة تشويه ، سواء كانت مقصودة أو غير مقصودة


أدرك أن هناك بعض المرتزقة والمخدوعين، ممن يعكفون دوما على ترويج الأوهام وشخصنة الأمور، لن يرضيهم هذا الكلام ، ولكن لا بد من قرع الجرس

دلالات

شارك برأيك

لم تعد الاوتاد أوتادا

المزيد في أقلام وأراء

نتانياهو اصطاد العصافير دون النزول عن الشجرة

حديث القدس

القبول الفلسطيني والرفض الإسرائيلي

حمادة فراعنة

إطار للسلام والاستقرار في الشرق الأوسط

جيمس زغبي

رفح آخر ورقة في يد نتنياهو

بهاء رحال

سامحني أبو كرمل.. أنا لم ولن انساك

خالد جميل مسمار

حرب ظالمة وخاسرة

سعيد زيداني

أن تصبح إسرائيل تاريخًا

فهمي هويدي

أمنوا بالنصر فحققوه ..

يونس العموري

التطبيع.. الدولة العربية، جدلية "المصلحة" والثقافة

إياد البرغوثي

كابينيت الحرب يقرر مواصلة الحرب

حديث القدس

الإصرار الأميركي نحو فلسطين

حمادة فراعنة

من "اجتثاث حماس" الى "الهزيمة النكراء" .. الصفقة خشبة خلاص لإسرائيل

حمدي فراج

زمن عبد الناصر

سمير عزت غيث

الأسير باسم خندقجي بروايته طائرة مسيّرة تخترق القبة الحديدية

وليد الهودلي

مرحى بالصغيرة التي أشعلت هذه الحرب الكبيرة

مروان الغفوري

متى تضع أمريكا خطًّا أحمر؟

سماح خليفة

بين انتفاضة الجامعات الأميركية والجامعات العربية

عبد الله معروف

انتفاضة الجامعات ضد حرب الابادة.. هل تنجح في احياء الوعي بقيم العدالة ؟

جمال زقوت

ما أفهمه

غيرشون باسكن

من الاخر ...ماذا وراء الرصيف العائم في غزة ؟!

د.أحمد رفيق عوض.. رئيس مركز الدراسات المستقبلية جامعة القدس

أسعار العملات

الأربعاء 08 مايو 2024 10:24 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.7

شراء 3.68

دينار / شيكل

بيع 5.22

شراء 5.19

يورو / شيكل

بيع 3.97

شراء 3.95

رغم قرار مجلس الأمن.. هل تجتاح إسرائيل رفح؟

%75

%20

%5

(مجموع المصوتين 231)

القدس حالة الطقس