أقلام وأراء

السّبت 18 نوفمبر 2023 10:27 صباحًا - بتوقيت القدس

حتمية الهزيمة والانتصار

لولا الحياء لوجهت الشكر للمشروع الاستعماري التوسعي الإسرائيلي، على خدمته التي قدمها للشعب الفلسطيني في الحرص على خلق وإيجاد وفرض العوامل التي تعمل وتنتج وتنجح في وحدة ارادة الشعب الفلسطيني، وتعزيز مكانته الدولية التي يستحقها.
فعل المستعمرة قاسي، صعب، مدمر، عدواني، غير مسبوق بهذا المستوى المتعمد للمس والايذاء والنيل من الفلسطينيبن، وجعل وطنهم غير صالح للطمأنينة والاستقرار الطبيعي لحياة الإنسان، ولكن النتيجة المفروضة هي توحيد الفلسطينيين نحو ثلاثة عوامل:
1- معاناتهم ووجعهم وآلامهم من عدو واحد بارز فاقع عدواني متطرف.
2- تضحياتهم من أجل البقاء والصمود ورفض الرحيل والتشرد واللجوء.
3- تطلعاتهم نحو الكرامة والاستقلال والحرية.
عوامل عديدة،توفر الحافز الموضوعي، والدافع الذاتي الشخصي للنضال، طالما أن الخنوع والاستسلام والطفولة والكهولة والأنوثة، لا تحمي، ولا توفر الغطاء أو الحجة لعدم المس وتجنب توجيه القتل والدمار والاضطهاد والكره، فالمستعمرة وتوجهاتها وفلسفتها وقناعاتها ورغباتها ومشروع توسعها وسيطرتها تستهدف: 1- الاستيلاء على كل الأرض، 2- قتل أو تهجير أو تشريد كل البشر، لفلسطين، وعن فلسطين.
إذن حصيلة الصراع والمواجهة والاشتباكات، هو الصراع على الأرض، وعلى من يبقى في الأرض: الإسرائيليون أو الفلسطينيون؟؟ العرب أو العبرانيون؟؟ المسلمون والمسيحيون والدروز أم اليهود؟؟.
صراع محتدم، متقطع، متواصل، بين مشروعين: 1- المشروع الاستعماري التوسعي الإسرائيلي، 2- في مواجهة المشروع الوطني الديمقراطي الفلسطيني.
ما تفعله المستعمرة حصيلته وحدة الفلسطينيين، رغم التقطع الذي تفرضه على مناطق: 1- مناطق 48 عن مناطق 67، 2- القدس عن الضفة، 3- القدس والضفة عن قطاع غزة، ولكن سلوكها العدواني العنصري حصيلته وحدة معاناة الفلسطينيين ووجعهم وحرمانهم حق الحياة الطبيعية في وطنهم، بأدوات مختلفة حسب الظروف والمعطيات.
ما تفعله المستعمرة، في القطاع وفي القدس والضفة، حقق مكسباً استراتيجياً على المستوى الدولي:
1- كسب إنحيازات شعبية في أغلبية بلدان العالم وخاصة لدى البلدان المنحازة للمستعمرة: في الولايات المتحدة وبريطانيا والعديد من البلدان الأوروبية: فرنسا، ألمانيا، الدول الاسكندنافية، إيطاليا وغيرها، والتعاطف مع معاناة الفلسطينيين وتفهم عدالة قضيتهم وتطلعاتهم المشروعة والتضامن معهم.
2- التراجع عن دعم المستعمرة وكشف حقيقتها كمشروع استعماري، من بواقي الاستعمار التقليدي القديم، وتعرية سلوكها الهمجي العدواني المتطرف عملياً وسياسياً ودينياً، مما يدفع شرائح وازنة للتراجع التدريجي عن دعم المستعمرة والانتقال التدريجي نحو دعم فلسطين ونضال شعبها.
حصيلة تراكمية صنعها: 1- عنصرية الاحتلال ومشروعه الاستعماري، وسلوكه المهجي غير الإنساني، غير الأخلاقي، غير القانوني، 2- معاناة الشعب الفلسطيني ووجعه، وما يتعرض له من ممارسات عدوانية مكشوفة معلنة.
حصيلة الهزيمة والعار ومزبلة التاريخ للمشروع الاستعماري التوسعي الإسرائيلي، والانتصار الأكيد للمشروع الوطني الديمقراطي الفلسطيني، مهما طال الزمن، مهما بلغت التضحيات، وتطرف سلوك العدو وهمجيته.

دلالات

شارك برأيك

حتمية الهزيمة والانتصار

المزيد في أقلام وأراء

نتانياهو يجهض الصفقة

حديث القدس

هل الحراك في الجامعات الأمريكية معاد للسامية؟

رمزي عودة

حجر الرحى في قبضة المقاومة الفلسطينية

عصري فياض

طوفان الجامعات الأمريكية وتشظي دور الجامعات العربية

فتحي أحمد

السردية الاسرائيلية ومظلوميتها المصطنعة

محمد رفيق ابو عليا

التضليل والمرونة في عمليات المواجهة

حمادة فراعنة

المسيحيون باقون رغم التحديات .. وكل عام والجميع بخير

ابراهيم دعيبس

الشيخ الشهيد يوسف سلامة إمام أولى القبلتين وثالث الحرمين

أحمد يوسف

نعم ( ولكن) !!!!

حديث القدس

أسرار الذكاء الاصطناعي: هل يمكن للآلات التي صنعها الإنسان أن تتجاوز معرفة صانعها؟

صدقي أبو ضهير

من بوابة رفح الى بوابة كولومبيا.. لا هنود حمر ولا زريبة غنم

حمدي فراج

تفاعلات المجتمع الإسرائيلي دون المستوى

حمادة فراعنة

أميركا إذ تقف عارية أمام المرآة

أسامة أبو ارشيد

إنكار النكبة

جيمس زغبي

مأساة غزة تفضح حرية الصحافة

حديث القدس

بمناسبة “عيد الفصح”: نماذج لعطاء قامات مسيحية فلسطينية

أسعد عبد الرحمن

شبح فيتنام يحوم فوق الجامعات الأميركية

دلال البزري

البدريّون في زماننا!

أسامة الأشقر

تحرك الجامعات والأسناد المدني لوقف لعدوان

حمزة البشتاوي

‏ آثار ما بعد صدمة فقدان المكان الاّمن – هدم بيتك أو مصادرته

غسان عبد الله

أسعار العملات

السّبت 04 مايو 2024 11:31 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.74

شراء 3.73

دينار / شيكل

بيع 5.3

شراء 5.27

يورو / شيكل

بيع 4.07

شراء 3.99

رغم قرار مجلس الأمن.. هل تجتاح إسرائيل رفح؟

%74

%20

%5

(مجموع المصوتين 211)

القدس حالة الطقس