أقلام وأراء

الأربعاء 13 أبريل 2022 1:54 مساءً - بتوقيت القدس

بعد نتنياهو.. لا جديد في سياسة إسرائيل!

بقلم:جيمس زغبي*

بعد مرور شهر على توقف القتال بين إسرائيل و«حماس»، توضح الأوضاع على أرض الواقع أنه لم يتغير إلا القليل. وتتجاهل وسائل الإعلام الأميركية، مرة أخرى، زحف إسرائيل على الأراضي الفلسطينية وضمها. فقد انصب الاهتمام على هزيمة نتنياهو والحكومة الإسرائيلية الجديدة.

ورغم أن سياسات القيادة الجديدة تجاه الفلسطينيين لا تختلف عن سابقيها لكن صناعة الدعاية الإسرائيلية تحاول الترويج لهذه القيادة باعتبارها براجماتية في حاجة إلى دعم. لكن كما أشار ناشط سلام إسرائيلي بارز، فإن التوجهات الأميركية نحو إسرائيل «ينبغي وضعها في إطار السياسات الإسرائيلية وليس السياسيين الإسرائيليين، وما دامت هذه السياسات مستمرة فلا سبب لتخفيف الحكم على إسرائيل لمجرد الحقيقة البسيطة أن إسرائيل لا يتزعمها نتنياهو». وبالنسبة للسياسات لم يتغير شيء.
فقد أصدرت الحكومة الجديدة، بعد أداء اليمين الدستورية بقليل، تصريحاً للمتطرفين يسمح لهم بتنظيم مسيرة عبر الأحياء العربية هاتفين «الموت للعرب» و«قراكم ستحترق»، بالإضافة إلى شعارات تحريضية أخرى. واعتقلت الشرطة الإسرائيلية العرب المعارضين للاحتجاجات. وفي تطور غير مبشر ، أقامت الشرطة الإسرائيلية حواجز حول حي الشيخ جرّاح وأقامت أيضا نقطة تفتيش جديدة.
وأقامت الشرطة الإسرائيلية أيضا مواقع حراسة بالقرب من بوابة دمشق التي تستخدم غالباً في التحرش وضرب الشباب الفلسطينيين الذين يتجمعون في الساحة. ومع مرور كل يوم تتضح نوايا الإسرائيليين في تكرار ما فعلوه في مدينة الخليل في مدينة القدس. وذكرت الصحافة الإسرائيلية أيضاً أن الشرطة استخدمت طريقة عنيفة في تفريق التجمعات حتى حين لا يكون هناك ما يستلزم ذلك واستخدمت الشرطة المياه ذات الرائحة النفاذة ورشت بها الساحة وجدار البلدة القديمة والمنازل في منطقة سلوان برائحتها التي لا تطاق وتظل تفوح لفترة طويلة. وفي باقي الأراضي المحتلة، تتواصل عملية الضم بالاستيلاء على الأراضي.
وفي الخليل، استولى الإسرائيليون على أراض ملاصقة للحرم الإبراهيمي ليكملوا استيلائهم على هذا الموقع الخاضع لحماية منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو). وتعرضت منطقة جنوب الخليل، وهي أراض خصبة يمتلكها فلسطينيون، لحملة من مداهمات المستوطنين وعمليات التجريف والاستيلاء. والهدف الإسرائيلي هو الربط بين المستوطنات حول الخليل مما يعزلها عن باقي الضفة الغربية.
ومما لا يبشر بخير أيضا أن مستوطنين، أقاموا موقعا يعرف باسم «ايفتيار» فوق جبل صبيح، جنوب نابلس. صحيح أن الجيش أعلن أن هذا الموقع «غير قانوني بشكل صارخ»، لكن أقيم 60 منزلا بالفعل. وساعد الجنود المستوطنين في نقل مواد البناء إلى التل. وأمدت الحكومة الموقع بالمياه والكهرباء والطرق. ويحتج الفلسطينيون على هذا الاستيلاء الصارخ على الأراضي.
وفي الأسابيع الستة الماضية، قتل إسرائيليون خمسة محتجين فلسطينيين شبان بإطلاق النار عليهم. وكما حدث في الخليل يدرك الفلسطينيون أن غير القانوني اليوم يصبح قانونيا غدا. وبمجرد أن تكتمل مستوطنة «ايفيتار» فسيجري وصلها بالمواقع التي كانت ذات يوم غير قانونية، ويجري فصل نابلس عن باقي الضفة الغربية. وعلى مدار الشهر الماضي، شارك مستوطنون إسرائيليون في 14 مسيرة عبر الضفة الغربية، مطالبين بمصادرة أراضي فلسطينية لإقامة مستوطنات.
وفي الوقت نفسه، في غزة، رغم تباهي «حماس» بالانتصار فمازال عشرات الآلاف من الفلسطينيين بلا مأوى وكثيرون آخرون دون مياه أو كهرباء وكل السكان بلا أمل في المستقبل. والحكومة الإسرائيلية الجديدة تسعى إلى تجديد قانون يحظر جمع شمل الأسر الفلسطينية؛ أي حرمان المواطنين الفلسطينيين في دولة إسرائيل وسكان مدينة القدس من إحضار أزواجهم من الضفة الغربية وغزة أو من الخارج للعيش معهم، مع تأكيد وزير الدفاع «بيني جانتس» أن إقرار هذا القانون «ضروري للحفاظ على أمن إسرائيل وطبيعتها الديمقراطية اليهودية». الخلاصة أن نتنياهو ربما خرج من الحكم لكن هناك استمرار في الزحف على الأراضي الفلسطينية. ولم يتغير شيء بالنسبة للفلسطينيين.
*رئيس المعهد العربي الأميركي- واشنطن

شارك برأيك

بعد نتنياهو.. لا جديد في سياسة إسرائيل!

المزيد في أقلام وأراء

إسرائيل ترد على صفقة التبادل بعدوان متواصل

حديث القدس

احتلال معبر رفح

بهاء رحال

(كل جمعة)-- كونت لا دي نتنياهو

جواد العناني

احتجاجات الجامعات الأميركية: ماذا يفعل الفلسطينيون

مراد بطل الشيشاني

الحركة الطلابية ودورها في تعزيز الحوار والتكافل/ التضامن الاجتماعي

غسان عبد الله

فلسطين حرّة "من النهر إلى البحر"

أنيس فوزي قاسم

«رفح»... لا مفرّ؟

سوسن الأبطح

قمة البحرين.. مغادرة مربع الضعف ضرورة للأمن العربي ؟

فوزي علي السمهوري

عمليّة رفح محاولة يائسة لاقتناص إنجاز في اللحظة الأخيرة

سليمان أبو ارشيد

ما أفهمه

غيرشون باسكن

صفقة التبادل إلى اين ؟

حديث القدس

دور الداخل الفلسطيني

حمادة فراعنة

معركة رفح هل تنقذ نتنياهو ومصيره السياسي ..؟

راسم عبيدات

"الطلبة يساهمون في صنع طريق التغيير وفلسطين هي معيار اختبار العدالة للجميع"

مروان أميل طوباسي

رفح تحت النار.. التصعيد الإسرائيلي يعمق أزمة غزة ويهدد استقرار المنطقة

فادي أبو بكر

قطر ورقة ضغط إسرائيل الخاسرة

سماح خليفة

ألتفاوض على الطريقة الفيتنامية والجزائرية..التفاوض تحت النار وبإسناد محور المقاومة

وسام رفيدي

قناة الجزيرة وانهيار سُمعة إسرائيل الهشّة

أحمد الحيلة

نتانياهو اصطاد العصافير دون النزول عن الشجرة

حديث القدس

القبول الفلسطيني والرفض الإسرائيلي

حمادة فراعنة

أسعار العملات

الخميس 09 مايو 2024 9:40 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.74

شراء 3.73

دينار / شيكل

بيع 5.31

شراء 5.28

يورو / شيكل

بيع 4.03

شراء 3.98

رغم قرار مجلس الأمن.. هل تجتاح إسرائيل رفح؟

%75

%20

%5

(مجموع المصوتين 242)

القدس حالة الطقس