أقلام وأراء

الجمعة 10 مايو 2024 10:17 صباحًا - بتوقيت القدس

الحركة الطلابية ودورها في تعزيز الحوار والتكافل/ التضامن الاجتماعي

تلخيص

رغم أنني بلغت من العمر عتيا، إلا أن الفكر والقناعة بالدور الطلابي ما زال حيا في تفكيري، فما زلت أعوّل على الدور الكبير والمؤثر للحركة الطلابية في أية جهود جادة ومخلصة للاستنهاض، حيث أثبتت الحركة اّنذاك وجودها الناجز، وأكتفي هنا بسرد مثالين لهما دلالة واضحة على دور الحركة الطلابية، المثل الأول هو دور الحركة الطلابية في بلورة الكتل الوطنية لخوض أول انتخابات وطنية للمجالس المحلية بعد احتلال ما تبقى من فلسطين في حرب حزيران 1967، إذ فازت هذه الكتل الوطنية في الانتخابات التي جرت عام 1976، والمثل الثاني المساهمة الفاعلة في نشر ثقافة العمل التطوعي في الوطن.


غالبية جيلنا، درس قصة كرابيج حلب والتي تقول بأن أحد الطلبة قال: ما أزكى كرابيج حلب.
المعلم : هل ذقتها؟


الطالب: لا ولكن إبن عمي ذاقها وقال إنها زاكية.


هذا هو حال موقف الحركة والكتل والمؤسسات الشعبية الطلابية، ومن يكتب عن الحراك الطلابي العالمي في ديرتنا، حيال ما يجري من استمرار للمقتلة والتدمير الذي يطال كل مناحي وأوجه الحياة.


قرأت ما كتبه البعض حول ذلك، ولا شك أنهم أبدعوا في توظيف أسلوب اللف والدوران والتكرار والقص واللصق، لتخدم هدفاً واحداً ألا وهو محاولة الإيهام بأنهم يديرون هذا الحراك من زاوية مغلقة، دون الالتفات الى ضرورة كيفية استنهاض الحركة الطلابية وغيرها من القطاعات الشعبيّة كي تلتصق بقضايا الشعب كما هو الحال في البلدان الأخرى.


تشكّل الحركة الطلابية مكونا أساسيا من مكونات المجتمع الفلسطيني، لكن وللأسف، ومنذ فترة طويلة لم يتم الإستثمار في دورها كما يجب، أسوة بتجارب حركات طلابية عالمية، على سبيل المثال لا الحصر (ثورة الطلاب في فرنسا أواسط ستينيات القرن الماضي، والحراك الطلابي التركي في بداية الثمانينات من القرن ذاته، فهل يا ترى تم خصي الفكر الطلابي بشكل ممنهج، عبر توظيف أساليب وإغراءات عديدة ، ساهمت في جعل الحركة الطلابية تبتعد عن دورها الإجتماعي والسياسي، لتكون موئلا للمشاحنات الفكريّة والفئوية، رغم استمرار تعرضها للقمع والاضطهاد من قبل الاحتلال الغاشم؟


وهنا نتساءل عن سبب الغياب الملحوظ لدور الإتحاد العام لطلبة فلسطين، وضمور نشاطات الكتل الطلابية على اختلاف مشاربها الفكريّة.


يعيش شعبنا فترة عصيبة من مراحل حياته، حيث تزايدت الضغوطات السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية وبالتالي السيكولوجية، الأمر الذي يتطلب إسناد المجتمع بكل ما أوتينا من قوة، لدحض الجهل وسوء الفهم اللذين يقودان إلى الكراهية والعنف بكل أشكاله (عنف جسدي، عنف معنوي وعنف لفظي)، في الوقت الذي نحن بحاجة ماسّة وفورية لتعزيز مهارات الحوار لتعزيز السلم الأهلي، وإعادة رفع منسوب القيم والأخلاق، كركيزة أساسية لتحقيق الحلم المنشود.


يتحقق كل هذا من خلال تكثيف الجلسات والندوات الحوارية التثقيفية على طريق كبح جماح ثقافة الإشاعة، لتحل محلها ثقافة تقوم على التفكير الإبداعي الخلّاق، الذي من شأنه تأمين فرص التفكير التشعبي، وإيجاد البدائل العملية القابلة للتنفيذ، وبهذا نكون قد أسسنا لضمان الإستقرار النفسي والطمأنينة، وعدم الجزع من الخارجين عن القانون ومروجي الإشاعات.


لو نظرنا إلى الجبال الجرداء والمساحات الكبيرة مما تبقى لنا من أرض، حتما سيراودنا السؤال: لماذا لا تهب الحركة الطلابية ومن خلال برامج العمل التطوعي، التي كانت منتشرة وسط القطاع الطلابي، وإضمحلت هذه الأيام، لماذا لا تهب إلى استصلاح هذه الأراضي، والاستفادة منها اقتصاديا من خلال زراعتها وجني محاصيلها، وترويجها في السوق المحلي، وبهذا نسير نحو الإعتماد على الذات وخفض مستوى التبعية الإقتصادية، التي يترتب عليها الكثير من الأمور غير المحمودة، ناهيك عن إمكانية رصد ريع هذا الحصاد في دعم الطلبة، وتوفير دعم أنشطة طلابية عديدة ومطلوبة، واجتماعيا من خلال خلق فرص التعارف وبناء العلاقات الإجتماعية المثمرة ، مما يساهم في تخفيف حدة آفات التوتر والقنوط واليأس والحزن، عملا بقول العلي القدير "ولا تهنوا ولا تحزنوا" وكذلك "لا تقنطوا من رحمة الله". إذ من المعروف أن لنهج التكافل والتعاضد دور كبير في إنجاز أجواء الطمأنينة النفسيّة والشعور بالجو الآمن.


لتكن الخطوة الأولى والمطلوبة من المستوى السياسي والتنظيمات الفلسطينية والكتل الطلابية، على مسمياتها وانتماءاتها الفكرية، ومجالس الطلبة في الجامعات ومعاهد التعليم وكليات المجتمع في الوطن، إعادة إحياء وتفعيل الإتحاد العام لطلبة فلسطين، وفق أسس وحدويّة تضم الجميع، بعيدا عن نهج الإقصاء والتهميش، ولتتذكر هذه الكتل الدور الريادي للكتيبة الطلابية في النضال الوطني الفلسطيني، بناء على ما سجّله التاريخ المشرف للحركة الوطنية الفلسطينية، وحتى لا نبقى نردّد: رحم الله أيام الزمن الجميل، حين كنت تدخل الزنزانة أو "الإكس" تجد إما طالبا أو عاملا. نعم لمكاشفة الذات والبدء بجرد حساب لكل المؤسسات والهيئات الشعبية ومدى مساهمتها في مساعدة المواطن الغلبان.

دلالات

شارك برأيك

الحركة الطلابية ودورها في تعزيز الحوار والتكافل/ التضامن الاجتماعي

المزيد في أقلام وأراء

قلق كبير على حياة الرئيس الإيراني

حديث القدس

أهل النقب المغيَّبون

حمادة فراعنة

خيارات إسرائيل الصعبة بعد رفح

أحمد رفيق عوض

التبني الغربي لإسرائيل

عقل صلاح

قمة المنامة تقدم في الشعارات وعجز مزمن في التنفيذ

راسم عبيدات

فصول النكبة تتواصل مع جرائم الحرب والصمود الأسطوري

نهى نعيم الطوباسي

شاهد على مصر والقضية الفلسطينية

عبد المنعم سعيد

في زمن التيه

يونس العموري

أقل الكلام

إبراهيم ملحم

هناك خطة للغد

غيرشون باسكن

إسرائيل تصارع اوهام النصر

حديث القدس

الاحتلال الإسرائيلي بين «الذكاء الاصطناعي» و«الغباء الفطري»

عماد شقور

المفاوضات بين حماس والمستعمرة

حمادة فراعنة

المحاكم.. مكان لاختبار الصبر!

سمر هواش

تأملات-- النساء الفاضلات كثيرات

جابر سعادة / عابود

هل هو تنازع على من يخدم إسرائيل أكثر؟

فتحي أحمد

التعافي من الفاقد التعليمي واستقرار منظومة التعليم

ثروت زيد الكيلاني

اليابان: غزة والشرق الوسط

دلال صائب عريقات

شكراً تونس

رمزي عودة

تأثير الحرب على التعليم.. دمار شامل بغزة وصعوبات كبيرة بالضفة

رحاب العامور

أسعار العملات

الإثنين 20 مايو 2024 10:57 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.73

شراء 3.72

دينار / شيكل

بيع 5.31

شراء 5.29

يورو / شيكل

بيع 4.07

شراء 4.02

بعد سبعة أشهر، هل اقتربت إسرائيل من القضاء على حماس؟

%8

%92

(مجموع المصوتين 98)

القدس حالة الطقس