من المهم بالفعل أن تكون الشركات الناشئة مستعدة لمواجهة أزمات مالية، سواء كانت تجرب أزمة حالياً أم لا، وذلك من خلال امتلاكها لمعرفة شاملة حول كيفية إدارة هذه الأزمات. وتتطلب الأزمات المالية مستوى عالٍ من الخبرة للتعامل معها، حيث يمكن أن تنشأ بسبب عدة عوامل مثل نقص التمويل، أو ضعف الموارد المتاحة، أو فشل في التفاوض مع البنوك، أو بسبب تدهور الوضع الاقتصادي بشكل عام. وعادةً ما تترتب على هذه الأزمات آثار سلبية، قد تصل إلى حد الإفلاس.

 ويقول قائد السعدي المختص بادارة الشركات الناشئة عندما تواجه الشركات أزمات مالية، يمكن أن ترتفع التكاليف وتنخفض الإيرادات، مما يؤدي إلى تأخير دفعات الموردين وتعطيل العمليات الأساسية داخل الشركة، مما يؤثر على سيولتها المالية. وإذا لم يتم التعامل مع هذه الأزمة بشكل فعال، فقد تتأثر فرص نمو الشركة وتوسعها مستقبلاً، مما قد يؤدي في النهاية إلى فقدان العملاء والمستثمرين، وحتى إلى إغلاق الشركة نهائيًا.

وهذا يظهر أهمية كيفية إدارة الشركة لهذه الأزمات بشكل فعّال. ويوضح السعدي  على سبيل المثال، عندما تعرضت شركة "آبل" لأزمة مالية في أواخر التسعينيات بسبب انخفاض مبيعات أجهزة الحاسوب، استجابت الشركة من خلال ابتكار منتجات جديدة مثل "آيبود" و"آيفون" و"آيباد"، مما ساعد في تعافيها وتحقيق نجاح مستقبلي.

كيف تتغلب على الأزمات المالية؟

ويشير المختص  قائد السعدي إلى أن هناك مجموعة من العوامل التي يمكن أن تساعدك على التغلب على المشاكل والأزمات المالية من أهمها ما يلي:  في البداية تحديد سبب الأزمة المالية هو خطوة حاسمة للتعامل معها بفعالية. يمكن أن يكون للأزمة أسباب داخلية أو خارجية، والتعاون مع فريق مالي محترف يمكن أن يساعد في تحليل الوضع بدقة وتحديد جذور المشكلة. من خلال تحليل الأرقام المالية وفهم تدفق الأموال وأداء الشركة، يمكن للمحاسب أو الفريق المالي المحترف تحديد النقاط الضعيفة والعوامل التي أدت إلى الأزمة. بعد تحديد سبب الأزمة بدقة، يمكن للفريق القيام بوضع خطة عمل للتصدي للمشكلة وحلها بفعالية. قد تشمل هذه الخطة إعادة هيكلة الديون، أو تقليل التكاليف، أو تحسين استراتيجيات التسويق لزيادة الإيرادات، أو تطوير منتجات أو خدمات جديدة للتنويع. كما ان التعاون مع فريق مالي محترف يمكن أن يضمن أن تتم العمليات بدقة وبكفاءة، ويمكنهم أيضًا تقديم النصائح والتوجيهات الملائمة للتخطيط للمستقبل وتجنب تكرار الأخطاء.

وبالفعل  الديون والإيرادات لهما ارتباط وثيق في العمليات المالية للشركة. عدم انتظام الإيرادات أو تقليلها يمكن أن يؤثر مباشرة على قدرة الشركة على تسديد الديون بمواعيدها المحددة، مما قد يؤدي في النهاية إلى زيادة الديون أو تأخير الدفعات المستحقة. ويوضح المختص قائد السعدي  من الضروري لإدارة الشركة مراقبة عن كثب عنصري الديون والإيرادات، وضمان استقرارهما وتنظيمهما بشكل صحيح. يمكن أن تساعد استراتيجيات مثل تحسين إجراءات التحصيل وتقليل فترات الائتمان الممنوحة وتحسين عمليات البيع في تعزيز تدفق النقد وتقليل مخاطر التأخر في سداد الديون. بالإضافة إلى ذلك، يجب أن تكون هناك خطط استراتيجية لزيادة الإيرادات، سواء من خلال تطوير منتجات جديدة أو استهداف أسواق جديدة أو تحسين استراتيجيات التسويق، وذلك لضمان استقرار التدفقات المالية والتزام الشركة بالالتزامات المالية بشكل منتظم وفعّال.

كما دراسة التدفق النقدي هي جزء أساسي من عملية تقييم الجدوى الاقتصادية لأي مشروع أو استثمار. ويتحدث قائد السعدي  فهي تساعد في تحديد كيفية تدفق النقد داخل الشركة على مدى فترة زمنية محددة، مما يساعد على تقدير مدى القدرة على تحمل التكاليف وتحقيق الأرباح. عن طريق دراسة التدفق النقدي، يمكن لصاحب المشروع أو المستثمر أن يحدد إذا ما كانت التوقعات المالية للمشروع مستدامة ومجديّة، وهل سيكون لديهم القدرة على تسديد الديون وتلبية التزاماتهم المالية في الوقت المناسب. باستخدام هذه الدراسة،ويقول السعدي  يمكن تحليل تدفقات النقد المتوقعة من مصادر الدخل المختلفة مثل المبيعات والاستثمارات والقروض وغيرها، وكذلك تقدير التكاليف والنفقات المتوقعة. هذا يسمح بتحديد صافي التدفق النقدي وتقدير الأرباح أو الخسائر المتوقعة على المدى الطويل. بالإضافة إلى ذلك، تساعد دراسة التدفق النقدي على تحديد النقاط الضعيفة في التدفق النقدي وتحديد الإجراءات اللازمة لتحسينها، مما يضمن أن المسار النقدي للشركة يسير على المدار الصحيح ويدعم نموها واستدامتها في المستقبل.

ويتسم  إعداد خطط الطوارئ المالية المناسبة جزءًا أساسيًا من استعداد الشركات ورواد الأعمال للتعامل مع الأزمات المالية المحتملة في المستقبل  كما يوضح المختص في ادارة الشركات قائد السعدي والصانع المحتوى على منصات التواصل الاجتماعية في عدة مجالات . ومن بين الجهود الاستراتيجية التي يجب على رواد الأعمال اتخاذها هي تحديد العوامل التي يمكن أن تؤدي إلى تلك الأزمات، وذلك للتحضير واتخاذ الخطوات الضرورية للتعامل معها. يجب على الشركات أن تقوم بتقييم مختلف المخاطر المالية المحتملة، بما في ذلك التقلبات في السوق، والتغيرات في السياسات الحكومية، والتغيرات التكنولوجية، وغيرها من العوامل التي قد تؤثر سلبًا على الأداء المالي. 

بناءً على هذا التقييم، يمكن للشركات تحديد النقاط الضعيفة وتطوير استراتيجيات للتعامل معها.

وعندما تواجه الشركات أزمات مالية، يصبح خفض النفقات أمرًا ضروريًا للحفاظ على استقرارها والتغلب على التحديات المالية يقول قائد السعدي  السعدي . يمكن اتخاذ عدة خطوات لتحقيق ذلك. أولاً، يجب تحليل جميع مصادر النفقات للشركة وتحليلها بعناية لتحديد البنود التي يمكن الاستغناء عنها أو تقليلها. 

بعد ذلك، يمكن التفكير في الاستغناء عن المصاريف غير الضرورية وتأجيل المصاريف غير الضرورية حتى تتحسن الأوضاع المالية للشركة. يمكن استخدام التكنولوجيا لتحسين الكفاءة، مثل استخدام التطبيقات والأنظمة الآلية لتبسيط العمليات وتقليل التكاليف المرتبطة بالعمالة البشرية، كما يمكن تقليل التكاليف الثابتة مثل الإيجار والفواتير الثابتة الأخرى من خلال التفاوض مع الموردين أو البحث عن بدائل أرخص. 

وأخيرًا، يمكن تحفيز الابتكار في توفير التكاليف، مثل استخدام مواد بديلة أو عمليات إنتاج أكثر كفاءة. بتنفيذ هذه الإجراءات، يمكن للشركات تقليل النفقات بشكل فعال وتحسين الاستدامة المالية خلال فترات الأزمات.